المطلوب كسب الوقت ووقف حالة العجز
بلال شرارة
الحقيقة أكاد أفقد إيماني بالثورة! إزاء عجز كلّ الفصائل عن تصفية ظاهرة في مخيم عين الحلوة وتركها تتمادى إلى اليوم وقبلها أنصار ظاهرة فتح الإسلام في مخيم نهر البارد والتسبّب في هجرة أهله ودماره.
إذا كانت الفصائل عاجزة عن الحفاظ على الحلم الفلسطيني في أماكن شتاته ومخيمات نزوحه، فكيف ستتمكّن من تحرير فلسطين وهزيمة جيش الاحتلال ومنظوماته الأمنية؟
وكيف لكلّ الفصائل أن تسمح بتسلّل كلّ هذا الشرّ إلى المخيمات والتمركز فيها وتحويلها الى موطأ قدم وقاعدة ارتكاز لنشاطاته؟ وكيف تحوّلت المخيمات الى شوارع للدول القابضة ، وكيف جرى تجويع المخيمات إلى درجة إخضاعها.
أنا أزعم أنّ لكلّ دولة في العالم حتى للعدو يداً ورجلاً في المخيم، وهو ليس مجرد طابور خامس، بل ربما يمسك بخناقنا، وكذلك الأمر بالنسبة إلى أجهزة المخابرات التي تأمر وتنهي وتصدّر إلى المخيمات مخططاتها كلّها، كما جرى تصدير الزرقاوي إلى العراق.
– 2 –
كما في المخيمات اليوم كذلك في سورية حرب جغرافية ناتجة عن عشرات القيّاديين الذين أنتجتهم ماكينات الدول ويقود كل منهم زاروباً أو محوراً.
اليوم في عين الحلوة عشرات الأسماء من بلال بدر إلى فلان وعلتان من اللبنانيين والفلسطينيين المطلوبين للدولة، ومن المطلوبين العرب إلى دولهم، أو الذين صدّرتهم لنا الدول العربية.
أقول إزاء المشهد الشرق أوسطي والفلسطيني بما يضمّ من أسماء وعناوين للقتلة والمطلوبين، وبعد أن أصبحت مدننا ومخيماتنا أمكنة للطفار والمطلوبين وطنياً وقومياً وإقليمياً ودولياً، ويجري استخدامهم تحت ستار إضفاء الحماية عليهم ومنحهم كشوفات وتدفقات مالية وعسكرية أقول لا يمكن لنا أن نفكر بتحرير فلسطين قبل تحرير عين الحلوة وعين الحرية والعيون الصغيرة والكبيرة وعيون مزارع شبعا ومصر وسورية والعراق وليبيا… من الإرهاب من الأسماء المجهولة النسب والأصل والفصل، وكذلك من الجنرالات.
أنا أعترف أنّ الفصائل الفلسطينية هي من عمري وأنها شاخت ولا بدّ لها من أن تجدّد شبابها وأساليبها وأن تختصر الألقاب والرتب وأن توجّه أموالها لتنمية وسائل حياة شعبها في الداخل وفي مخيمات الشتات.
– 3 –
أقول بلال بدر مشكلة، ولكن الحقيقة هي أنّ العجز هو المشكلة، بالإضافة الى عدم وجود مَن يستمع الى تقدير الموقف، وربما عدم وجود مَن يقدّر الموقف، وأساساً عدم عصرية الشعارات لتتجاوب مع الوقائع الاجتماعية لشعبنا والتي تنتظر تحسين معيشتها وتمكينها وتطالب بفرص عمل وفرص تعليم عالٍ وطبابة وحق الحياة وليس مجرد التسلّح.
أزعم وبدافع الحرص على أحلامي وعلى تاريخ صرفناه بين الحياة والموت وعلى الذاكرة الشهيدة والمعتقلة والأراضي المجرّفة والأشجار المقتعلة وعلى المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وعلى الجليل وفيه صفورية وكلّ أمكنة المخيم، وعلى التاريخ، وعلى مشروع فلسطين. أزعم أنّ الوقت يضيق وأنّ ما يجري هو سباق بين أرنب التوطين وإحباط أماني الشعب الفلسطيني، وبين سلحفاة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وأملنا أن يغفو الأرنب قليلاً إذ ربما استعدنا المبادرة فنعود ونكسب الوقت ونحفظ حق العودة والثورة حتى النصر…