باسيل: مَن يهاجمُنا في الإعلام حول الطائفية أبلغنا رفضه الدولة المدنيّة
اعتبر رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أن «موضوع قانون الانتخاب هو قضية موت أو حياة»، مؤكداً «العمل على إقرار قانون جديد للانتخابات يُبنى على التفاهم بين الجميع وعلى تمثيل كل اللبنانيين»، وشاكراً للرئيس سعد الحريري موقفه الأخير الرافض للتمديد.
ونفى باسيل خلال العشاء السنوي الذي أقامه مكتب التيار في عبرين ـ قضاء البترون «كل الكلام الوهمي الذي يطلقه البعض عن محاولات إلغاء من هنا أو هناك لمنع إنجاز قانون انتخابي»، قائلاً «هو كلام يهدف إما إلى التخويف، وإما إلى اختلاق خوف لتبرير عدم إنجاز قانون. وليعلم الجميع أن لا مجال لإلغاء أحد في هذا البلد، وكل مَن يعتقد أنه قادر على إلغاء أي كان فهو مخطئ، وأي كلام عن إلغاء أو عزل هو غير موجود في قاموسنا إن كان على مستوى قانون الانتخاب أو في موضوع السلاح».
وأكد باسيل خلال رعايته العشاء السنوي لهيئة الأطباء في التيار الوطني الحر، «أننا نعاني من كل الأمراض في قانون الانتخاب. من وجع الرأس إلى وجع القلب والمعدة، حين نُصاب بالقرف كل الأمراض نعاني منها إلا وجع الضمير، لكن اكتشفنا أيضاً كم من الأمراض توجد ليس فقط في البلد بل في سياسييه، فهناك الزهايمر السياسي عندما يتحدّث أحد عن شيء بالأمس ويناقضه اليوم، يقترح فكرة معينة وفي اليوم التالي ينكر أنه سمع بها، يقنعك بفكرة ما وعندما تقتنع في اليوم التالي يُخالفك الرأي».
وقال باسيل نحن الآن في مرحلة صياغة قانون الانتخاب ولا نستطيع العمل في قضية على مستوى إصلاح نظامنا السياسي واختيار إمكانية العيش معاً باستقرار، ولا يكون لدينا حد أدنى من المكاشفة والصراحة.
وتابع «عندما نقول إن طموحنا هو النظام العلماني نقول أيضاً الحقيقة، وكل مَن يهاجمنا في الإعلام حول الطائفية عندما نسألهم خلال الاجتماعات إن كانوا مستعدّين للذهاب إلى الدولة المدنية يرفضون. ماذا يعني أن نعتمد نظاماً انتخابياً فقط لمد اليد إلى مقاعد نيابية باسم إلغاء الطائفية وممارسة المواطنة، بينما في حياتنا الباقية نعيش الطائفية في أعماقها؟ هذا يدلّ إلى أن المرض ليس فقط «الزهايمر» هناك «ليكتوماتيا» قوية. فهناك البعض تعوّدوا مد اليد على كل شيء إلا على جيبه الخاص، مد اليد على حقوق الناس ونحن نعاني اليوم من مد اليد على تمثيل الناس. وهذا أخطر ما يمكن. وهو اللعب بصحة تمثيل المواطنين وحقهم من خلال مبدأ المناصفة المعتمَد في لبنان وبميثاقنا الوطني الذي كرّس العيش المشترك ومبدأ المساواة بين بعضنا مسلمين ومسيحيين ومواطنين لأي منطقة أو فكر أو معتقد انتمينا له».
وأضاف «هذه القضية تشكّل خطراً كبيراً وإن لم تعالج اليوم تهدّد كل مصيرنا المشترك، لأننا لا نستطيع تخيل عدم قدرتنا على التفاهم على معايير واحدة من العدالة، وما نعالجه اليوم يُعطينا الطمأنينة الكبيرة ليس بيننا فقط بل لوطننا، لذلك تلزم المكاشفة والمصارحة ولا يُحتمل التسويف وإضاعة الوقت. نحن أمام لحظة حقيقية يجب تكريس تصميمنا على وقف إلغاء الديموقراطية».
وسأل باسيل «كيف لأحد يريد التمديد لمجلس النواب، ويقول عن قانون الانتخاب أنه غير صالح، لأنه لا يُعطي المواطن حقه الكامل وهو يُحرمه من هذا الحق بالتمديد؟»، مشدداً على «أنهم يعملون على تشويه الحقائق، لأن كل القوانين التي طرحناها تراعي معايير العدالة وهم يطلبون التعديل بها وبعدها يهاجمون التعديل الذي طلبوه»، مذكّراً «بأن لدينا ورقة طويلة بالقوانين التي اقترحناها ولم نترك قانوناً في العالم لم نطرحه، وقد عانينا من أمراض كثيرة التفكير بقصد التوصل إلى قانون يُلغي أيّ عذر، لأي أحد بعدم الموافقة عليه»، سائلاً «أي ديموقراطية في العالم تسمح عند كل استحقاق أن تحدد الأكثرية النيابية لنفسها؟ عندها تقتصر انتخاباتنا على الانتخابات الفرعية عند وفاة أحد النواب».
وختم «القضية سرطانية تضرب جسم الوطن ولا تحتمل إلا الاستئصال، وفكرة التمديد في البلد يجب استئصالها. وهنا أدعو الأطباء، خصوصاً الجراحين لمساعدتنا على استئصال هذه الأمراض في لبنان ونُعيد له صحته ونضارته ونعيش جميعاً أياماً جميلة ونتشارك الفرح ونشرب كأس لبنان عالياً».