إعلان نتائج الاقتراع اليوم.. أكثر من 70 نسبة المشاركة الشعبية الانتخابات الرئاسية الإيرانية تمّت في ظل أجواء أمنية ممتازة
في مشهد ديمقراطي منقطع النظير تضمّنته مشاركة شعبيّة واسعة، ووسط منافسة قوية بين المرشحين الرئيس الحالي الشيخ حسن روحاني، والسيد إبراهيم رئيسي، جرت، أمس، الانتخابات الرئاسية الإيرانية في دورتها الـ 12 منذ تأسيس النظام الجديد لحكم البلاد العام 1979، وتوجّه الشعب الإيراني منذ صباح أمس الباكر إلى صناديق الاقتراع.
وأدلى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي خامنئي بصوته في المركز الانتخابي بحسينية الإمام الخميني، في الدقائق الأولى من بدء عملية الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الـ 122 والمجالس البلدية والقروية الخامسة في إيران، وحثّ الناخبين على الإقبال بأعداد كبيرة قائلاً: «ليشارك الشعب بأكثر ما يمكن في الانتخابات، وليبكّر أفراد الشعب لدى صناديق الاقتراع، لأنه لا بد من إنجاز العمل الصالح في أول الوقت، ولا ينبغي تأخيره».
بدوره، أدلى الرئيس حسن روحاني بصوته في المركز الانتخابي بحسينية أرشاد شمال طهران. كما سارع كل من مرشح الرئاسة عن التيار الإصلاحي، مصطفى هاشمي طبا، والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية، اسحاق جهانغيري، ووزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، بالانتخاب منذ الساعات الأولى من صباح أمس.
هذه المظاهرة الشعبية مشهد يتكرّر كل 4 سنوات وسط منافسة تكون قوية عادة بين المرشحين، على برامج انتخابية مختلفة، ولكن ضمن إطار حفظ مبادئ الثورة الإسلامية والوفاء لإنجازاتها، وكما قال السيد خامنئي فإنّ «شخصاً واحداً سيفوز بالرئاسة، ولكن الفائز الحقيقي هو الشعب الإيراني والنظام الاسلامي».
وتنافس في هذه الانتخابات 4 مرشحين، وهم الرئيس الحالي الشيخ حسن روحاني الذي ترشح لولاية ثانية، وفق ما يجيز له الدستور، والسيد إبراهيم رئيسي «متولي الروضة الرضوية المقدسة وعضو مجلس خبراء القيادة»، ومصطفى مير سليم «وزير الثقافة في حكومة الرئيس الراحل رفسنجاني وعضو المجلس المركزي لحزب المؤتلفة الإسلامي»، ومصطفى هاشمي طبا «الرئيس الأسبق للجنة الاولمبية الوطنية».
المرشحون أطلقوا حملاتهم الانتخابية في 28 نيسان، واستمرت الى 17 أيار، حيث ساد الصمت الانتخاب قبل 24 ساعة من عملية الاقتراع.
وعن الانتخابات الرئاسية الإيرانية بالأرقام، فإنه يحق لـ«أكثر من 56 مليون ناخب إيراني 56410234 ممن تجاوزت أعمارهم 18 عاماً المشاركة في هذه الانتخابات»، ومن بين هؤلاء هناك «مليون و 350 ألفاً و 294 ناخباً يدلون بأصواتهم للمرة الأولى، حيث بلغوا حتى يوم الانتخابات السن القانونية للتصويت».
يذكر أنه في حال لم ينل أي مرشح الأغلبية المطلقة للأصوات أي 50 +1، فإنّ جولة ثانية من الانتخابات ستجري في 26 أيار الحالي، بين المرشحَين اللذين نالا أكثرية الأصوات.
حيث يبدأ الإعلان عن النتيجة بشكل تدريجي عقب الانتهاء من عملية الاقتراع، ومن المرجح أن يكون اليوم.
وتجري الانتخابات الرئاسية في 133 بعثة دبلوماسية إيرانية خارج البلاد في 103 بلدان. ما عدا كندا التي يقيم بها 400 ألف إيراني، بسبب قطع العلاقات الدبلوماسية.
الجدير بالذكر، أنه وبموازاة الانتخابات الرئاسية يتنافس قرابة 51500 شخص للمجالس البلدية و230 ألفاً للمجالس القروية حيث تجري هذه الانتخابات في 1200 مدينة و40 ألف قرية.
وتمّ تخصيص 53 الى 55 ألف مركز اقتراع للانتخابات الرئاسية و65 ألف مركز اقتراع لانتخابات المجالس الإسلامية البلدية والقروية.
في السياق، فتحت صناديق الاقتراع في أكثر من 63 ألف مركز انتخابي وزعت على المحافظات الإيرانية كافة لاستقبال 56 مليون ناخب لاختيار رئيس جمهوريتهم الثاني عشر من بين أربعة مرشحين، الأبرز منهم مرشح تحالف قوى الاعتدال والإصلاح الرئيس روحاني ومنافسه إبراهيم رئيسي مرشح التيار الأصولي.
ووفقاً لمشاهدات عينية في العديد من مراكز الاقتراع في العاصمة طهران ومدن إيرانية أخرى، رجّح مراقبون أن تتجاوز نسبة المشاركة الشعبية للانتخابات الرئاسية الثانية عشرة أكثر من 70 ، وبذلك تكون الانتخابات الحالية إحدى أفضل الانتخابات الرئاسية التي شهدتها منذ قيام الجمهورية الإسلامية عام 1979.
وقد أعلن وزير الداخلية الإيراني أمس، في كلمة توضيحية نقلها التلفزيون الإيراني عن «تمديد فترة التصويت مرة ثانية في انتخابات الرئاسة الإيرانية بعد أن تم تمديدها ساعتين».
وكان محافظ طهران أعلن قبل ذلك أن مراكز الاقتراع ستغلق أبوابها بعد أن تدعو جميع مَن يقف أمامها للداخل وتواصل العمل حتى يقوم آخر شخص موجود داخل المركز بالإدلاء بصوته.
في حين ذكرت مصادر «أنّ عدد المقترعين في الانتخابات الرئاسية تجاوز رقم الـ 32 مليوناً حتى الآن».
وأكد مصدر مطلع «أنّ فريق المرشح رئيسي قدّم أكثر من 200 شكوى حول مخالفات في الانتخابات، وأنّ رئيسي وصل إلى وزارة الداخلية الإيرانية لتقديم شكاوى بشأن المخالفات والتقى وزير الداخلية».
المرشح رئيسي قال: «إنّ زيارته لوزارة الخارجية هي لتقديم الشكر»، مشيراً إلى أنّ «آلية الانتخابات في إيران تبعث على الطمأنينة»، مؤكداً «وصول تقارير إليه عن بعض المشاكل في عملية الاقتراع كعدم ذكر لقبي إلى جانب اسمي في بعض مراكز الاقتراع وعدم السماح بدخول بعض ممثلي المرشحين».
وأمل رئيسي أن تكون الانتخابات «بمعنى تحديد المصير بالنسبة للشعب».
ومثلما تشكل نسبة المقترعين أهمية بالغة لنظام الحكم في إيران، كما عبر المرشد في خطابه الأخير، فإنّ نزاهة هذه الانتخابات وعدم التلاعب بأصوات الناخبين تعتبر مسألة حساسة جداً هي الأخرى.
وقالت الجهات المعنية بالانتخابات «مجلس صيانة الدستور» إنه ولضمان سلامة العملية الانتخابية فإن زهاء 300 ألف مراقب قد توزّعوا على مراكز الانتخاب كافة. يُشار إلى أنّ «70 ألف مفتش سيقومون بمهمة التأكد من قيام المراقبين بمهامهم على أفضل وجه مطلوب»، كما أن آلاف المندوبين عن المرشحين الرئاسيين يقومون بمراقبة عملية الاقتراع هذه.
من جهته، أكد وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي للصحافيين أنّ «الانتخابات تتم في ظل أجواء أمنية ممتازة حيث لم تعكر صفوها أية محاولة تخريبية، وذلك بفضل تأمينها من قبل أكثر من 350 ألفاً من عناصر الشرطة والأمن المدعومة من الحرس الثوري».
ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية اليوم، من خلال الإعلان عن اسم المرشح الفائز فيها في حال حصوله على أكثر من 50 في المئة من أصوات الناخبين، وفِي حال تحقق ذلك سيضع الفائز في هذه الانتخابات حداً للسجال والجدل الذي شهدته إيران طيلة الشهر الماضي بين الجناحين الأصولي والإصلاحي حول هوية المرشح الأصلح لتسلّم منصب رئيس الجمهورية في إيران.
ويصوّت 56 مليوناً و410 آلاف و234 شخصاً، في 63500 لجنة انتخابية داخل إيران، وتجرى الانتخابات في مقار السفارات والقنصليات الإيرانية في 103 دول،
ويُنتخب الرئيس في إيران لفترتين كحد أقصى، مدة الواحدة 4 أعوام، ويتبع في معظم صلاحياته للمرشد الأعلى.
ونشرت وزارة الداخلية الإيرانية، أمس الخميس، القائمة النهائية للمرشحين في الانتخابات.
وبعد انسحاب مرشحين اثنين، هما محمد باقر قاليباف وإسحاق جهانغيري، تضمّ القائمة أسماء 4 مرشحين، هم: الرئيس الحالي حسن روحاني وإبراهيم رئيسي رجل الدين المتشدّد، ومصطفى مير سليم، ومصطفى هاشمي طبا.
وأوضحت الوزارة أنه «سيتم إعلان نتائج الانتخابات بشكل تدريجي، وذلك على عكس القرار الذي اتخذ من قبل بإعلانها بشكل كلي».
وتتزامن الانتخابات الرئاسية الإيرانية مع ازدياد حدة انتقادات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لطهران، بشأن دورها في سورية والعراق ولبنان، لا سيما أن ترامب، الذي يستهلّ أولى رحلاته الخارجية منذ تنصيبه إلى المنطقة بزيارة السعودية اليوم السبت، قد حذّر إيران بأنها «أصبحت في دائرة الاهتمام».
وتواصل الإدارة الأميركية سعيها لتحجيم إيران من خلال العقوبات الاقتصادية المتعلقة بالبرنامج النووي، وفرضت واشنطن عقوبات جديدة على مسؤولين دفاعيين إيرانيين وشركة إيرانية وأعضاء شبكة مقرها الصين لدعمهم برنامج الصواريخ البالستية الإيراني.