ورد وشوك
وصلنا حدّ الإشباع… مللنا بقاء الخوف جاثماً فوق صدورنا يعدّ علينا الأنفاس، يهدّدنا ليلاً ونهاراً، حيناً بفقد الأحباب ومن الجذور اقتلاع، وأحياناً بسرقة عبق ياسمين الشام وزهر ليمونها الفوّاح، واستبداله بالكلور وغاز السارين وغيرهما من أفتك الغازات، حتى صرنا بيُسرٍ نموت، لكننا لنحيا لا بدّ من بذل المستحيلات…
من كثرة الموت أدركنا معنى الحياة… لم نكن ندري من قبل أننا نعيش أحلى الأيام فيها نقصد أمسيات الأعياد والمناسبات لنستمتع بإطلاق المفرقعات وانطلاق الألعاب النارية لتفترش السماء بأشكال تخلب الألباب، فتنطلق حناجرنا بشهقات الفرح والإعجاب…
اليوم صرنا نخاف توهّج النور في الفضاء لأنه ارتبط بالتفجير والإرهاب وبغارات الحقد من كيان سرطانيّ توسّط الدار، فاحتمى به الأشرار حتى بتنا نهاب استنشاق الهواء…
فالحرّية مربوطة التاء المثقلة بالأوجاع سنستولد منها تاءات مفتوحة في كل المجالات، نتمرّد على كل من صدر ونفّذ بحقنا الظلم والإجرام.
سلاحنا الحبّ والالتزام والانتماء إلى وطن لا يشبه بشموخه أيّاً من الأوطان. نحن نستقي الحكمة حتى من أضعف المخلوقات ولا ضير من بعض الهنات، فالحياة كرّ وفرّ، والعصافير مهما حدث لها، تظلّ تحلق في الفضاء!
رشا مارديني