في ذكرى نكبة فلسطين جراح العزّ تنطق: نحن قوم لا نلين للبغاة الطامعين
اياد موصللي
اليوم هو 15 أيار من عام 2017 فيكون هذا اليوم هو العام السبعون على بيع الحكام فلسطين لـ«إسرائيل» وإنشاء دولتها على أرضنا وطرد شعبنا منها وتكريس اغتصابها باعتراف دولي.. انه بدء تاريخ صك البيع وحلول النكبة…
وفي هذه الذكرى أودّ أن اخاطب الجيل الذي نقلوه من الخنادق الى الفنادق، جيل أسمعوه صوت الدف والعود لينسوه صوت دويّ البارود، وابدلوا له طريق القمم بطريق البحث عن القوت واللقم.. وعلموه بدلاً من نشيد كلنا للوطن بكلنا للعمالة والفتن، ونشيد بلاد العرب أوطاني جيبي من أطعمني وآواني، وجعلوه يترك البحث عن الهوية والذات ليجري وراء الفتات والملذات.. فلم تعد تعنيه فلسفة الأوطان بقدر ما باتت تعنيه الطوائف والمذاهب والأديان، وأصبح تائهاً في براري الضياع راكضاً خلف الفيس بوك والمذياع، وبكلّ سهولة يشترى ويباع، أكتب لجيل تضع الأمة فيه كل آمالها وأحلامها بأن يعود إلى حقيقته ويخرج من قمقم الذلّ مارداً يعيد الينا حقيقتنا ويحمينا من الضياع ليبقى الأمل وطريق الرجاء..
ونؤكد إيماننا بما علمنا إياه الزعيم سعاده بأنه ليس العار ان ننكب بل العار كلّ العار ان تحوّلنا النكبات من أمة قوية الى أمة ضعيفة…»
لا نريد ان نذكر تاريخ النكبة الرسمي في 15 أيار 1948 بالبكاء والنحيب ولطم الخدود وشق الثياب من الصدور…
نستقبل هذه الذكرى مترنّمين بقصيدة الشاعر القومي محمد يوسف حمود:
الجرح ينطق يا فم
ودم الفدى يتكلم
فاسكت فإنك ان
تكلمت الزوابع أبكم
وطني سألتك ما اقول
وأنت أنت الملهم؟
وأجيب على هذا السؤال بما قاله سعاده:
«اننا لا نريد الاعتداء على أحد ولكننا نأبى أن نكون طعاماً لأمم أخرى، اننا نريد حقوقنا كاملة ونريد مساواتنا مع المتصارعين لنشترك في إقامة السلام الذي نرضى به وإنني أدعو اللبنانيين والشاميين والعراقيين والفلسطينيين والأردنيين إلى مؤتمر مستعجل تقرّر فيه الأمة إرادتها وخطتها العملية في صدد فلسطين وتجاه الأخطار الخارجية جميعها وكلّ أمة ودولة إذا لم يكن لها ضمان من نفسها من قوتها هي فلا ضمان لها بالحياة على الإطلاق.
يجب أن نعارك يجب أن نصارع، يجب أن نحارب ليثبت حقنا. وإذا تنازلنا عن حق العراك والصراع تنازلنا عن الحق وذهب حقنا باطلاً، عوا مهمتكم بكامل خطورتها ولا تخافوا الحرب بل خافوا الفشل».
نقف الآن في هذه الذكرى مستذكرين تاريخ النكبة دون ندب وصراخ وعويل.. كما تفعل الحكومات العميلة وكلّ من توارثها من بدء بيع المسألة الى يومنا هذا تغطيه لما ارتكبته بحق الأمة، نقف بوعينا الكامل لقضية أمتنا مدركين الأبعاد والخطوات التي تسير إليها وعليها الصهيونية بعد ان استكملت مرحلة الاستيلاء على فلسطين كلها وأقامت ما أقامت من منشآت وصناعات واستقرّ المهاجرون ووفرت لهم أماكن الإقامة، وبعد ان أخذت من الولايات المتحدة الهبات المالية والقروض الميسّرة بدأت تبحث في تنفيذ المرحلة الثانية من خطتها لفرض سلام على أعدائها ونشر فترة من الاسترخاء والهدوء ومحاولة الدخول في حرب جديدة برايات بيضاء هي الحرب الاقتصادية والسيطرة الصناعية التجارية بالدخول إلى الأسواق المجاورة واقتسام المياه، ليصبح شعب مؤلف من قرابة المائتين وخمسون مليوناً يتبعون أربعة ملايين يهودي!
انّ كلّ الإنتاج اليهودي و«الشطارة» اليهودية ستصبّ في بحر هذا المدّ الكبير لتغرف من خيراته وثرواته، وبذلك تؤمّن اليهودية لنفسها الديمومة والبحبوحة والاستمرار ولأجيالها المقبلة النمو بهدوء وسعة مؤهّلين لاستكمال مشاريعهم بقوة واقتدار مقابل أجيال لنا تنمو متواكلة كسولة جاهلة ما يجري حولها بفعل التعتيم المتعمّد في تاريخها وصحافتها وإذاعتها وبفعل الاختلاط الهادئ بين السكان وبفعل السيطرة المتنامية للعدو الخفي…
لن ننسى ولم ننس فلسطين… يريدوننا ان ننسى! ويريدون لأجيالنا ان تنسى! فبدلاً من ان نملأ كتب التاريخ في المدارس بقصص عن فلسطين وبدلاً من البرامج التثقيفية في الصحف والمجلات والإذاعات والتلفزيونات عن تاريخ فلسطين نفعل العكس وأصبح لهذا الشعب اسم جديد.. جيل الشتات، اللاجئون.. النازحون.. ابناء المخيمات..
يتربّى اليهودي منذ ولادته على أنّ هذه الارض وعده بها الرب في التوراة… ويتربىّ العربي على أننا جميعاً اخوة أولاد آدم لا فضل لعربي على أعجمي الا بالتقوى… والخلق كلهم عيال الله احبهم اليه انفعهم لعيالة… نبيعهم التمر ويبيعوننا التكنولوجيا الحديثة المتمثلة بأحدث صرعات الموضة، والإدمان، والجنس، والإباحية لكلّ هذا يخططون ويحضّرون… ونحن نسير نحوهم نضمّهم ونقبّلهم رافعين إشارات النصر… انه زمن الذلّ الأسود…
لن يتحقق الانتصار إلا متى ما آمن كلّ منا على هذه الأرض بأن ليس لنا من عدو يحاربنا في ديننا ووطننا الا اليهود. وليس من حركة تضمر لنا السوء والعداء وتسعى لتخريب مجتمعنا وأخلاقنا وقيمنا إلا الحركة الصهيونية.
لم نخسر فلسطين لتقاعس أجيالنا ولا لضعف إيمانهم وقلة سخائهم وعطائهم… أبناء أمتنا جابهوا المؤامرة على فلسطين منذ بدأت بإيمان راسخ بأنّ الدماء التي تجري في عروقنا هي وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها.. ووجدتها.. ولكن الخيانات ممّن بيدهم السلطة أضاعت الجهد والدم والأرض..
أبكيك فلسطين، لقد أضاعك، الأعراب بكلّ تعدادهم وانتشارهم وامتلاكهم العالم… ملكوا الثروات وفقدوا العزة والكرامة، ضاعت فلسطين بعد ان أفلست العروبة، فقدت وهجهها وجوهر وجودها، العروبة أفلست في إثبات وجودها، ولو فعلت لغّيرت وجه التاريخ… سنبقى هكذا في خانة الذلّ والعبودية حتى يأتي جيل يأبى أن يكون قبر التاريخ مكاناً له في الحياة فيقف وقفة العز ويغيّر مجرى التاريخ… «لا يغيرّ الله ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم». عندئذ فقط سيكتب التاريخ انتصرت فلسطين وانتكس الأعراب وأفلسوا. باعوا فلسطين بأبخس الأثمان وهو الذلّ والخنوع والاستسلام.
