معلوف: نريد قانوناً يحقق صحة التمثيل ويعزز الوحدة الوطنية ونرفض صيغ التأهيل الطائفي والمختلط لأنها أخطر من الستين
أقامت مديرية الشرقي التابعة لمنفذية زحلة في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً تأبينياً للرفيق المناضل خليل كعدي في كنيسة البلدة، بحضور وكيل عميد القضاء إياد معلوف ممثلاً مركز الحزب، منفذ عام زحلة أحمد سيف الدين وهيئة المنفذية، عدد من رؤساء البلديات الحاليين والسابقين ومخاتير المنطقة، وحشد من القوميين الاجتماعيين.
بعد القداس والجناز، ألقى ناظر الإذاعة في منفذية زحلة خالد محمد كلمة تعريف مؤثرة وتحدث عن الراحل لافتاً الى أنه «كان وافر العقل والأخلاق، وكان السوري القومي الاجتماعي الثابت الذي لا يهادن ولا يساوم.
كلمة العائلة
ثم ألقى منير تبشراني كلمة العائلة وجاء فيها: «يا أبا عصام أنا عاجز عن الكلام وحائر، ماذا أقول عنك وماذا أقول فيك لكي أرثيك وأنا لا أصدق أنك في عداد الأموات أصبحت، لأنك أنت واحد من أبناء الحياة الذين لا يحبّون الموت إلا اذا كان الموت طريقاً للحياة.
أضاف: «أيها الرفيق المجاهد، أولادك وأصدقاؤك ورفقاؤك وأبناء بلدتك كلهم بحاجة إليك، بحاجة إلى أمثالك الرجال أصحاب المواقف الثابتة والكلمة الفصل في جميع الأمور المصيرية الراهنة، واعلم بأنّ الحزب الذي حملت لواءه زهاء نصف قرن سينتصر في النهاية طال الزمان أم قصر، أليست طلائع انتصاراته هي قوافل شهدائه من يوم كان وحتى تاريخه يسجلون في حربهم مع الصهاينة ومع برابرة هذا الزمن مواقف بطولية تشهد لهم وتعتزّ بهم مواقف بطولية ووطنية مشرّفة.
وتابع تبشراني: «خليل كعدي أيها الرفيق المقدام بلدتك قوسايا ستفتقدك وأبناؤها الميامين سيفتقدونك وكذلك رفقاؤك وبيادرها وكنيستها وساحاتها وقاعاتها وكاهنها كلهم يذكرون مساعيك الخيرة ويذكرون اسمك… وقبل أن ترحل الرحلة الأخيرة أقول لك: إنّ أمتك ستنتصر وإنّ شهيداً جديداً بطلاً سيطلّ عليك يوماً لا أعرف أن أحدّده وآمل بأن لا يكون بعيداً ليقول لك إنّ أمتك انتصرت وهي في أبهى جلالها ووقارها وحياتها ووقفة عزها التي رسمها لها زعيمها، وقفة الحزب المُلاحق، الحزب المجاهد، الحزب المسجون، الحزب المنتصر على الأكاذيب والأباطيل، وقفة الانتصار على الموت، وقفة العز التي أرادها سعاده وأرادها ابناؤه وجنوده ومحبّوه، انها انتصار الحياة على الموت وانتصار الحق على الباطل…
وختم تبشراني موجهاً التحية الى شهداء قوسايا فايز تبشراني والياس الكعدي وشكيب الحداد وميشال اللبكي.
كلمة مركز الحزب
من جهته ألقى وكيل عميد القضاء إياد معلوف كلمة مركز الحزب فأشار إلى مزايا الرفيق الراحل خليل كعدي وسيرته ومسيرته النضالية، وقال: كان مثالاً للقومي الاجتماعي المناقبي والملتزم، وكان مثقفاً وأديباً، برّ بقسمه الحزبي وآمن بمبادئه القومية الاجتماعية، وهو من أولئك المناضلين الذي ساهموا في إضاءة شعلة النهضة، وعملوا من أجل انتصار قضية الحزب.
