قوائم خالية من الإرهاب «الإسرائيلي»
بلال شرارة
في قوائم الإرهاب المعتمدة عربياً عشرات المنظمات والجماعات السلفية المتطرفة، ولكن لا يرد في القائمة اسم منبت ومصدر هذه الشرور جميعها، إذ تتجاهل القائمة الرسمية حتى الآن جماعة الإخوان المسلمين التي ولدت وفرّخت هذه الأسماء حسب رأي السلطات المصرية .
وفي القوائم لا يبرز اسم الموساد ولا الشاباك ولا جهاز 504 ولا المستعربون ولا غيرهم من منظمات الأمن والإرهاب «الإسرائيلية»، إذ ربما لم ينتبه مَن وضع القائمة إلى ضحايا عمليات التفجير والاغتيال والموت السرّي لمئات الشخصيات العربية والعلماء والضباط والمقاومين الذين جرى اغتيالهم في الدول المضطربة او الآمنة والسالكة دبي ، حيث اغتيل محمود المبحوح أحد قادة حماس والمهندس محمود الذاوري في تونس وغيرهما في المملكة المغربية.
لا تنتبه القوائم إلى العلماء النوويين الذين جرى اغتيالهم في العراق وعلى مساحة إيران والعالمين الإسلامي والعربي وضباط غرف العمليات الالكترونية والصواريخ والضباط والكوادر والعناصر الذين تعتبرهم «إسرائيل» مسؤولين عن تأمين خطوط الإمداد بالأسلحة إلى الداخل الفلسطيني.
طبعاً، نحن نرحّب بقوائم الإرهاب المعتمَدة رسمياً على مساحة أنماط السلطات العربية، رغم أنّ بعض النظام العربي وربما كله لا زال يضغط بهذه الجماعة أو تلك ويحاول زعزعة كيانات عربية أخرى.
في مصر وحدها هناك نحو عشرين جماعة إرهابية عدا عن جماعة الإخوان المسلمين التي تجاهر السلطة المصرية بمسؤوليتها عن الإرهاب والذي اتخذ مؤخراً وسيلة الضغط على دور العبادة التابعة للكنيسة القبطية.
– 2 –
في سورية عشرات أسماء الجماعات التي تخضع إلى أجهزة مخابراتية وغرف عمليات عربية وإقليمية وتحترب وتخوض صراعات دموية في ما بينها للسيطرة وليس بمواجهة النظام فحسب.
وفي العراق تدير جماعات الإرهاب وفي الطليعة داعش مشاريع حروب السيطرة على بلاد ما بين النهرين. وهي تعرّضت بشأن سورية الى هزائم كبيرة وتقع اليوم على خط المعركة الفاصلة في الموصل.
وفي اليمن وخارج صورة المشهد الحربي بين نظام منصور هادي والحوثي والحراك الجنوبي و عملية الحزم التي تقودها السعودية منذ أكثر من سنتين تقوم القاعدة باحتلال مساحات جغرافية وبشرية وتحاول أن تعزز قواعد ارتكازها.
وفي ليبيا حدّث ولا حرج تنتشر عشرات الجماعات المسلحة بحراً وبراً وعبر الحدود وتحاول استخدام مخزون الأسلحة العشوائي الذي استودعه نظام القذافي. وهذه الجماعات تدير الجريمة المنظمة في المحيط الأفريقي والعربي وعمليات الاتجار بالبشر والتهريب عبر البحر وعمليات تهريب وبيع النفط في الأسواق السوداء، كما فعلت المنظمات المماثلة في سورية والعراق.
حتى الآن كما هو معروف لا توجد استراتيجية أمن قومي عربي في مواجهة إرهاب الدولة الذي تمثله «إسرائيل» عبر أجهزتها في الداخل العربي وعلى تخوم خطوط التماس مع القضية الفلسطينية. وقد أصبحت خطط ومشاريع الدفاع العربي المشترك وغيرها للأسف مجرد كلام فارغ من المضمون.
وكذلك لا توجد استراتيجية عربية موحّدة إزاء مواجهة الإرهاب، إذ تتمّ هذه المواجهة بالمفرّق، وليس هذا فحسب بل إنّ دولاً تموّل انتحارها عبر عدم المساهمة في تجفيف مصادر التسلح والأموال للجماعات والموارد البشرية العابرة للحدود.
– 3 –
الآن بلغ السيل الزبى على ما يقول المثل، وليست عاصمة الخلافة التي أعلنها أبو بكر البغدادي هي المهدّدة بالتحرير، بل إنّ التهديد بالإرهاب بات يهدّد نفوذه دولنا وقد بلغ القارات وبات يستدعي عالماً جديداً موسعاً يقوم على ضمان الأمن والسلام الدوليين والإقليميين.
في ما نراه ستكون «إسرائيل» العقبة الكأداء الوحيدة لتنظيم حرب دولية ضدّ الإرهاب الذي يمثل السرطان وينتشر في جسد العالم، فهي تمثل المصالح الخارجية للغرب وبعض الشرق وهي الآنية التي تجتمع فيها الأزهار العفنة لأيدولوجيات الشرور عبر التاريخ وهي النظام الذي يحلل شريعة قتل الأغيار.