عيد العمل 2017.. كأننا في بداية حرب الجشع

كانت بداية عيد العمل يوم 21 نيسان 1856 في أستراليا، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث طالب العمال في ولاية شيكاغو عام 1886 بتخفيض ساعات العمل اليومي إلى ثماني ساعات، وتكرّر الطلب في ولاية كاليفورنيا.

وفي تورونتو الكندية حضر زعيم العمال الأميركي بيتر ماكغواير احتفالاً بعيد العمال، فنقل الفكرة وتم أول عيد للعمال في الولايات المتحدة الأميركية في 5 أيلول 1882 في مدينة نيويورك. أثمر نضال العمال في كندا قانون الاتحاد التجاري الذي أعطى الصفة القانونية للعمال ووفّر الحماية لنشاط الاتحاد عام 1872.

ذكرى هايماركت

وفي يوم 1 تموز 1886 نظّم العمال في شيكاغو ومن ثم في تورنتو إضراباً عن العمل شارك فيه ما بين 350 و 400 ألف عامل، طالبوا فيه بتحديد ساعات العمل تحت شعار «ثماني ساعات عمل، ثماني ساعات نوم، ثماني ساعات فراغ للراحة والاستمتاع». لم يرق إضرابهم للسلطات وأصحاب المعامل، خصوصاً أن الدعوة للإضراب حققت نجاحاً جيداً وشلّت الحركة الاقتصادية في المدينة.

فتحت الشرطة النار على المتظاهرين وقتلت عدداً منهم، ثم ألقى مجهول قنبلة، عُرف لاحقاً أنه شرطي مدفوع لهذه الجريمة، وسط تجمّع للشرطة أدى إلى مقتل 11 شخصاً بينهم 7 من رجال الشرطة. اعتُقِلَ إثرها قادة عمال عديدون وحكم على 4 منهم بالإعدام، وعلى آخرين بالسجن لفترات مُتفاوتة.

حيث كان الجلاد ينفّذ حكم الإعدام بالعمال الأربعة كانت زوجة اوجست سبايز أحد العمال المحكوم عليهم بالإعدام تقرأ خطاباً كتبه زوجها لابنه الصغير جيم ورد فيه «ولدي الصغيرعندما تكبر وتصبح شاباً وتحقق أمنية عمري ستعرف لماذا أموت. ليس عندي ما أقوله لك أكثر من أنني بريء. وأموت من أجل قضية شريفة، ولهذا لا أخاف الموت وعندما تكبر ستفخر بأبيك وتحكي قصته لأصدقائك».

..ومصالحة مع حزب العمل

وبعد وفاة عمال على أيدي الجيش الأميركي في ما عرف بإضراب بولمان 1894، سعى الرئيس الأميركي غروفر كليفلاند لمصالحة مع حزب العمل، تمّ إثرها بستة أيام تشريع عيد العمال وإعلانه إجازة رسمية. بقي غروفر قلقاً من تقارب اليوم الدولي للعمال مع ذكرى هايماركت في 4 أيار 1886 حيث قتل أكثر من 12 شخصاً حينها. جاء إضراب شيكاغو ضمن سلسلة إضرابات نظمت في عدد من المدن الأميركية يوم أول أيار 1886 تحت شعار «من اليوم ليس على أي عامل أن يعمل أكثر من ثماني ساعات»، وبلغ عدد تلك الإضرابات خمسة آلاف إضراب وشارك فيها نحو 340 ألفاً.

أول أيار عيدٌ وعبرة

تجاوزت قضية هايماركت أسوار أميركا وبلغ صداها عمال العالم، وتمّت الدعوة لمظاهرات دولية لإحياء ذكرى هايماركت عام 1890، وفي العام الموالي اعترفت الأممية الاشتراكية في مؤتمرها الثاني بعيد العمل حدثاً سنوياً. وفي عام 1904 دعا اجتماع مؤتمر الاشتراكية الدولية في أمستردام جميع المنظمات والنقابات العمالية وخاصة الاشتراكية منها في جميع أنحاء العالم إلى عدم العمل في أول أيار من كل عام، وتمّ السعي لجعله يوم إجازة رسمية في عشرات الدول. وفي عام 1955 باركت الكنيسة الكاثوليكية الأول من أيار عيداً للعمل، واعتبرت القديس يوسف بارا أو يوسف النجار شفيعاً للعمال والحرفيين، فيما سارت الولايات المتحدة على تقليدها القديم، واعتبرت أول يوم اثنين من شهر أيلول من كل عام عيداً للعمل، وكذلك الأمر في كندا.

ولاحقاً أعلن الرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور الأول من أيار يوم إجازة رسمية، وكانت مناسبة للتعبير في تظاهرات ومسيرات عن مواقف تتعلّق بقضايا سياسية واجتماعية، من قبيل مسيرة دعم حقوق العمال الذين لا يحملون وثائق في الولايات المتحدة، ورفض استمرار الحرب في العراق، والاحتجاج على حالة الاقتصاد الأميركي وعدم المساواة الاقتصادية، كما حصل في الأول من أيار 2012 عندما تمّ احتلال ساحة وول ستريت.

ويكبيديا بتصرف

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى