لافروف: موسكو ستقاوم محاولات تعطيل الحلّ السياسي.. وغاتيلوف ينتقد فرض واشنطن عقوبات جديدة ضدّ سورية
أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنّ بلاده ستقاوم كلّ المحاولات التي يقوم بها البعض بهدف تعطيل الحوار والحلّ السياسي للأزمة في سورية.
وأوضح لافروف خلال مؤتمر صحافي مع الأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، لامبرتو زانير، في موسكو أمس، أنّ المزاعم التي تصدر عن عسكريّين في واشنطن أو عسكريّين آخرين يقودون الحملة الأميركية في المنطقة، وتتعلّق بادّعاءات حول دعم روسيا لحركة طالبان بالأسلحة تصريحات غير مهنية ولا ترتكز على الحقائق.
وقال لافروف: «أنا متأكّد أنّ أولئك في الولايات المتحدة، الذين يحصدون أموالاً من أجل تأمين معلومات جيدة، يعرفون بالضبط أنّ التصريحات كاذبة، كما أنّهم يعرفون من يدعم تنظيم «داعش» ويسلّحه في سورية والعراق وأفغانستان».
وأضاف لافروف: «ننظر إلى ذلك في إطار المحاولات للفت الأنظار عن تغيّر التوجّه بشأن الأزمة في سورية، ولدينا شكوك في هذا الموضوع تمّ تعزيزها في الأيام الأخيرة، حيث نشعر من محاولات بعض شركائنا أنّهم يضعون خطاً أحمر ويعطّلون الحلّ السلمي والحوار بين الأطراف السورية، إضافة إلى اللجوء مجدّداً لمسألة تغيير النظام، لكنّنا سنقاوم هذه المحاولات، وأنا متأكّد أنّ مجلس الأمن لن يبتعد عن موقفه المبدئي الموجود في القرار 2254».
وكان لافروف أكّد أول أمس، أنّ بلاده ماضية قُدماً بحلّ الأزمة في سورية وتفعيل منصة أستانة ودعم المحادثات السورية في جنيف برعاية الأمم المتحدة، وفقاً للقرار الدولي 2254.
وعمّا إذا عاد العمل بمذكّرة تجنّب الحوادث الجوية فوق الأراضي السورية مع الأميركيّين، أوضح لافروف أنّ هذا السؤال يجب توجيهه للعسكريين، وقال: «أمّا من جهتنا ومن جهة قواتنا الجوية، فإنّ كلّ الإجراءات يجري اتّباعها لتأمين سلامة العسكريين».
من جانبه، قال زانير: «إنّنا نحتاج إلى تحالفات بشأن مسألة مكافحة الإرهاب مع كلّ المنظمات الدولية والمجتمعات المدنية، وليس الحكومات فحسب، لأنّه لا توجد منظّمة أو دولة وحيدة تستطيع التغلّب على هذه المشكلة».
وأضاف: «لهذا نعمل بتعاون وثيق مع الأمم المتحدة والمنظمات التي تكافح الإرهاب في إطارها، كما ندرس عملية إعادة هيكلة الأمم المتحدة في ما يتعلّق بمكافحة الإرهاب»، مبيّناً أنّ هناك ضرورة لذلك.
من جهته، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، اليوم، أنّه لا توجد أيّة أُسُس لإقدام واشنطن على فرض عقوبات جديدة ضدّ سورية على خلفية الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية في خان شيخون بريف إدلب.
وكانت الولايات المتحدة فرضت أول أمس عقوبات على عدد من الموظفين في إحدى المؤسسات الحكومية بذريعة حادثة استخدام أسلحة كيميائية في خان شيخون.
ونفت سورية نفياً قاطعاً قيامها باستخدام الغازات السامّة في خان شيخون أو في أيّة مدينة أو قرية سورية أخرى، وأكّدت أنّ الجيش السوري ليس لديه أيّ نوع من الأسلحة الكيميائيّة، ولم يستخدمها سابقاً ولن يستخدمها لاحقاً ولا يسعى إلى حيازتها أصلا، مبيّنة أنّ الولايات المتحدة الأميركية قامت بفبركة القصة المتعلّقة باستخدام الأسلحة الكيميائية في خان شيخون كي تكون لديها ذريعة لشنّ عدوانها على سورية.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن غاتيلوف قوله للصحافيين: «لا نرى أيّة أُسُس لهذه الخطوة، نظراً لعدم وجود أيّة حقائق أو أدلّة تؤكّد استخدامهم أسلحة كيميائية»، مشيراً إلى أنّ روسيا اقترحت من قبل إرسال مجموعة مستقلّة من الخبراء من أجل التحقّق من كلّ هذه الادّعاءات، إلّا أنّ الأميركيين للأسف لم يؤيّدوا هذه المبادرة.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جدّد التأكيد على أنّ ما جرى في خان شيخون، «محاولة لتشكيل واقع مشوّه، ومن ثمّ استخدام هذا الواقع لمحاولة التهرّب من تنفيذ قرارات مجلس الأمن حول حلّ الأزمة في سورية» على أساس الحوار السوري السوري إلى جهة تغيير الحكومة في سورية.
في سياق آخر، دعا غاتيلوف المجتمع الدولي إلى وقف «الحرب المجنونة» التي يتعرّض لها اليمن، ووقف الحصار وطرح مبادرة لتحسين الوضع الإنساني في هذا البلد.
وكانت موسكو دعت إدارة شؤون الإعلام في الأمم المتحدة إلى التعاون مع سورية والمركز الروسي للمصالحة فيها، لتوفير تغطية أفضل لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي.
ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسيّة للأنباء عن المتحدّثة بِاسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قولها في تصريحات خلال الدورة الـ39 للجنة الإعلام التابعة للجمعية العامّة للأمم المتحدة، «إنّ الأمين العام للمنظمة الدولية ذكر في تقريره المعنون «خدمات الاتصالات الاستراتيجية» بالتعاون بين مؤسسات مختلفة لتأمين تغطية العمليات العسكرية الجارية لتحرير مدينة الموصل العراقية من قبضة تنظيم «داعش» الإرهابي».
وأضافت زاخاروفا بهذا الصدد، أنّ «موسكو ترى مجدياً بناء هكذا تعاون من أجل ضمان تغطية إعلامية أكثر شمولاً للعمليات الجارية في سورية ضدّ «داعش» بالتنسيق مع حكومتها، وبمشاركة «مركز المصالحة بين المتحاربين في سورية» في مطار حميميم.
على صعيدٍ آخر، تسلّمت محافظة ريف دمشق أمس جثامين 5 شهداء من أهالى بلدة معلولا، قضوا بعد اختطافهم من قِبل إرهابيّي تنظيم «جبهة النصرة» أثناء هجومهم على البلدة في الـ 7 من أيلول عام 2013.
وخلال استقبال جثامين الشهداء فى معبر جديدة يابوس على الحدود السورية اللبنانية، قال محافظ ريف دمشق علاء ابراهيم، إنّه تمّت بالتعاون مع الجانب اللبناني استعادة جثامين 5 شهداء قضوا منذ عدّة سنوات على أيدي التنظيمات الإرهابية، ليصار إلى تسليمهم إلى ذويهم لدفنهم في بلدتهم معلولا، مترحّماً على أرواح شهداء الوطن.
بدوره، قدّم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام التعازي إلى أهالى الشهداء، وقال: «نتقبّل من الله هذه المحنة، ولكن نقول مع آباء الكنيسة دم الشهداء هو بذار حياة أفضل ومستقبل أفضل لسورية الحبيبة».
من جهته، شدّد مدير الأوقاف فى محافظة ريف دمشق الشيخ عدنان الأفيوني، أنّ «سورية ستبقى قوية، ولن تستطيع أيّة جهة في الأرض أن تؤثّر عليها، لأنّها قوية بأبنائها وتلاحمهم».
وكانت بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك نعت السبت الماضي 5 من أهالي بلدة معلولا، وجدت جثامينهم في مغارة واقعة في بلدة عرسال اللبنانية بعدما تمّ اختطافهم مع شخص آخر لم يعرف مصيره حتى الآن من قِبل إرهابيّي «جبهة النصرة» أثناء اعتدائهم على مدينة معلولا.
وفي السياق، تمّ أمس تشييع جثامين 51 شهيداً من أبناء بلدتَي كفريا والفوعة الذين ارتقوا جرّاء التفجير الإرهابي الذي استهدف حافلات كانت تقلّهم في منطقة الراشدين غرب مدينة حلب، وجاء التشييع بمشاركة شعبيّة ورسمية واسعة انطلقت من أمام المستشفى العسكري في حلب.
ميدانياً، أحبط الجيش السوري هجوماً لتنظيم «جبهة النصرة» على نقاط عسكرية في حيّ المنشية، وقضى على عدد من إرهابيّيه في منطقة درعا البلد.
وأكّد مصدر عسكري، أنّ الاشتباكات انتهت بصدّ الهجوم بعد «مقتل العشرات من إرهابيي تنظيم «جبهة النصرة» المرتبط بالعدو الصهيوني، وفرار الباقين وتدمير أسلحتهم وعتادهم الحربي».
وكانت وحدات من الجيش السوري نفّذت عمليات مكثّفة على تجمّعات وتحصينات إرهابيّي تنظيم «داعش» في منطقتي القريتين وتدمر بريف حمص الشرقي والجنوبي الشرقي، وكبّدتهم خسائر بالأفراد والعتاد.
كما أعلن الجيش السوري سيطرته على بلدات جديدة في ريف حماة الشمالي، مؤكّداً أنّ قوّاته باتت على مشارف بلدة اللطامنة وسط غارات مكثّفة على مواقع «جبهة النصرة» والفصائل المتحالفة معها في المنطقة.