أوكرانيا تصعّد الحرب الاقتصادية والإعلامية وموسكو تحذّر كييف من معاملتها بالمثل
فرضت أوكرانيا أمس عقوبات جديدة على روسيا المتهمة من قبل كييف بدعم حركة التمرد الانفصالية في شرق أوكرانيا، عبر حجب عدد من خدمات الإنترنت الرائجة وتقدّمها شركات روسية.
وسارع الكرملين إلى التنديد بقرار «غير ودّي» ويتعارض مع مصالح الشعب الأوكراني.
والقرار الصادر عن الرئاسة الأوكرانية يصعّد الحرب الاقتصادية بين البلدين وأيضاً الحرب الإعلامية الدائرة بين موسكو وكييف منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية في آذار 2014 وما أعقبه من نزاع في الشرق مع الانفصاليين الموالين لموسكو.
واستهدفت الإجراءات التي وردت في مرسوم نشر على موقع الرئاسة الأوكرانية، خصوصاً شبكات التواصل الاجتماعي «في كونتاكتي» التي توصف في بعض الأحيان بـ«فيسبوك الروسي» وينتمي إليها أكثر من 15 مليون مستخدم أوكراني وشبكة «أودنوكلاسنيكي» وبوابة «ميل.رو» وكلها شركات يهيمن عليها الملياردير الروسي عليشير عثمانوف.
كما تستهدف هذه العقوبات مجموعة «يانديكس» المدرجة في بورصة نيويورك ويحظى محرّك بحثها بشعبية كبيرة وطوّر عدداً من الخدمات الصحافية والمتعلّقة بالخرائط.
ولم تكتف كييف بحجب هذه المواقع، بل قرّرت تجميد موجوداتها في أوكرانيا والحدّ من عملياتها التجارية والمالية.
وتستهدف إجراءات الرئيس بترو بوروشنكو أيضاً مختبرات مكافحة الفيروسات المعلوماتية «كاسبيرسكي».
وفي موسكو، أعلن الكرملين «أنه يتذكّر مبدأ المعاملة بالمثل بشأن فرض أوكرانيا عقوبات ضد وسائل إعلام روسية».
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «إنّ العقوبات التي أعلنها الرئيس الأوكراني تشكل دليلاً جديداً على سياسة غير ودية وقصيرة النظر حيال روسيا. قرار جديد بعد قرارات عدة تنتهك حقوق الأوكرانيين في الاطلاع وتسيء إلى مصالح الشعب الأوكراني».
وأضاف: «بطبيعة الحال نتابع بانتباه الوضع ولا ننسى مبدأ المعاملة بالمثل».
وأوضح بيسكوف «أنه ليس مستعداً لتحديد الإجراءات المقابلة التي ستتخذها موسكو رداً على العقوبات الأوكرانية»، قائلاً «إنه لا توجد هناك وسائل إعلام أوكرانية كبيرة تحظى بشعبية بين الناطقين بالروسية».
تجدر الإشارة في هذا السياق، إلى أنّ «العقوبات الأوكرانية الجديدة دخلت حيز التنفيذ أمس»، وتشمل هذه العقوبات أبرز القنوات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي في روسيا.
كما شملت قائمة العقوبات الأوكرانية الموسّعة ضدّ روسيا مجموعة من السياسيين والصحافيين من الاتحاد الأوروبي.
وضمّت القائمة التي نشرها الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو على موقعه في الإنترنت عضو البرلمان الأوروبي عن اليونان «سوتيريوس زاريانوبولوس» والبرلمانيين اليونانيين «يورغوس لامبروليس ويورغوس ماغاناس» من الحزب الشيوعي اليوناني.
وتعرّض للعقوبة الأوكرانية كذلك، عضو البرلمان الإيطالي «لوتشيو مالان» و«جوزيبيه رافا» رئيس الإقليم الإيطالي ريجيو كالابريا والصحافية البلغارية «تاشيفا لابوف» والمدونين البولنديين «ديفيد بيريزيتسكي» و«ديفيد هوجيتس» والمستشارين السياسيين الإسرائيليين «أفيغدور إسكين وديفيد أدلمان».
ووفقاً للعقوبة الجديدة التي فرضتها سلطات كييف، منع جميعهم من دخول أوكرانيا لمدة عام.
وشملت قائمة العقوبات ضد روسيا 1228 شخصاً و468 شركة ومؤسسة وهيئة اعتبارية. كما تعرّضت للعقوبات وسائل إعلام روسية عدة.
ومنعت سلطات أوكرانيا الوصول إلى الشبكات الاجتماعية «فكونتاكتي» و«اودنوكلاسنيكي» و«ياندكس» و«ميل رو» وكذلك مختبر «كاسبرسكي لاب» الشهير و«دكتور ويب» وبرنامج «أس وان» وغيرها من الشركات الروسية العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات.
وفرضت عقوبات أوكرانيا كذلك شركات «محركات الطائرات» و«أنثراسايت الروسي» و«بتروليوم كابيتال» وكذلك مؤسسات عدة من القرم بما في ذلك موانئ بحرية ومطار «سيمفيروبول» وشركات بناء الطائرات والسفن ومصانع النبيذ الفوار «العالم الجديد» و«ماساندرا».