البرجي: شركات الإسمنت لا يهمّها كم إنسان يموت… بل زيادة الإنتاج والأرباح

نظّمت لجنة البيئة في منفذية الكورة في الحزب السوري القومي الاجتماعي، تحرّكاً شعبياً على طريق عام كفرحزير ـ شكا مقابل مقالع شركات الإسمنت، وذلك احتجاجاً على التلوّث البيئي الناجم عن المصانع والمقالع وشركات الإسمنت، تخلّله رفع لافتات وشعارات طالبت بإقفال المقالع والكسّارات التابعة لشركات الإسمنت، وأشارت إلى حجم الضرر الناتج عن هذه الشركات.

شارك في التحرك: منفذ عام الكورة الدكتور جورج البرجي وأعضاء هيئة المنفذية، عضو المجلس السياسي في «حزب الله» محمد صالح، رئيس اتحاد بلديات الكورة المهندس كريم بو كريم وبعض رؤساء بلديات المنطقة، منسّق مجالس أقضية الشمال في التيار الوطني الحرّ المحامي جورج عطا الله ومنسّق التيار في الكورة المحامي جوني موسى، الدكتور الياس خليل من كلّية عصام فارس ـ جامعة البلمند، رئيس مجلس إنماء الكورة المهندس جورج جحى، رئيس هيئة حماية البيئة والتراث في الكورة وجوارها المهندس رفعت سابا، رئيس لجنة البيئة في التجمّع الوطني الديمقراطي جورج قسطنطين عيناتي، رئيس جمعية «وصية الأرض» المهندس فارس ناصيف، رئيس هيئة حماية البيئة في شكا بيار أبي شاهين، فاعليات سياسية، رؤساء جمعيات وهيئات بيئية وحشد من أبناء المنطقة.

البرجي

استُهلّ التحرك بكلمة لمنفذ عام الكورة د. جورج البرجي، أشار فيها إلى حجم الجريمة الناجمة عن عمل المقالع وشركات الإسمنت والكسّارات وآثارها على الكورة وأهلها. لافتاً إلى أنّ حياة الإنسان رخيصة بالنسبة إلى شركات الموت بالسرطان، وشركات الدمار الشامل، لدرجة أن شركات الإسمنت وأصحابها لا يهمّهم كم إنسان يموت، بل همّهم زيادة الإنتاج والأرباح. لكننا، نحن وأنتم، لن نسمح باستمرار ذلك.

وعاهد البرجي أحرار الكورة بعدم التراجع أو التهاون قبل تحقيق سلامة الكورة وأهلها، لافتاً إلى أننا دخلنا مرحلة جديدة من النشاط، مرحلة الضغط الشعبيّ واستنهاض الناس للدفاع عن حقوقهم وصحّتهم، وعندما تتحقّق المطالب نعود إلى بيوتنا. وإذا استمروا بما يرتكبون من جرائم بحقّ البيئة وأبناء المنطقة، سنستمرّ بالضغط، وفي المرّة المقبلة سيكون تحرّكنا أمام مداخل الشركات، وعليه ندعوكم إلى تنفيذ المطالب وهي:

ـ الوقف الفوري للمقالع غير القانونية والقريبة من القرى والبلدات المحيطة، والتي تشكّل تهديداً للتربة والزراعة والمياه الجوفية والينابيع.

ـ رفض زيادة الإنتاج وفتح باب الاستيراد، كون صناعة الإسمنت صناعة قاتلة للإنسان وللبيئة.

ـ التزام الشركات احترام جميع وكامل الشروط البيئية، خلال النقل والتصنيع واستهلاك الطاقة، واستعمال الفلاتر فعليّاً لتنقية الانبعاثات السامة والقاتلة.

ـ استصلاح التلال المُعتَدى عليها وإعادة تشجيرها، وإقامة بحيرة ومنتجعات سياحية في أسفل هذه المنطقة الجبلية حيث تجري أعمال الحفر.

وختم البرجي داعياً إلى قيام لجنة طوارئ بيئيّة في الكورة تضمّ مسؤولي الأحزاب المهتمّة مع الجمعيات البيئية الناشطة، ولتحقيق مطالب الكورة وأهلها، وأكّد على ضرورة أن تقوم مؤسّسات الدولة والوزارات المختصّة بدورها في حماية البيئة والمواطن، وتوجّه بتحية تقدّير إلى وزير البيئة طارق الخطيب لتجاوبه مع مطالبهم في وقف التعدّيات البيئية على الكورة وأهلها.

العيناتي

ثمّ ألقى رئيس لجنة البيئة في التجمّع الوطني الديمقراطي جورج قسطنطين العيناتي كلمة أشار فيها إلى براميل النفايات السامة وزيت الجفت والاترنيت المسبّبة للسرطان. لافتاً إلى أنّ المعادن الثقيلة كالكروم والنيكل التي يحتويها غبار الإسمنت مسبّبة للسرطان، كما أنّ استعمال الفحم البترولي مرتفع الكبريت بين البيوت السكنية يُعدّ عملية قتل ممنهجة لأهل الكورة وجوارها.

وأضاف مشيراً إلى أنّ صناعة الإسمنت هي من أخطر الصناعات الثقيلة التي تصدّرها الدول المتقدمة إلى بلداننا للتخلّص من أوبئتها الصحية والبيئية. مشيراً إلى أنّ طنّ الإسمنت في لبنان هو الأقل كلفة والأعلى ثمناً في العالم، ومصانع الإسمنت في لبنان هي الأكثر اعتداء على البيئة ونشراً لمختلف الأمراض.

كذلك، لفت العيناتي إلى أنّ المقالع في الشمال لم تقدّم أيّ رخص أو تصاريح إلى النيابة العامة. مشدّداً على عدم قبول أيّ رخص إلا إذا كانت صادرة عن المجلس الأعلى للمقالع والكسّارات.

وإذ دعا العيناتي الدولة اللبنانية إلى تحمّل مسؤولياتها الوطنية والإنسانية، نبّه من أن محاولات هذه الشركات تغيير تصنيف الأراضي الزراعية وأراضي البناء، إلى مقالع وإنشاء أفران جديدة، وزيادة إنتاج هذه الشركات وإنشاء أحزمة نقل أتربة جديدة، هي أحزمة ناسفة للحياة والبيئة في الكورة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى