قانصو: ترامب في قمة الذلّ يمدّ «إسرائيل» بمصلٍ جديد ويحرّض أتباعه على محور المقاومة والممانعة
أحيت منفذية عكار في الحزب السوري القومي الاجتماعي في باحة المنفذية في حلبا، الذكرى التاسعة لمجزرة حلبا ومناسبة عيد المقاومة والتحرير، برعاية رئيس الحزب الوزير علي قانصو وحضوره على رأس وفد من قيادة الحزب ضمّ عدداً من العمد وأعضاء المجلس الأعلى والمسؤولين.
كما حضر عصام الصراف ممثلاً وزير الدفاع يعقوب الصراف، رئيس التجمّع الشعبي العكاري النائب السابق وجيه البعريني، رئيس الحركة الشعبية اللبنانية النائب السابق مصطفى علي حسين، النائب السابق عبدالله حنا، الرائد مارون عبود ممثلاً المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، رئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير، رئيس تيار الوفاق العكاري هيثم حدارة، عضو المكتب السياسي في التيار الوطني الحر جيمي جبور ومنسّق عكار في التيار الوطني الحر طوني عاصي، ممثل حزب الاتحاد حكمت مراد، خالد المرعبي ممثلاً النائب طلال المرعبي، رئيس لجنة أصدقاء الأسير يحيى سكاف جمال سكاف، مسؤول جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في الشمال أبو جورج على رأس وفد، راعي أبرشية عكار وتوابعها للروم الارثوذكس المتروبوليت باسيليوس منصور وكاهن رعية حلبا الأب فؤاد مخول، ممثل عن المجلس الإسلامي العلوي الشيخ أحمد الهضام، الشيخ عبدالسلام الحراش، الشيخ مؤمن الرفاعي والشيخ منذر الزعبي وشخصيات وقيادات سياسية وحزبية وقادة أحزاب ورؤساء اتحادات بلدية ومخاتير وحشد كبير من القوميين والمواطنين.
بدأ الاحتفال بالنشيد اللبناني ونشيد الحزب السوري القومي الاجتماعي ثم الوقوف دقيقة صمت تحية لأرواح شهداء المجزرة وشهداء الحزب كافة، تلا ذلك مرور فصائل رمزية من الأشبال والزهرات أمام المنصة وسط الهتاف والتصفيق.
عرّفت الاحتفال وكيل عميد البيئة سناء البونجي، وألقت تانيا حموضة ابنة الشهيد نصر حموضة كلمة باسم عائلات شهداء مجزرة حلبا فدعت إلى محاسبة القتلة والمجرمين. وعاهدت باسم عائلات الشهداء وأبنائهم أن تبقى قضيتهم حاضرة وأن يبقى زهرات وأبناء الشهداء متضامنين متآزرين بصدق ومحبة تحت راية الزوبعة.
بدوره ألقى منفذ عام عكار في الحزب السوري القومي الاجتماعي ساسين اليوسف كلمة حيّا فيها شهداء الحزب السوري القومي الاجتماعي وشهداء مجزرة حلبا .
واعتبر أن ذكرى مجزرة حلبا تحمل في طياتها معاني إنسانية لأصحاب الضمير الحي وقال لن ننسى بأن الحق ينادينا وأن الواجب بانتظارنا وأن الحساب آت .
وأكد أن مَن ارتكب مجزرة حلبا أراد النيل من منفذية عكار لأنها القلعة الجامعة الوطنية، فمنها انطلق أبطال العمليات الاستشهادية لمقاومة العدو الصهيوني، وفي طليعتهم البطلان علي غازي طالب وفدوى غانم
ثم ألقى الشاعر عماد منذر قصيدة في المناسبة.
كلمة رئيس الحزب
وألقى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير علي قانصو كلمة جاء فيها:
في مستهل كل كلام، خير الكلام التحية والسلام. فالتحية لعكار، لشبابها وصباياها، لشيوخها وعجائزها، ولكل أهلها الطيبين الكادحين، والصابرين على شظف العيش، والصامدين بوجه ظروف القهر والإهمال. التحيّة لعكار التي جارت عليها الدولة كثيراً، فحرمتها أبسط حقوقها في التنمية، فلا فروع للجامعة اللبنانية فيها، ولا محطات تكرير للصرف الصحي، ولا معامل للنفايات، ولا حلول للماء والكهرباء، ولا معالجات للطرقات، ولا دعم للزراعة وهي منطقة زراعية في الأساس، فكيف تعرف عكار الإنماء في ظل هذا الحرمان؟ بل من أين لشبابها وشاباتها فرص العمل التي تعزز صمودهم فوق أرضهم؟
لكن عكار بقي شعارها «بلادي وإنْ جارت عليّ عزيزة» فانخرط شبابها في المؤسسة العسكرية والمؤسسات الامنية يدافعون عن بلادهم بوجه كل عدو، وقدمت عكار على مذبح الوطن قوافل الشهداء، وبقيت وفية لذاتها وتاريخها، فجسّدت نموذجاً رائعاً في الوحدة الوطنية بين مكوّناتها كافة.
أما السلام، فلكم أيها الحضور الأعزاء، والسلام لرجالات عكار الوطنيين، العاملين بلا كلل ولا ملل، على خدمة عكار، وتطوير أوضاعها، وتعويضها بعضاً مما حُرِمته من الدولة. هؤلاء الرجال معروفون منكم، وأخصّ بالذكر رجل الدولة، رجل الخير دولة الرئيس عصام فارس، أرحب بعودته الى اهله في عكار، ونأمل ان تكون عودة نهائية، نعم هؤلاء الكرام معروفون منكم، كما أن مَن تاجروا بعكار، فباعوا واشتروا باسمها، وتقلّدوا المواقع والمناصب، من دون أن يقدّموا لعكار شيئاً من حاجاتها الإنمائية معروفون منكم ولا يستوي الذين يعملون لمصلحة عكار والذين لا يعملون.
والسلام في الأول والأخير يبقى لشهداء عكار، كل شهداء عكار، الذين قضوا في مواجهة الإرهاب أو في مواجهة العدو «الإسرائيلي». التحية لشهداء الحزب السوري القومي الاجتماعي، وخصوصاً شهداء مجزرة حلبا، في ذكراهم السنوية. نعم شهداء تلك المجزرة البربرية، مجزرة العصر، التي نفذتها زمر الإرهاب في وضح النهار، بحق أحد عشر رفيقاً قومياً اجتماعياً.
فور وقوع المجزرة، عقدت مؤتمراً صحافياً وضعت فيه هذا الملف في عهدة القضاء، وتقدّمنا بالدعاوى اللازمة وانتظرنا أن يقول القضاء كلمته. وعبثاً ذهبت مطالباتنا الدائمة بضرورة البتّ بهذا الملف، ولطالما طرحنا هذه المطالبات على طاولة مجلس الوزراء، وعلى مسمع الجميع، إضافة إلى مراجعات مع الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة العدل، ولكن على مَن تقرع أجراسك يا داود. أتقرعها على سلطة طرشاء، العدالة عندها وجهة نظر، تستنسب متى وكيف وعلى من تقيم هذه العدالة؟
إننا اليوم وفي الذكرى السنوية لمجزرة حلبا، نجدد دعوتنا للقضاء، لتحريك هذا الملف، والنظر في الدعاوى المقدمة ضد المجرمين الذين ارتكبوا مجزرة حلبا، ولنا ملء الثقة بمعالي وزير العدل كما لنا ملء الثقة بالقضاء، وبأنه سيفتح ملف المجزرة وسيقول كلمته وبأسرع وقت. وليعلم الجميع أننا لن ننسى دماء شهدائنا، ومهما تقادم الزمن. هذا عهدنا لعائلات الشهداء. هذا عهدنا لجميع القوميين الاجتماعيين، وحقنا حقّ لا يموت. وأقول لكم: إن إنزال القصاص بالقتلة آتٍ، آتٍ، آتٍ.
ويا أهلنا في عكار: المهم أن الدم انتصر على السيف في مجزرة حلبا. فسيف البغي شاء ترهيب القوميين وإخافتهم فانكسر أمام عزيمتهم، وشاء ترهيب الآخرين، ممن هم في رأي آخر وموقف آخر، فانكسر على هذه الجبهة أيضاً، وصمد الجميع بوجه محاولات الإخضاع والهيمنة، فكان دم شهدائنا أقوى من سيوفهم.
العدو في التربية القومية هو الصهاينة
القوميون الاجتماعيون، يتربُّون في حزبهم، على أن العدو الوحيد لأمتهم هو العدو الصهيوني، وأن الموقع الطبيعي لاستشهادهم هو في مواجهة هذا العدو. كيف لا، وزعيمهم سعاده حفر في صدورهم، قوله المشهور: «كلنا مسلمون لله رب العالمين منّا من أسلم لله بالانجيل ومنّا من أسلم لله بالقرآن ومنّا من أسلم لله بالحكمة وليس لنا عدو يقاتلنا في ديننا وحقنا ووطننا إلا اليهود». فالقوميون مقاومون بالعقيدة وبالموقف وبالسلاح، قاتلوا في فلسطين ومنذ ثورة 1936 وكان الشهيدان سعيد العاص وحسين البنا، وقاوموا الاجتياح الصهيوني للبنان عام 78 واجتياح 82، وكانوا رواد العمليات الاستشهادية. تذكّروا سناء محيدلي وابتسام حرب ووجدي الصايغ ومالك وهبي وخالد الأزرق وعمار الاعسر ومحمود قناعة وزهر أبو عساف ومريم خير الدين ونورما أبي حسان وغيرهم..
في عيد المقاومة والتحرير نحييهم جميعاً، ونحيي ابني عكار الشهيدين الاستشهاديين الرفيق علي غازي طالب والرفيقة فدوى غانم. واليوم نجدّد العهد والوعد بأن الحزب السوري القومي الاجتماعي لن يكون إلا في موقع المقاومة للعدو الصهيوني لأن صراعنا معه صراع وجود، وبأن الحزب السوري القومي الاجتماعي سيبقى ثابتاً على معادلة الجيش والشعب والمقاومة فهي معادلة القوة للبنان، قبل هذه المعادلة كان لبنان ضعيفاً، هدفاً سهلاً للعدو، يجتاحه متى يشاء، ويقصف شعبه وعمرانه متى يشاء، ومع هذه المعادلة اصبحت قوة لبنان في قوته، أصبح لبنان مهاباً وخاصة بعد انتصاراته على العدو الصهيوني، لبنان بفضل معادلة الجيش والشعب والمقاومة بات حجر الزاوية في معادلة الصمود القومي، والواجب أن نعزّز هذه المعادلة لا أن نعبث بها بحسابات سياسية أو مذهبية أو كيانية. في عيد المقاومة والتحرير التحية لشهداء المقاومة كل شهداء المقاومة، والتحية لشهداء الجيش اللبناني، والتحية لشهداء الحزب السوري القومي الاجتماعي.