فالأنظمة باعت منذ اللحظة الأولى والشعوب دفعت الثمن… قاومت العدو السالب الغاصب والحاكم الخائن بالإمكانات التي بيدها وتملكها وهو السخاء بالعطاء والتصدّي لسلطات باعت الوطن وخانت قضيته، جابهوا المؤامرة وتركوا تاريخاً يذكرنا بأنّ الاوطان لا تبنى بالأمنيات ولا بالتمنيات بل بالجهاد وكلّ من تقاعس عن الجهاد مهما كان شأنه فقد أخر وأضرّ في مسيرة الجهاد.. لقد تقاعس من كانوا قادة وحكام وما زالوا على تقاعسهم مما أوصلنا إلى المذلة والاستسلام.. وتبقى طريقنا طويلة لأنها طريق الحياة طريقنا لأننا أبناء الحياة وسنستمرّ بالسير عليها حتى تحقيق رسالتنا وتحقيق إرادتنا ونبقى الأمة التي أبت أن يكون قبر التاريخ مكاناً لها في الحياة…
من عام 1948 إلى عام 2017 قال جيلنا والجيل الجديد كلمته الحياة وقفة عز وقد وقفها..
أرض ممزقة مسلوبة منهوبة تزال هويتها بهدوء ويُبدّل وجودها بإصرار ولا كتاب يروي ولا قصة أو حكاية تهدهد بها الأمهات سرير أطفالهن ليلاً ليبقى بصيص نور يختزنه في ذاكرته طفل منا ينمو تدريجياً ليُحدِثَ في يوم من الأيام زلزال الكرامة التي تنازل عنها أجداده ويضرب بسيف العز الذي كسر آباؤه نصله…
أوليست هذه واحدة من شروط السلام غير العادل الذي يساق شعبنا اليه، فهم يريدون ان نلقن أبناءنا غداً في المدارس «انّ فلسطين بلد في الشرق الأوسط يسكنه شعبان توأمان ابوهما ابراهيم، هما الشعب اليهودي والشعب الفلسطيني، انهما يتقاسمان العيش بمحبة وإخاء في ارض مشتركةّ»؟! في حين يمارسون هم شتى أنواع القتل والإرهاب وتدمير البنية الاجتماعية والقومية لشعبنا وللعرب جميعاً.
وفي المعابد والبيوت تبدأ قراءة التلمود والتوراة ومنها يشرب اليهودي روح الغطرسة والعنجهية وخبث الطوية. هذه المجموعة الدينية التي تدّعي أنها شعب وتختال على شعوب الأرض بمالها وأملاكها قائلين:
«نحن شعب الله المختار ولن يتوقف الربّ عن السهر علينا، نحن من أنزل علينا الرب من السماء المنّ والسلوى، نحن من شق لنا الربّ البحر لنسير… نحن نمنح ونحن نمنع وهذه أرضنا، وهؤلاء عبيدنا… وما هم إلا شراذم تجمعها الأوهام والمطامع والمصالح الشخصية، وقد ضخم الحاخامات ما جاء في التلمود الى درجة كبيرة، إذ نجده يؤكد على قرابة بين الله وشعبه المختار، اذ يقول انّ الرب قال لشعب إسرائيل: «أنا إله كلّ من يأتي للعالم غير أني إليك وحدك اضمّ اسمي فانا إله اسرائيل»، ويضيف انّ الرب الممجّد يقول لو انني تركت الإسرائيليين كما هم سوف تبتلعهم الوثنية، أريد ربط اسمي الكبير بهم وسيعيشون به». ومن الجدير بالذكر انّ التلمود يعتبر كلّ الأمم غير «إسرائيل» هي وثنية، فيقول سفر التثنية 29,33 :
«طوبى لك إسرائيل من مثلك شعب منصور بالرب. هو ترس عونك وسيف عظمتك. لك تُخضِع أعداءك وانت تطأ مشارفهم»، وتصل بهم المغالاة انّ الرب يقول انت عبدي يا اسرائيل فاني بك الممجّد . سفر اشعيا 49،3 ويضيف كلّ من يتمرّد او يقف ضدّ اسرائيل فانه يتصرّف كما لو انه يتمرّد على الرب وكلّ من يكره اسرائيل يشبه من يبغض الله سفر الاعداد 48،22 . وهكذا يستمرّ الحاخامات في زرع الخزعبلات في أذهان اليهود، اذ انّ سفر التكوين يقول: «كانت إسرائيل فكر الله قبل خلق الكون، لم تخلق السموات والارض إلا مراعاة لإسرائيل. ولو استعرضنا هذه العنجهيات والأكاذيب التي يحشون بها رؤوس رعاياهم ولكنهم مكروا ومكر الله، والله خير الماكرين.
