اتفقنا أو اختلفنا مع حماس نسجّل لها عقد مؤتمرها العام
رامز مصطفى
اتفقنا أو اختلفنا مع حركة حماس، والمؤكد أننا اختلفنا ولا زلنا حول قضايا أساسية، وقف في مقدّمتها ما تعرّضت وتتعرّض له سورية من حرب كونية هدفت ولا زالت إلى تغيير بنيتها السياسية وتقسيمها جغرافياً وحتى ديمغرافياً، شأنها في ذلك شأن الكثير من الدول في المنطقة. ومن دون الإسهاب في هذه القضية الحساسة التي وبتقديري لن تسوّى تلك الخلافات إلاّ من خلال مراجعة حقيقية لما بنت عليه حماس مواقفها غير الإيجابية نحو سورية، حتى لا نقول أكثر.
وهي وإنْ أصدرت وثيقتها التي قبلت من خلالها بدولة فلسطينية في حدود العام 1967 من خلفية أنها تحظى بإجماع وطني فلسطيني. لكانت قادرة أيضاً وبعد أن تكشف زيف ادّعاءات ما سمّي بـ «الربيع العربي»، أن تُجري حماس مراجعة نقدية لمواقفها ولحسابات المصالح العليا لأمتنا التي تتهدّدها الأطماع الصهيونية، ومحور المقاومة يقع في أولويات تلك المساعي «الإسرائيلية» الهادفة إلى القضاء عليه، وقد شكلت سورية على الدوام الركيزة الاستراتيجية في ذاك المحور الممتدّ من فلسطين إلى لبنان إلى سورية وإيران.
وعودة على بدء، إن اختلفنا أو اتفقنا مع حركة حماس، علينا أن نقرّ وألاّ نغفل أو نسقط أنها من القلائل في الساحة الفلسطينية التي أرست تقاليد لعمل ديمقراطي يرتقي في منسوب مقبول من الشفافية، قد أوصل في محطات كثيرة إلى تأكيد أهمية تداول السلطة بما يعزز الحركة وتماسكها أقله في حياتها الداخلية، ويُعطيها حيوية الحضور والانتشار عبر مؤسساتها الحركية وعلى مختلف عناوينها التنظيمية والسياسية والإنسانية والحقوقية.
والمؤتمر الأخير للحركة وما أفضى إليه من نتائج أوصلت السيد اسماعيل هنية إلى رئاسة المكتب السياسي للحركة، بديلاً من السيد خالد مشعل الذي انتهت ولايته. يؤكد المؤتمر أنّ حماس تمكّنت وبرغم الظروف الصعبة التي تمرّ بها المنطقة من أحداث، وتشظي حضورها بسبب ذلك أن تنجز عقد مؤتمرها العام بكثير من السلاسة والهدوء، رغم ما كتبه القيادي في حركة حماس الدكتور أحمد يوسف في مقالة أشار فيها الى نقاط سوداء شابت العملية الانتخابية قال فيها: «لسنا بصدد فتح الحديث عن اللوائح والقوانين الناظمة للعملية الانتخابية، والتي لم تكن عملية إجرائها في هذه الدورة موفقة في بعض المناطق، وتركت ندوباً سوداء على ما اعتبرناه دوماً أطهر ما فينا، وهو النزاهة والشفافية والأخلاق، وأننا ننظر للمناصب كمغرَم وليس بمغنم». فإننا نسجل للحركة مؤتمرها العام، كما سجلنا من قبلها لرفاقنا في الجبهة الشعبية عقد مؤتمرهم العام في ظروف مشابهة من دون الاكتراث بالأوضاع التي تعيشها المنطقة من أحداث خطيرة وخطيرة جداً.
كاتب وباحث سياسي