قائد الجيش تفقّد الوحدات العسكرية في صيدا: سنردّ بحزم على أيّ محاولة لنقل الاشتباكات خارج المخيّم

تفقّد قائد الجيش العماد جوزف عون الوحدات العسكرية المنتشرة في مدينة صيدا ومحيط مخيم عين الحلوة، حيث جال في مراكزها واطّلع على إجراءاتها المتّخذة للحفاظ على أمن المدينة وجوارها.

ودعا العماد عون قادة الوحدات إلى «تكثيف التدابير الأمنيّة، ولا سيّما في محيط المخيم والمعابر المؤدّية إليه، لحماية المواطنين ومنع تسلّل الخارجين على القانون»، وأكّد «أنّ الجيش سيردّ بحزم على أيّ استهداف يطال المراكز العسكرية أو التجمّعات السكنيّة المحيطة بالمخيم، وأيّ محاولة لنقل الاشتباكات إلى خارجه»، لافتاً إلى «أنّه من غير المقبول استمرار الاقتتال العبثي الذي تفتعله بين الحين والآخر عناصر إرهابيّة ومتطرّفة، كونه يعرِّض سلامة الفلسطينيّين وأهالي الأماكن المجاورة للمخيم للخطر المباشر، وينعكس سلباً على الحياة الاقتصادية والمعيشيّة لمنطقة صيدا».

وقال: «إنّ أمن المخيمات الفلسطينية وأيّ بقعة من الأراضي اللبنانية هو جزء من الأمن الوطني الشامل، وبالتالي فإنّ من مصلحة الجميع الإسهام في حماية الاستقرار، وذلك من خلال عدم إيجاد أيّ ملاذ آمن للإرهابيّين والمطلوبين للعدالة، والتعاون مع الجيش والقوى الأمنيّة لإلقاء القبض عليهم».

في غضون ذلك، ما زال الهدوء يسيطر على مخيم عين الحلوة بعد تفكيك المربّع الأمني للإرهابي بلال بدر المتواري عن الأنظار وتعزيز انتشار القوة الأمنيّة الفلسطينيّة المشتركة في حيّ الطيري.

وأعلنت قيادة «فتح» في لبنان، أنّ «الجهد الفلسطيني المشترك الذي تبلور من خلال الاجتماعات بين مختلف القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية، أسفر عن اتفاق واضح ومُلزِم للجميع على ضرورة اقتلاع الحالة الشاذّة التي شكّلها بلال بدر من خلال سلوكه الإجرامي وإصراره على تعطيل كافّة الاتفاقات وبتحدّيه الفصائل والقيادات كافة».

واتّخذت القيادة الفلسطينية قرارها الجماعي والقاضي بالإجراءات الحاسمة، وهي:

تفكيك حالة بلال بدر وإنهاؤها بشكلٍ كامل، ومطاردته مع مجموعته.

انتشار القوة المشتركة في حيّ الطيري وتموضعها في المواقع التي تجدها مناسبة لحفظ الأمن وضبط الوضع الداخلي.

وأشارت الحركة إلى أنّ «إعطاء بعض المهل لأطراف للتدخّل والوساطة، لم يكن نابعاً من ضعف أو تردّد، ولكن حرصاً على المخيم وأهله وعلى العمل المشترك»، مشيرةً إلى «الدور الإيجابي الذي لعبته قيادة الجيش والأجهزة الأمنيّة من أجل تحقيق الأهداف التي اعتمدتها قيادة الفصائل مجتمعة، ما شكّل دعامة أمنيّة وسياسية للحركة»، مضيفةً: «القوة المشتركة، مدعومة من قيادة الأمن الوطني الفلسطيني، أقدمت على تنفيذ القرارات المتّخذة ودخلت حيّ الطيري وسيطرت على المناطق المجاورة للحيّ والمتداخلة معه».

إلى ذلك، انعقد في مكتب رئيس «الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة» الشيخ ماهر حمّود في صيدا، لقاء ضمّ أمين سرّ تحالف القوى الفلسطينيّة ممثّل «حركة الجهاد الإسلامي» في لبنان أبو عماد الرفاعي، ممثّل حركة «حماس» في لبنان علي بركة ونائبه أحمد عبد الهادي «أبو ياسر»، مسؤول «القيادة العامّة» في لبنان أبو عماد رامز ومسؤول العلاقات السياسية لـ»حركة الجهاد الإسلامي» في لبنان شكيب العينا. وبحث اللقاء الأوضاع الأمنيّة في المخيم على خلفيّة انتشار «القوة المشتركة» في حيّ الطيري.

واعتبر حمّود، أنّ «وقف إطلاق النار وانتشار القوّة المشتركة في الطيري وتواري بدر هو أفضل الممكن»، موضحاً: «في ظلّ ظروف الأيام الأخيرة، لم يكن هنالك مجال للحسم العسكري، وكنّا نتمنّى أن يكون هناك حلّ أمني من حيث المبدأ، ولكن ما حصل هو أفضل ما يمكن»، آملاً أن «يكون ذلك مقدّمة لأمن وأمان المخيم وجواره، ومحاصرة حقيقيّة لكلّ متطرّف وإرهابي».

وأشار بركة إلى أنّ «القوة المشتركة نفّذت قرار القيادة السياسية، وستواصل العمل من أجل إلقاء القبض على الذين اعتدوا على استقرار المخيم»، مؤكّداً «منع تحويل المخيم إلى ساحة لتصفية الحسابات أو إلى صندوق بريد إلى أحد»، مشيراً إلى أنّ «بدر فارّ من العدالة ومطلوب للقوة المشتركة، وهو في مخيم عين الحلوة».

وزار عضو المكتب السياسي «للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين» علي فيصل، مخيم عين الحلوة متفقّداً أحياءه بمشاركة قيادة فرع عين الحلوة وصيدا، واطّلع على حجم الخسائر والأضرار التي لحقت به وخاصة حيّ الطيري. وزار مراكز النازحين وعدداً من المؤسسات، والتقى قيادة وكوادر الجبهة في المخيم.

ودعا فيصل إلى «تطبيق قرارات القيادة السياسية والقوى الوطنية والإسلامية لضمان ثبات الأمن والاستقرار».

وبعد الهدوء الأمني الذي عمّ المخيم، تفقّد السكّان منازلهم التي تضرّرت جرّاء الاشتباكات، وعُلم أنّ رئيس بلدية صيدا محمد السعودي سيعوّض جزءاً من قيمة الأضرار التي أصابت اللبنانيين في المخيم. وأحرق سكان المخيم منزل بدر قبل دخول القوة المشتركة إلى الحيّ كردّ فعل على ما اقترفه بحقّهم.

وعادت الحركة في مدينة صيدا إلى طبيعتها بعد خمسة أيام من الشلل الذي أحاط بأسواقها التجارية ومؤسساتها الاقتصادية والاجتماعية، بسبب الأوضاع الأمنيّة في مخيم عين الحلوة وما نتج عنها من عدم استقرار وخوف طاول ساحتها.

وبعد تمكّن القوة المشتركة لمخيم عين الحلوة من الانتشار والتمركز في جميع نقاط الأحياء، في خطوة كانت الأصعب خلال الأيام الماضية، إلّا أنّها نُفّذت بتعاون جميع القوى الفلسطينية ودعم الجيش اللبناني لتحقيق الأمن والاستقرار في مدينة صيدا والجوار.

وفي هذا الإطار، استأنفت مستشفى صيدا الحكومي نشاطها الطبي بحضور رئيس اللجنة الإدارية وفريق عمل المؤسسة الطبي للحالات العاديّة والطارئة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى