هل بات اليمن أولوية ترامب؟
حميدي العبدالله
أدلى أكثر من مسؤول في إدارة ترامب بتصريحات تؤكد عزم واشنطن على التدخل بقوة في الحرب اليمنية ضدّ تحالف حركة أنصار الله والمؤتمر الشعبي، ودعماً للتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية.
الموقف الأميركي الجديد الذي يختلف نسبياً عن موقف إدارة أوباما فرضته معطيات أبرزها أولاً، أنّ إدارة ترامب هي الإدارة الأكثر عداءً لإيران، لأسباب تتعلق بصلات هذه الإدارة مع تل أبيب، أو تتعلق بمعارضة ترامب للاتفاق النووي مع إيران. وإدارة ترامب تنظر إلى تحالف حركة أنصار والمؤتمر الشعبي على أنهما حلفاء لإيران، وبالتالي من الواجب محاربتهما. وثانياً، اليمن يتحكّم بمضيق باب المندب، كما أنّ له تأثيراً كبيراً على السعودية ودول الخليج، وهذه المنطقة منطقة مصالح أميركية، كما أنّ موقع اليمن من خلال باب المندب يؤثر بقوة على الكيان الصهيوني، ومعروف أنّ حركة أنصار الله من القوى السياسية اليمنية الأكثر عداء للكيان الصهيوني، وبالتالي فإنّ تل أبيب وواشنطن لا يريدان أن يحكم اليمن تحالف يضمّ في صفوفه قوى حزبية مثل حركة أنصار الله، فكيف إذا كانت الكلمة الأساسية والثقل الوازن في أيّ سلطة تحكم اليمن، هي لحركة أنصار الله.
الأرجح أنّ الولايات المتحدة لن تبقى على مستوى دعمها القديم للتحالف الذي تقوده السعودية، بل إنها سوف تزيد هذا الدعم، وأكثر من ذلك ربما تلعب دوراً مباشراً عبر البحرية الأميركية التي ترابط في البحر الأحمر وفي بحر العرب.
لكن السؤال هل ستقتصر المشاركة العسكرية الأميركية في الحرب اليمنية على القصف البحري والجوي، أم أنها ستقوم بدعم القوات البرية للتحالف الذي تقوده السعودية، على غرار الدعم الذي قدّمته وتقدّمه للجيش العراقي، ولوحدات الحماية الكردية في سورية.
لا شك أنّ المشاركة العسكرية الأميركية في حرب اليمن سيجعل الأوضاع أكثر سوءاً على المستوى العسكري والإنساني، وسيبعد فرص التسوية، ويرشح اليمن لاختبار مواجهة قد تستمرّ أشهر طويلة قبل أن تدرك الأطراف المعنية صعوبة الحسم العسكري في بلد مثل اليمن.
للأسف الشديد ما ينتظر اليمن في غضون المرحلة القريبة المقبلة، ليس الحلّ السياسي، ولا هدن تساعد على احتواء المشاكل الإنسانية المتفاقمة، بل حروب أكثر قساوة، لعلّ مدينة الحديدة ستكون ساحة الاختبار الأولى لهذه الحروب.