بغداد: لم نتلقَّ رسالة من واشنطن لوقف العمليات ضد داعش في تلعفر
نفت الحكومة العراقية تلقيها رسالة أميركية تتعلق بوقف العمليات ضد «داعش» بقضاء تلعفر غرب مدينة الموصل، وأكدت عدم وجود اتفاقية أمنية بين بغداد وواشنطن حالياً.
وقالت الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي في بيان، «نؤكد عدم صحة الخبر المنشور في الوكالة الإيرانية إرنا بخصوص خطة تحرير مدينة تلعفر، جملة وتفصيلاً، ولا وجود لأية رسالة أميركية بخصوص تلعفر إلى الحكومة العراقية».
وأضافت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، «كما لا توجد حالياً اتفاقية أمنية بين العراق والجانب الأميركي، وأن الأجواء العراقية تحت السيادة الوطنية العراقية بالكامل».
وقالت الأمانة العامة إن «ما يقدّمه التحالف الدولي والدول الصديقة هو التدريب والاستشارة وتوفير غطاء جوي لبعض القطعات لحين استكمال التشكيلات الجوية العسكرية وضمان السيادة العراقية واستقلالية القرار الوطني العراقي».
وكانت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا»، قد كشفت، السبت الماضي، نقلاً عن مصدر عراقي أن السفارة الأميركية في بغداد طلبت من الحكومة العراقية إيقاف العمليات العسكرية في تلعفر تحت ذريعة أن القوات التركية ربما تقوم بقصف القوات العراقية إذا دخلت المدينة.
ونقلت الوكالة عن مصدر عراقي وصفته بـ«الكبير» قوله، إن الحكومة العراقية تلقت رسالة من الولايات المتحدة عبر سفارتها في بغداد بشأن عمليات القوات العراقية لتحرير قضاء تلعفر التابع لمحافظة نينوى، مشيرة إلى أن واشنطن طلبت في رسالتها إيقاف عمليات تحرير القضاء بـ«ذريعة» إمكانية تعرّض القوات العراقية إلى قصف تركي في حال دخولها إليه.
وبحسب الوكالة، فإن المصدر لم يذكر تفاصيل أكثر عن «رسالة الأميركان إلى الحكومة العراقية في ما يتعلق بتلعفر».
وأضاف المصدر «الأميركان الذين قاموا بتوقيع اتفاقية شاملة مع العراق وكان أهم بنودها الجانب الأمني الذي يقضي بأن تقوم واشنطن بالوقوف إلى جانب بغداد والدفاع عن العراق في حال تعرّضه لأي تهديد خارجي، وبدلاً من أن تقوم واشنطن بالردّ القوي على تركيا، قامت بالطلب من الحكومة العراقية بوقف عمليات تحرير أراضيها من قبضة عصابات داعش الإرهابية».
وأشار المتحدّث إلى أن الأمور لو استمرت على هذا النحو وواصلت الولايات المتحدة العمل بهذه الطريقة فأن هذه الاتفاقية ستعتبر ساقطة ولامعنى لها، مؤكدا في السياق نفسه أنه إذا كانت واشنطن لا تستطيع الوقوف الى جانب العراق والدفاع عنه أمام التهديدات التركية، فعلينا البحث عن خيارات أخرى بديلة، ومن ضمنها عقد اتفاقية مع روسيا.
جدير بالذكر أن مدينة تلعفر، الواقعة شمال غرب العراق، في محافظة نينوى، تسكنها غالبية من التركمان، وتبعد عن غرب الموصل بحوالي 30 ميلاً، وعن جنوب الحدود العراقية التركية بحوالي 38 ميلاً.
ميدانياً، أكدت الاستخبارات العسكرية العراقية مقتل القيادي في تنظيم داعش جاسم البصري الملقب «أبو محمد». وهو مسؤول قاطع مشيرفة والهرمات بضربة جوية استهدفت مقرّه في مشيرفة في الجانب الأيمن من الموصل.
وكان الجيش العراقي استعاد صباح أمس، حي «الهرمات الأولى» في الجانب الغربي لمدينة الموصل شمالي البلاد، ويقتل 17 مسلحاً من تنظيم «داعش» الإرهابي، فيما استشهد شرطيان بانفجار جنوبي الرمادي.
وأفاد العميد شكر النعيمي آمر اللواء 73 في الجيش، بـ«استعادة السيطرة على حي الهرمات الأولى شمال غرب الموصل وصولاً إلى الوادي الذي يفصلها عن الهرمات الثانية الذي ما زال تحت سيطرة تنظيم داعش».
وأوضح النعيمي أن القوات العراقية قتلت 17 من عناصر تنظيم الدولة، من دون الإشارة الى خسائر الجيش العراقي.
من جانبه قال النقيب في الجيش العراقي جبار حسن، إن «قوات مكافحة الإرهاب اقتحمت صباح اليوم تحت غطاء جوي للطيران العراقي والتحالف الدولي منطقة صناعة وادي عكاب بالجانب الغربي للموصل».
وأوضح حسن أن «قوات مكافحة الإرهاب استطاعت تدمير تحصينات داعش بمحيط المنطقة والسيطرة على الطريق الرئيس الذي يُعَدّ أحد مداخل منطقة صناعة وادي عكاب».
وبدأت القوات العراقية الأسبوع الماضي هجوماً من جهة الشمال الغربي للمدينة، في مسعىً لتشتيت دفاعات مسلحي داعش، وتضييق الخناق عليهم في المنطقة القديمة، وسط الجانب الغربي.
وتشنّ القوات العراقية منذ تشرين الأول الماضي عملية عسكرية واسعة لطرد مسلحي داعش من الموصل، التي تعتبر آخر المعاقل الكبيرة للتنظيم في العراق.
واستعادت القوات الحكومية النصف الشرقي من المدينة في كانون الثاني الماضي، وتوجهت منذ شباط الماضي لانتزاع النصف الغربي، ويقول قادة الجيش إن مسلحي «تنظيم الدولة» لا يسيطرون حالياً إلا على أقل من 30 فقط من النصف الغربي للمدينة.
من جهة ثانية، كشف ضابط في الشرطة العراقية، بمحافظة الأنبار، الاثنين، عن استشهاد اثنين من أفراد الشرطة في انفجار جنوب الرمادي. وقال النقيب أحمد الدليمي، إن «قوة أمنية من الشرطة العراقية كانت تقوم بعمليات إزالة العبوات الناسفة والألغام جنوب الرمادي، ونقلها إلى خارج المدينة باتجاه المحيط الجنوبي للرمادي، عندما انفجرت عبوة ناسفة خلال محاولة القوات الأمنية نقلها في شارع 60 الحولي الى جنوب الرمادي، وهذ ما أسفر عن مقتل اثنين من أفراد القوة».
يذكر أن تنظيم داعش الإرهابي قام بتفخيخ البنى التحتية في الرمادي، قبل الانسحاب منها وتحريرها، وغالباً ما تنفجر تلك العبوات والألغام في القوات العراقية والمدنيين بالمدينة والمناطق المحيطة بها.
وفي سياق متصل، أكدت القيادة المركزية الأميركية سنتكوم مهاجمة مسلحين من تنظيم «داعش» قاعدة عسكرية قرب مدينة كركوك شمال العراق يتمركز فيها مستشارون عسكريون أميركيون.
وقالت «سنتكوم» في بيان أول أمس الأحد، إن الهجوم على «قاعدة لقوات البيشمركة والتحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة الولايات المتحدة لم يسفر عن سقوط ضحايا في صفوف قوات التحالف».
وشدّدت على أن التحالف لا يزال يركز جهوده على تدمير تنظيم «داعش» الذي يشكل «أخطر التهديدات على السلم والأمن في المنطقة والعالم بأكمله».
وسبق لوكالة «رويترز» أن أفادت استناداً إلى مصدر أمني بأن انتحاريين اثنين فجّرا نفسيهما عند مدخل القاعدة «K 1» في محافظة كركوك بشمال العراق، فيما قتل 3 مهاجمين آخرين من قبل قوات البيشمركة الكردية التي تسيطر على المنطقة.