حلب تشيّع ثُلّة من شهداء كفريا والفوعة.. وخروج 260 مسلّحاً من حيّ الوعر في حمص دي ميستورا: جنيف 6 سيُعقد منتصف الشهر..
أكّد المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا خلال مؤتمر صحافي في جنيف، أنّ مفهوم التجزئة والتقسيم خطر على مستقبل سورية. وقال دي ميستورا، إنّ «الإرادة والتفاؤل هما أساس أيّ مبادرة جدّية، وإنّ الرقابة على اتفاق التهدئة في سورية سوف تُترك للدول الضامنة». وقال المبعوث الدولي، إنّه سوف «تتمّ مناقشة إقامة مناطق سوريّة أخرى غير مناطق التهدئة التي نصّت عليها محادثات أستانة».
وأضاف دي ميستورا، أنّ الجولة الجديدة من المفاوضات قبل شهر رمضان، سيتمّ خلالها توضيح الأمور اللوجستية المتعلّقة بمفاوضات جنيف، وأنّه سيتمّ الحديث عن مناطق التهدئة في سورية والتي يجب أن تنعكس إيجاباً على الوضع الإنساني.
وفي السِّياق، انتقد زعيم حزب «الإرادة الشعبيّة للتغيير»السوري رئيس منصّة موسكو قدري جميل تصريح للمبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا.
وذكر جميل في تغريدات على موقع «تويتر»: «ما قاله دي ميستورا اليوم حول مناطق تهدئة جديدة درءاً للتقسيم يحمل خطر التقسيم فعليّاً إذا تمّ خارج الأستانة أستانة ، ومن دون الضامنين الثلاثة».
وأضاف جميل: «مهمّة جنيف اليوم بحث السلال الأربع بالتوازي الحكم الدستور الانتخابات – الإرهاب . ما يطرحه دي ميستورا الآن خروج عن المقرّر الذي لم يُبحث فعلياً».
إلى ذلك، قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، إنّ موسكو بإمكانها لعب دور الوسيط بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، مشيراً إلى أنّها عملية صعبة لكن لا بديل عنها.
وأعلن بوغدانوف خلال حديث مع الصحافيّين أمس، أنّ نهج إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتجاه سورية «يخلو من إيديولوجيّة»، وأنّ «ترامب شخص عملي ويحبّ النتائج الملموسة».
وحول تواجد القوات الأميركيّة في مناطق خفض التوتر في سورية، قال بوغدانوف: «سورية دولة ذات سيادة ولديها قيادة، لذلك بالطبع، لا بُدّ من التشاور معها للحصول على موافقتهم»، وأضاف أنّ «مناقشة تفاصيل إنشاء مناطق تخفيف التصعيد في سورية يتطلّب مشاركة أميركا والأردن».
وشدّد بوغدانوف على أنّ المجالس المحلّية التي قد يتمّ تشكيلها في سورية بعد القضاء على الإرهابيين، لا يجب أن تكون بديلة للسلطة الشرعية.
وتحدّث بوغدانوف عن أنّ حدود مناطق خفض التوتّر في سورية سيتمّ تحديدها عن طريق مجموعات العمل التي تمّ تشكيلها عقب مفاوضات أستانة.
على صعيدٍ آخر، وبمشاركة شعبيّة ورسميّة، شيّعت مدينة حلب جثامين 65 شهيداً من أطفال ونساء وشيوخ أهالي بلدتَي كفريا والفوعة، الذين ارتقوا جرّاء التفجير الإرهابي الذي استهدف حافلاتهم في منطقة الراشدين غرب مدينة حلب الشهر الماضي.
وقد جدّد ذوو الشهداء تأكيدهم أنّ جرائم الإرهاب لن تزيدهم إلّا صموداً، وقالوا إنّه «مهما عظمت التضحيات سيظلّ الوطن أعظم وأغلى، ويستحقّ منّا كلّ تضحية في سبيله لتحقيق النصر النهائي على الإرهاب وداعميه».
وخلال التشييع، أشار قائد شرطة محافظة حلب اللواء عصام الشلي، إلى أنّ هؤلاء الشهداء الذين يتمّ تشييعهم من نساء وأطفال وشيوخ هم قرابين لسورية لتبقى عزيزة منيعة في مواجهة أعدائها، موضحاً أنّ هذه الجريمة البشعة ستبقى عاراً على جبين الإنسانيّة، وهي تؤكّد إخفاق الإرهابيّين أمام الانتصارات التي يحقّقها الجيش السوري في كلّ الميادين.
وشارك في مراسم التشييع نائب رئيس المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة عماد غضبان وفعّاليات رسميّة وأهليّة، وسيتمّ دفن جثامين الشهداء في بلدتَي نبل والزهراء بريف حلب الشمالي.
وارتقى عدد من الشهداء وأُصيب عشرات المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء نتيجة تفجير إرهابي بسيارة مفخّخة في الـ15 من الشهر الماضي، استهدف منطقة تجمّع الحافلات التي تنقل 5 آلاف مواطن من أهالي بلدتَي كفريا والفوعة في منطقة الراشدين غرب حلب.
من جهتها، أنجزت محافظة حمص بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري والشرطة العسكرية الروسية فجر أمس إخراج الدّفعة التاسعة من مسلّحي حيّ الوعر وبعض أفراد عائلاتهم الرافضين لاتفاق المصالحة التي بدأت قبل ظهر أمس.
وقد تضمّنت الدفعة التي خرجت 260 مسلّحاً و1372 من عائلاتهم، تمّ نقلهم بواسطة 41 حافلة من حيّ الوعر إلى مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي، التي شهدت خلال الأيام القليلة الماضية فرار عشرات الأشخاص ممّن وصلوا إليها من المسلّحين وعائلاتهم وعودتهم إلى منازلهم في حيّ الوعر.
تناقص أعداد الرافضين لاتفاق المصالحة بعد خروج 260 مسلّحاً من حيّ الوعر في حمص
وفي هذا السياق، أشار محافظ حمص طلال البرازي إلى تناقص أعداد الراغبين بالخروج من حيّ الوعر بعد أن «تعزّزت الثقة لدى الذين خرجوا في أوقات سابقة بأنّ الدولة هي الضامن الوحيد لكرامتهم، حيث راجعوا حساباتهم وعادت 3 دفعات من جرابلس وإدلب لتستقرّ في منازلها بحيّ الوعر، وأدركوا تماماً ما ينتظرهم على الحدود التركيّة من ظروف قاسية ولا إنسانية، وأنّ الوعود التي أطلقتها الجهات التركيّة مع المجموعات المسلّحة التابعة لها هي أكاذيب وأضاليل، وكانت الغاية منها المتاجرة بما سمّوه التهجير».
ولفت البرازي إلى «تزايد أعداد المهجّرين الذين يدخلون عبر طريق دوار المهندسين لتفقّد منازلهم في حيّ الوعر التي هجروا منها منذ عدة سنوات، حيث زاد عددهم على 7 آلاف خلال الشهرين الماضيين»، متوقّعاً «أن يتضاعف هذا العدد عدّة مرات، ولا سيّما بعد خروج الدفعة الأخيرة من المسلّحين الرافضين لاتفاق المصالحة».