التاريخ والأمل
سليمان بختي
لا يزال التاريخ يؤرّق أرواحنا كلّما قاربناه من زاوية الحدث الموضوعي. كيف نضمن أن تصل الحقيقة إلى القارئ ولا تعتريها أوهام أو مزايدات أو تفسيرات مغرضة؟ غداً أو بعد غدٍ، مَن يلقي القبض على الأساطير المؤسّسة ويظهر صدقيتها أو بطلانها. وكم تبدو مهمّة المؤرّخ الحقيقي شاقة وصعبة.
كان الشاعر الراحل يوسف الخال يردّد «آه من التاريخ وآخ على التاريخ». ولكن السؤال الأصعب يبقى: مَن يتولّى غربلة ذلك كلّه ووضعه في الإطار الصحيح؟ مَن يقنعنا بصحّة الوقائع، أو بالأحرى بالتصوّر المنطقيّ الموضوعيّ لما جرى ويجري؟ مَن يروي سيرة المنتصرين؟ ومَن يروي سيرة المهزومين ؟ رحم الله المؤرّخ الراحل كمال الصليبي الذي كان يقول بعد كلّ كتاب ينجزه: «التاريخ حادثة لم تقع، والمؤرّخ رجل لم يكن هناك».
ولكن، رغم ذلك، ثمة باب للأمل، نافذة للرجاء. فلا يمكن للتاريخ أن يكذّب أهله.
هكذا سأل أنطون سعاده عن الأمل ورآه في مواد تاريخ أمّتنا ومواهبها وفلسفة أساطيرها وتعاليمها المتناولة قضايا الحياة الإنسانية الكبرى.
رأى الأمل في النهضة وفي البناء وفي المناقب التي تجعل الحياة جديرة بالحياة.
كاتب وناشر