الانخداع البصري
يكتبها الياس عشي
فيما الأبراج ترتفع في سماء العالم العربي، وتستبدل حقول الياسمين وشقائق النعمان بحقول النفط والغاز، ويتزايد النموّ السكاني بشكل غير مسبوق، وتتكاثر دور العبادات والجمعيات والنوادي الدينية، نرى، في الوقت ذاته، أنّ مساحة هذا العالم العربي تصغر وتصغر، وأنّ ما بقي منها أصغر بكثير من أحلامنا الكبيرة، وأقلّ من الكلمات التي كتبناها منذ أن أعلنا انتماءنا لقضية تساوي وجودنا.
وضع يذكرك بزبون نادى مدير المطعم الصغير الذي كان يرتاده باستمرار، وقال له بغضب: انظر، إنّ طبقكم يصغر يوماً بعد يوم».
فردّ المدير: «سيّدي، هذا انخداع بصري بسيط، إذ إننا كبّرنا قاعة الطعام»!