بين عقيدتهم وبين إيماننا هوة يريدون ان يدفعوا هذه الأمة بكلّ قيمها وأخلاقياتها وأمجادها فيها لدفنها ببساطة وهدوء، تحت شعار السلام والسلم… هذا الحلم الأهوج لن يتحقق أبداً. السلم الذي نؤمن به ونعمل له هو ان يسلّم اعداؤنا بحقنا…
في ذكرى النكبة نقف متأملين… نتأمّل اليوم ما تقوم به إسرائيل من مؤامرات واعتداءات وقتل وتدمير.. من أجل تفتيت البلاد والشعب وإدخال اليأس الى النفوس وخنق المناعة القومية والوطنية ليتمّ بعدها تقسيم بلادنا وشعوبنا لتضمن تحقيق أمنها وسلامها وسيطرتها النهائية.. وما يجري على ساحات وطننا وعالمنا العربي واضح لا يحتاج لتفسير.
في ذكرى النكبة لا نندب ولكن نَذْكرُ ونُذّكِر ففي الذكرى إيقاظ للنفوس وحياة للتاريخ.. نذّكر بما قاله سعاده في خطابه بالأول من آذار 1938، ايّ قبل عشر سنوات من بدء تنفيذ المرحلة الرسمية من عملية البيع نهائياً واستيلاء الصهاينة على فلسطين حيث قال: «ما أقوله في صدد لبنان والشام أقوله في صدد فلسطين، فالسياسيون الكلاسيكيون هناك لم يتمكنوا من إيجاد أيّ دفاع مجد يصدّ الخطر اليهودي، لانّ أساليبهم لا تزال من النوع العتيق المسيطر فيه الصفة الاعتباطية والأنانية والمغرّرة للشعب.
انّ الخطر اليهود لا ينحصر في فلسطين، بل يتناول لبنان والشام والعراق ايضاً، لا لن يكتفي اليهود بالاستيلاء على فلسطين، فلسطين لا تكفي لإسكان ملايين اليهود. الذين أثاروا عليهم الأمم النازلين في أوطانها، وهم منذ اليوم يقولون: «الحمد الله، أننا أصبحنا نقدر ان نمارس الرياضة الشتوية في أرض اسرائيل، وهذا يعني أيضاً التزحلق على الثلج في لبنان، فليدرك اللبنانيون ما هي الأخطار التي تهدّد الشعب اللبناني…»
وكرّر التحذير في عام 1947 اذ قال: «لعلكم ستسمعون من سيقول لكم انّ إنقاذ فلسطين، أمر لا دخل للبنان فيه. انّ إنقاذ فلسطين أمر لبناني في الصميم كما هو أمر فلسطيني في الصميم كما هو أمر شامي في الصميم، انّ الخطر اليهودي على فلسطين هو خطر على سورية كلها. كلمتي اليكم هي العودة الى ساحة الجهاد».
