عمليات العراق على الحدود تقوّي أم تضعف معارك الجيش السوري؟

حميدي العبدالله

أعلن رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي أنّ الجيش العراقي بدأ عملية عسكرية واسعة للوصول إلى الحدود السورية العراقية لمحاصرة تنظيم داعش في صحراء الأنبار وداخل ما تبقى له من مواقع في العراق، وقطع إمداداته من سورية.

قرار العبادي حظي فوراً بتفسيرين متناقضين:

التفسير الأول، يقول إنّ التوجه نحو الحدود السورية العراقية ليس هدفه الحقيقي، كما أعلن رئيس الحكومة العراقية، بل وصول قوات أميركية تقاتل إلى جانب الجيش العراقي إلى الحدود لتسهيل عملية الوصول من قبل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إلى الرقة ودير الزور والسيطرة عليهما قبل أن يصل إليهما الجيش السوري وحلفاؤه، وبالتالي فإنّ توقيت هذه العملية أملته مصالح أميركية، وليس الحاجة إلى عزل ومحاصرة تنظيم داعش.

التفسير الثاني، يشير إلى أنه يصعب القضاء على داعش داخل ما تبقى له من مواقع في العراق، بعد انتهاء معركة الموصل التي شارفت على نهايتها، من دون سيطرة القوات العراقية على الحدود السورية العراقية وقطع تحركات داعش باتجاه العراق، لا سيما أنّ صحراء الأنبار واسعة جداً، وتتجاوز مساحتها 100 ألف كيلو متر مربع، وتحوّلت إلى المعقل الرئيسي لداعش بعد هزائمه واضطراره للانسحاب من المدن إلى مناطق أكثر أمناً.

بمعزل عن أيّ من التفسيرين هو الذي دفع الحكومة العراقية لاتخاذ قرار فتح معركة الحدود مع داعش فإنّ نتائج هذه المعركة وفي هذا التوقيت بالذات تصبّ في مصلحة الجيش السوري وحلفائه، لأنّ تقدّم القوات العراقية نحو الحدود المشتركة السورية العراقية، يرغم تنظيم داعش على توزع قواته على جبهات واسعة وفي مواجهة أكثر من جيش، الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي، والجيش السوري وحلفائه، إضافة إلى القوات التي تعمل تحت راية التحالف الأميركي، أيّ قوات «سورية الديمقراطية» التي يشكل الأكراد عمودها الفقري. هذا التوزع على جبهات طويلة يفقد داعش القدرة على تركيز قواته وحشد قوة كافية قادرة على الصمود في وجه زحف الجيش السوري وحلفائه نحو الرقة ودير الزور وبادية تدمر.

بهذا المعنى فإنّ هذه المعركة تصبّ في مصلحة الجيش السوري، وإذا لم يتمّ إيقافها من قبل الأميركيين، فإنها تشكل عملاً استراتيجياً متناغماً مع عمل الجيش السوري، وتسرّع في الانتصار على داعش في سورية والعراق.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى