تخبّط أميركي بشأن الكيميائي نتيجة طيش ترامب…

اياد موصللي

«على من تقرأ مزأميرك يا داود»؟

هذا القول ينطبق على التصرفات الأميركية الرعناء منذ عهد هاري ترومان وصولاً إلى بوش الأب وبوش الابن، وروح الشرير الإسرائيلي بينهما وما كان من تصرفات هؤلاء القادة والكاوبوي ريغان الذي قال «من لا يحب إسرائيل لا يحب الله»… جميع هؤلاء القادة كانوا عملاء للصهيونية أكثر مما كانوا قادة لدولتهم..

ورغم كلّ الحمق الذي أبدوه ضاربين بعدالة دولية وبمواثيق أممية لم يتخبّطوا بمقدار ما تخبّط به ترمب.. ريغان جاء راكباً حصان الكاوبوي.. فيما ترامب جاء راكباً قطار قطّاع الطرق.. لا قانون لا عرف، لا لياقة ولا حسن علاقة.. الارتباط والتخبّط كان عنوانه الرئيس لأول قرارات اتخذها..

ضرب سورية بالصواريخ بذريعة أنها استعملت السلاح الكيميائي.. قبل ان تجري تحقيقات دولية تثبت من استعمل هذا السلاح، وقبل ان يتخذ إجراء حسب الأصول الدولية، ووجد من يطبّل له ويزمّر من أولئك الذين اعتادوا على البلطجة والعنجهية من الدول الأوروبية. أراد أن يشنّ حرباً نفسية أكثر مما هي حرب عسكرية فذهبت أحلامه في الهواء ووجد إرادة حازمة مصمّمة على موقف مجابهة ورد العدوان..

وكان موقف حازم لسورية وروسيا وإيران وحزب الله أفشل ما أراد وبعثر صواريخه وعملاءه من الإرهابيين والمموّلين والداعمين من عربان وغربان…

بعد هذا التطبيل والتزمير ضدّ ما زعم انه ضدّ استعمال سورية الكيمياوي جاء قرار لمجلس الأمن ولو متأخراً يؤكد انّ المزاعم الأميركية عن ثبوت استعمال الجيش السوري للسلاح الكيميائي لم يتمّ وبحاجة لتحقيق، ودعا القرار سورية للتعاون مما يعني انّ الحكومة الأميركية تسرّعت وقامت بردّ ارتجالي متهوّر بهذا العدوان وجاء القرار يبدّد هذه المزاعم..

طالبت مجموعات الدول الغربية سورية بتسهيل إجراء التحقيقات حول استعمال السلاح الكيميائي.. تحقيقات تصرّفوا قبل إجرائها على أساس القناعة بدور سورية في استخدامها.. حقاً إذا لم تستح فافعل ما تشاء.

والآن وبعد الموقف الروسي الإيراني السوري الحازم تحاول أميركا لملمة تخبّطاتها ومسح رذاذ البصاق عن جبينها. جاء وزير الخارجية الأميركي الى موسكو ليستعرض عضلات ويظهر من خلال تصريحات أطلقها قال فيها: «إنّ على روسيا ان تختار بين التحالف مع الولايات المتحدة او البقاء مع الرئيس بشار الأسد وإيران وحزب الله .. موسكو مقتنعة بأنّ واشنطن تضمر نوايا سيئة وقد تعود لتوجيه ضربات الى دمشق، وتؤكد روسيا أنها سوف تجعل سورية قادرة على الردّ بما سوف تزوّدها به من وسائل للدفاع. لذلك كان الموقف الروسي حازماً في وجه هذا الزائر الذي حدّدت خطواته..

ويقول لينين في رسالته الى مؤتمر السلام الذي انعقد في لاهاي في شهر كانون ثاني 1922:

«اننا لا نعطي للجماهير اية فكرة واضحة عن الأسباب التي تؤدّي الى انفجار الحرب، والأسباب التي تقود إليها، ومن واجبنا ان نوضح للمواطنين الوضع الحقيقي، وان نكشف لهم النقاب عن أسباب تحضير النزاعات».

انّ مواقف رؤساء أميركا هي نتيجة إملاءات وإيحاءات إسرائيلية وعى خطورتها منذ بدايتها خطورة اليهود على ايّ مجتمع يحلون فيه. لذلك حذر بنيامين فرانكلين الأميركيين من خطر اليهود.

فقال: أومن بإله واحد خالد في الكون، والذي يتولاه بعنايته الإلهية وهو المستحق للعبادة. وإنّ أفضل ما نقدّمه له هو تقديم الخير لعباده الآخرين، كما أومن أنّ روح الإنسان خالدة، وسوف تعامل بعدل في الحياة الأخرى، حسب سلوكها في الحياة الدنيا.

وفي خطابه أمام الكونغرس الأميركي عام 1789 أوضح فرانكلين مخاوفه من الخطر اليهودي على بلاده، وتنبّأ بوقوع الولايات المتحدة فريسة سهلة للسيطرة اليهودية إذا لم يتمّ التصدّي لهم ومنعهم من الهجرة لأميركا، حسب رأيه وقتها، وإلا سوف يلعنهم أحفادهم، فقال: أيها السادة هناك خطر كبير يتهدّد الولايات المتحدة الأميركية، وهذا الخطر هو اليهود يعملون على تدني المستوى الأخلاقي والتجاري فيها. وعلى مدى تاريخهم الطويل ظلوا متقوقعين على أنفسهم في معزل عن الأمم التي يعيشون فيها ولم يندمجوا في حضارتها بل كانوا يعملون دوماً على إثارة الأزمات المالية وخنق اقتصادها كما حصل في البرتغال واسبانيا.

ثم يضيف بصراحة ووضوح وتحذير: انْ لم يطردوا من الولايات المتحدة بموجب الدستور فإنهم وخلال مائة عام على الأقلّ من الآن سيتوافدون الى هذه البلاد بأعداد كبيرة، وبتلك الأعداد سوف يحكموننا ويدمّروننا من خلال أنظمة الحكم لدينا والتي بذلنا نحن الأميركيين من أجل تطويرها على مرّ السنين الغالي والنفيس من دمائنا وأرواحنا وممتلكاتنا وحريتنا، وإنْ لم يتمّ طردهم فبعد مائتي سنة من الآن فإنّ احفادنا سيعملون في الحقول ليل نهار من أجل إشباع بطونهم وجيوبهم بينما يجلسون هم في قصورهم يفركون أيديهم فرحاً واغتباطاً بما حصدوه من أرباح ومكاسب .

وها أنا أحذركم أيها السادة إنْ لم تطردوا اليهود من هذه البلاد إلى الأبد فإنّ أولادكم وأحفادكم سيلعنونكم في قبوركم.

ومع أنهم يعيشون بيننا منذ أجيال فإنّ مثلهم العليا ما زالت تختلف كلياً عما يتحلى به الشعب الأميركي من مُثل. فالفهد الأرقط لا يمكنه تغيير لون جلده .سوف يعرّضون مؤسسساتنا ومقوماتنا الاجتماعية للخطر.

ها هو التصرف والتخبّط الأميركي يؤكد صحة ما قاله فرانكلين قبل نحو 230 عاماً…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى