مخزومي أطلق كتابه «مستقبل يُستولد من جديد»: استخراج النفط والغاز يحوّل اقتصادنا من ريعي إلى فعلي
أطلق رئيس حزب الحوار فؤاد مخزومي كتابه «مستقبل يستولد من جديد» ، بحفل أُقيم في فندق فورسيزونز، بحضور شخصيات سياسية واقتصادية ودينية وديبلوماسية وإعلامية واجتماعية.
بداية، كانت شهادة من أحد مؤلفي الكتاب البريطاني ستيفن سانسينو بالمهندس مخزومي ونجاحه كرجل أعمال، وشرح لقسمي الكتاب الذي يتضمن في القسم الأول إضاءة على سيرة حياة وتكوين الرجل وتطور شركة future pipe الصناعية والهندسية التي أنشأها، بالإضافة إلى العمل الإنساني الذي طال كل لبنان من خلال مؤسسة مخزومي التي تترأسها زوجة مخزومي والحزب غير الطائفي الذي أنشأه. والقسم الثاني الذي يتناول مسيرته في مواجهة التحديات الكثيرة من حرب 2006 إلى الازمة المالية عام 2008 إلى الفاجعة التي أصابت مخزومي بوفاة ابنه عام 2011.
وكانت شهادات مماثلة أشادت بمخزومي ومثابرته ونجاحه من السفير الإيطالي في العراق ماركوس كانيلوس والصحفي في cnn برنت سادلر مسجلة ورئيس الجامعة اللبنانية الأميركية جوزيف جبرا.
بعد ذلك، تحدث مخزومي مرحبا بالحضور. وقال: «نحن تربينا في منطقة المزرعة في بيروت وكان والدي موظفاً في الدولة. نحن أول جيل خرجنا من الدولة ووجدنا أنّ هناك فرصاً عديدة أمامنا. ذهبتُ إلى أميركا واستدنت المال من خالي حبيب زيدان لتلقي العلم. رجعت عام 1975 أحمل شهادة لكنّ الحرب بدأت فغادرتُ إلى السعودية ولم ترُق لي الشركات التابعة للدولة هناك فتعرفت إلى شركة تصنع الأنابيب واستوحيت الفكرة من طبيعة الأراضي الصحراوية الشاسعة والثروة النفطية الكبيرة وكانت الرؤية لماذا لا نجرّب بناء البنية التحتية للمملكة؟ من هذه الفكرة البسيطة بدأت موظفاً واليوم لدينا أكبر مجموعة فايبر كلاس في العالم. من أوستراليا إلى أميركا مع آلاف الموظفين، لأننا وجدنا أنه إن لم تكن هناك رؤية لنوع المواد المستعملة لتحويلها من الخرسانة والحديد إلى الفيبر كلاس لا نستطيع أن نقوم بنقلة نوعية أساسية صارت موجودة اليوم» .
أضاف: «عام 1992 وكان حينها عمي عمر مديراً لقوى الأمن الداخلي، عدتُ إلى لبنان وأسّستُ شركة أمن المستقبل وكانت أولى الشركات التي نسجلها. وكانت رؤيتنا أن ندير المستقبل، ثم كانت هناك عدة شركات تحمل اسم المستقبل. إننا فخورون باستعمال كلمة مستقبل في أي مكان لأنها يجب أن تكون قاسماً مشتركاً بيننا جميعاً» .
وتابع: «عام 2004 بدأنا نفكر بأن يتحول عملنا إلى السياسة وأسّسنا حزب الحوار، واليوم الجميع ينادون بالحوار. نأمل أن يمارسوا الحوار ولا يختبئون خلفه. إنّ ما حاولناه في الكتاب أننا في هذا البلد باستطاعتنا أن نمد أيدينا إلى بعضنا البعض. لقد نجحنا في الخارج بفضل تعاوننا، فلا تجوز عقلية التصفيات والإلغاء التي مرينا بها من الطائف حتى اليوم، وأن لا إمكانية لوحدة كاملة. على العكس من ذلك علينا أن نعطي الحقّ للآخرين الموجودين معنا. في القرن 21 المعطيات الموجودة مختلفة لكن لسوء الحظ نجد نفس الرؤية التي كانت في الماضي. كلنا اشتغلنا في الخليج وساعدنا في إنجاز مشاريع المياه والكهرباء والبنى التحتية، لسبب ما أنّ كلّ اللبنانيين الذين عملوا في الخارج وفي بلهم لم يقدروا على تجيع نفاياتها. نرسي الكهرباء في الإمارات بـ4،5 سنتا وهنا لسبب ما نرسيها بـ14سنتا.لا يجوز أن نصل إلى مرحلة أنه من بين الـ4ملايين ونصف لبناني هناك 50 ألفاً فقط يصنعون المال والباقون تحت خط الفقر. الذي نريده أن نضع أيدينا في أيدي بعضنا، لقد زرنا بلداناً عديدة مع محمد شقير وجاك صراف كانوا يسألوننا متى نصل؟ نحن نريد أن نبني سورية ونعمل في العراق لكن متى سنعمل في لبنان ومتى نستطيع أن نعيد الدور للشباب من خلال التدريب والتعليم. كلّ سنة نخرج 25 ألفاً نظامنا الاقتصادي لا يستطيع استيعاب كلّ الخريجين الذين سيذهبون إلى سوق البطالة، ماذا نفعل وإياهم؟ هذا ما قاله السادة الذين تحدثوا كيف ندرب الشباب لمواجهة المشاكل. إذا كان الهدف تحميل رؤوسهم بالمعلومات سيتخرج أولادنا من دون وجود فرص عمل. الهدف هو ماذا باستطاعتنا مساعدتهم لمواجهة المتغيرات من خلال الوسائل التي يطورون بها أنفسهم وإلا سنصل إلى عاطلين عن العمل ونحمل شهادات» .
وختم مخزومي: «ليبقَ هذا البلد لنا نحن قادرون على أن نعيش معاً. فلننظر إلى ما يجري حولنا من ليبيا إلى اليمن. نحن قادرون أن نمارس الأفكار التي نطرحها الآن خارج هذه القاعة فلنمد أيدينا إلى بعضنا ولنعطِ الفرص للمؤسسات أن تعمل. فمع استخراج النفط والغاز يمكن أن تتغير صورتنا من بلد اقتصاد ريعي إلى بلد اقتصاد فعلي ولن نكون مضطرين إلى المال السياسي. هكذا نبني المستقبل».