ذكرى تنفيذ صفقة الخيانة في 15 ايار 1948 لن تنساها أجيالنا وستبقى جرس التنبيه في ضمائر أجيال المستقبل تلك الخيانة التي تحدث عنها القائد العسكري الأردني عبدالله التل في كتابه كارثة فلسطين كتب:
اجتمع الملك عبدالله ووزير خارجية إسرائيل «شرتوك» في نيسان 1948 بعد قرار الزحف الرسمي العربي، وتوافق معه على قبول الطرفين لمشروع التقسيم والعمل على تنفيذه. وانّ غولدا مائير التي تولت وزارة الخارجية في ما بعد زارت الملك عبدالله ليلة 11/12/1948 وتحدّثت معه في ما اعتزمت عليه الدول العربية من الزحف على فلسطين وذكرته بما بينه وبين شرتوك، من اتفاق وعرضت عليه استعداد إسرائيل للاعتراف بضمّ القسم العربي الى تاجه مقابل عدم اشتراك جيشه الذي كان أقوى الجيوش التي زحفت وأكثرها عدداً في الزحف، وانّ الملك اعتذر عن عدم الزحف لانّ في ذلك خروجاً على الإجماع العربي ولكنه تعهّد بان لا يحارب الجيشان العراقي والأردني اليهود! وان يقفا عند الحدود التي رسمها التقسيم.
هل يعقل أنّ أمة تآمر بعض قادتها مع أعدائهم على بلادهم لتسهيل احتلالها من عدو خطته إزالة شعب كامل من الوجود، وهذا الشعب هو شريان من شرايين الحياة في أمتنا وأرضه هي عنوان عنفواننا القومي والروحي والوجداني، ثم لا يحاسب هؤلاء المتأمرون ولا تدينهم أية جهة لا حكومية ولا قضائية مكتفية بلعنة الشعب وغضبه عليهم إلى يوم الدين، أنّ المؤامرة والمشاركة فيها واضحة البيّنات مثبتة بالوثائق والمدونات… ومع هذا لا زالت الكتب المدرسية تدرس اسماءهم وتطبعها في عقول اجيالنا كقادة وقد يعتبرون أشرافا تجنيا على الواقع ومجريات التاريخ ولا يزال الكثيرون ممن ينعتون بالقادة هذه الأيام يمارسون نفس أدوار الذلّ تلك، ويتلاعبون بمصير الأمة بيعاً وأهداء عبر التآمر الخياني سياسياً ومالياً وإعلانياً. إلى متى يبقى العار يكلل هاماتنا بسبب أهل الخيانات من عناوين القيادات؟ ألا يكفي ما جرى في ليبيا واليمن ومصر والسودان وتونس وما حاولوه في سورية والعراق؟ إلا يكفي كلّ هذا لإيقاظ وجداننا وحفر القبور لدفن العار فيها. لو فعلنا بعضاً مما يمليه الواجب بحق القادة الخونة لما كان تجرأ أحد اليوم على اتباع خطاهم كما نرى ونشاهد ونترحّم على خونة ذلك الزمن أمام ما يفعله أعراب اليوم أشباه الرجال. لو سلحت الدول العربية أهل فلسطين وأعانتهم وتركت لهم معالجة هذه المسألة لحققوا المُراد وحموا بلادهم بإرادتهم مع المتطوّعين من اخوانهم المجاهدين العرب، ولكن حتى هذا لم يحصل لا لضعف او عجز بل بسبب التآمر ايضاً ولتتمّ صفقة تسليم فلسطين دون اية عوائق…
واليوم في هذه الذكرى المذلة تتكرّر الفصول في المؤامرة التي تتعرّض لها الشام والعراق واليمن وبمشاركة من حكام سعوديين وأردنيين وبحرينيين وقطريين.. مع إسرائيل وأميركا وبريطانيا.. من اجل تفتيت أمتنا وتحقيق الجزء الأخير من المشروع الإسرائيلي.. هؤلاء الأعراب يمارسون دور السمسرة لإنهاء المسألة الفلسطينية وتطويب فلسطين بشكل نهائي لليهود وإنهاء هذه القضية. لقد صنع الاستعمار منهم حكاماً لدول وهمية ليكونوا صوته وسوطه بحق أمتهم وهم يؤدّون أدوارهم بكلّ دقة وحماس.
وتبقى فلسطين وتبقى أمتنا حاضنة بشعبها لكلّ شبر من أرضها سلب بفعل عهود الذلّ والاستسلام من اللواء السليب في الاسكندرون وكيليكيا.. وفلسطين.. وتبقى طريقنا طويلة وشاقة لأنها طريق الحياة ولا يثبت عليها إلا الأحياء وطالبو الحياة الذين لا يعرفون غير وقفة العز…