أضاف معلوف: لبلدة قوسايا مكانة خاصة، فإلى هنا حضر مؤسّس الحزب وباعث النهضة الزعيم أنطون سعاده، حيث كان أهل القرية كلهم في استقباله، وكان الرفيق الراحل خليل كعدي يومذاك مديراً لمديرية قوسايا، وهو من ألقى كلمة الترحيب بسعاده.
وتحدّث معلوف عن تضحيات القوميين في هذه البلدة، لا سيما الشهداء الذي بذلوا الدماء دفاعاً في سبيل انتصار عقيدتهم المحيية، خصوصاً ابان الثورة القومية الاجتماعية الأولى، وفي مواجهة مخططات التقسيم والتفتيت والفدرلة.
من جهة ثانية لفت معلوف الى أنّ الكلّ منشغل بقانون الانتخابات النيابية، لكن حتى اللحظة نسمع جعجعة ولا نرى طحناً، فالصيغ المطروحة، كالتأهيل الطائفي والمختلط، هي صيغ تفوق بخطرها، خطر قانون الستين، إذ أنها تكرّس استشراء الطائفية والمذهبية والفساد، وتعرّض وحدة النسيج الاجتماعي للتفتيت، بحيث يبقى هذا اللبنان في دوامة أزماته المتفاقمة على كلّ صعيد، مفتوحاً على كلّ احتمالات الحروب الأهلية التي لا يدفع أثمانها سوى اللبنانيين.
أضاف معلوف: «إنّ لبنان يحيا بالاخاء القومي ويفنى بالطائفية»، والطريق الى الاخاء هو تحقيق المساواة في الحقوق والواجبات، أيّ تحقيق المواطنة الكاملة للبنانيين جميعاً دون استثناء، لذلك لا نرى سبيلاً لإنقاذ لبنان من خطر الفناء والهلاك إلا من خلال قانون انتخابي جديد يعزز الوحدة الوطنية وينقذ الجميع من آفة الطائفية البغيضة. وعليه فإننا نجدّد المطالب باعتماد اقتراح القانون الذي تقدّم به الحزب السوري القومي الاجتماعي منذ عقدين، ويعتمد لبنان دائرة انتخابية واحدة مع النسبية وخارج القيد الطائفي. فهذا هو القانون الأمثل الذي يخرج لبنان من دائرة الخطر.
وعن الوضع في الشام قال معلوف: الحرب الإرهابية على سورية لا تزال مستمرة، والقوى الدولية والإقليمية والعربية لم توقف دعم المجموعات الإرهابية. لكن الذي تغيّر أنّ هناك إنجازات في الميدان يحققها الجيش السوري ونسور الزوبعة والقوى الرديفة، وهذه الإنجازات العسكرية شكلت ضربة قاصمة للمشروع المعادي الذي يستهدف تفتيت الشام وتقسيمها وتشظيتها.
وأكد معلوف أنّ الدولة السورية التي صمدت على مدى ست سنوات، مؤهّلة للصمود ستة عقود، وهي ستظلّ القلعة القومية الثابتة الراسخة.
وحيّا معلوف صمود الأسرى الفلسطينيين في سجون العدو، مؤكداً أنّ إضرابهم عن الطعام هو شكل من أشكال المقاومة، إنهم يقفون وقفة عز وبطولة بوجه جبروت العدو الصهيوني، وعنصريته الهمجية ومشاريعه التهويدية الاستيطانية.
واعتبر أنّ الصمت العربي إزاء معاناة شعبنا في فلسطين، دليل على التواطؤ المكشوف لتصفية المسألة الفلسطينية، داعياً إلى تصعيد النضال والتمسك بخيار المقاومة حتى التحرير والعودة.
وإذ شدّد على أهمية مواصلة العراق لتحرير المدن العراقية من التنظيمات الإرهابية، حذر من مشاريع التقسيم والفدرلة التي تطلّ برأسها، مؤكداً ضرورة الحفاظ على العراق واحداً موحداً.
وإذ أكد معلوف التمسك بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، بوصفها معادلة قوة ضدّ الاحتلال والإرهاب، فإنه ختم قائلاً: «حزبنا سيبقى دائماً بالمرصاد في مواجهة مشاريع التقسيم والتفتيت، وبفضل دماء الشهداء وبطولات المقاومين سنسقط كلّ المشاريع المعادية.