قتال الإرهاب واجب كقتال الصهاينة
وكما الصهاينة أعداؤنا وقتالهم واجب، فالإرهابيون أعداؤنا وقتالهم واجب. الإرهاب هو الوجه الآخر للعدو الصهيوني، هذا العدو له في بلادنا مخططان: واحد يقوم على إخضاعنا بالقوة العسكرية، وهذا المخطط سقط مع عصر المقاومة بعد هزائم العدو في غزة وهزائمه في لبنان، أما المخطط الثاني للعدو الصهيوني فيقوم على إسقاط مجتمعنا من داخله، أي بواسطة يهود الداخل، والعصابات الإرهابية هم يهود الداخل بامتياز، فهمّهم تفتيت مجتمعنا، وهمّهم إلغاء الآخر من غير دينهم أو من غير رأيهم، وهمّهم تحويل المجتمع الى جبهات متناحرة، وهمهم تدمير مظاهر حضارتنا وعوامل قوتنا. فما الفرق في الجوهر إذاً بين أهداف العدو الصهيوني في مجتمعنا وأهداف الإرهاب؟ قتال الصهاينة واجب قومي، وقتال الإرهاب واجب قومي: لبناني وسوري وعراقي وأردني. إن الحزب السوري القومي الاجتماعي يقاتل الإرهاب بالإرادة نفسها التي قاتل بها العدو الصهيوني، وها هم أبطال نسور الزوبعة يقاتلون المجموعات الإرهابية في الشام وفي كل الجبهات جنباً الى جنب مع الجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية، قدّمنا ونقدّم مئات الشهداء والجرحى في هذه المواجهة يقيناً منا بأن إنقاذ الشام من هذا الإرهاب هو انقاذ للبنان في الصميم، وهو انقاذ لفلسطين في الصميم وإنقاذ للعراق في الصميم، لأن المخطط الصهيوني الذي تتولاه المجموعات الإرهابية يهدف الى إسقاط الأمة كلها من أقصاها الى أقصاها. فالتحية لشهداء نسور الزوبعة، ولشهداء المقاومة في مواجهة الإرهاب ولشهداء الجيش العربي السوري.
مواجهة الارهاب مسؤولية قومية إقليمية دولية
لا يقتصر خطر الإرهاب على دولة بعينها، او على منطقة بعينها، فهو كما ثبت بالتجربة خطر على البشرية جمعاء، ومواجهة هذا الخطر مسؤولية دولية ـ إقليمية ـ قومية مشتركة. وفي هذا السياق فإن المجتمع الدولي في موقفه من الإرهاب، كذّاب منافق. إذ كيف يكون ضد الإرهاب كما يدّعي وهو الذي مازال يدعم بالمال والسلاح العديد من المجموعات الإرهابية ويسهّل عبورها الى سورية؟ كيف يكون هذا المجتمع الدولي ضد الإرهاب ودوله تلاحق الدول والقوى التي تقاتل الإرهاب بالحصار وبالعقوبات؟ كيف يكون هذا المجتمع الدولي صادقاً في محاربة الإرهاب وزعيمة هذا المجتمع الدولي الولايات المتحدة الأميركية التي كان ضرب فيها الإرهاب قبل أية دولة أخرى، يأتي رئيسها ترامب إلى المنطقة، لتقديم جرعات دعم إضافية لـ «إسرائيل» وهي دولة الإرهاب. ويأتي رئيس الولايات المتحدة الاميركية الى المنطقة ليعقد اللقاءات مع ملوك ورؤساء دول عربية وإسلامية لا ليدعوها الى محاربة الإرهاب، ولا ليدعم فلسطين، بل ليحرّضها على دول وقوى المقاومة والممانعة.
والرئيس الأميركي لم يعقد كل هذه القمم مع رؤساء عرب ومسلمين من أجل مصالح شعوبهم، بل من أجل صفقات مالية وتجارية يحتاجها اقتصاد أميركا.
نأيُ لبنان عن سورية وهمٌ
ومهما نأى لبنان بنفسه عن هذه العاصفة التي تضرب محيطه القومي، فإن تداعياتها لا تنأى عنه، بحكم الجغرافيا الواحدة، والحياة الواحدة، والأمن الواحد، والمصير الواحد بين لبنان ومحيطه القومي.
فتدفق النازحين السوريين الى لبنان من هذه التداعيات، والاهتزازات الأمنية التي شهدناها على يد مجموعات إرهابية من هذه التداعيات، مشاكل تصدير المنتوجات الصناعية والزراعية الى الدول العربية عبر سورية من هذه التداعيات، وغيرها وغيرها… لبنان معنيّ بتحصين نفسه بوجه هذه العاصفة، فإدارة الظهر لها لا تفيد، والتعاطي مع سورية بكيدية وحقد لا يفيد. إن مصلحة لبنان فتح قنوات الحوار مع الحكومة السورية لتدارس الملفات ذات الاهتمام المشترك من ملف النازحين، الى الملف الامني، والى الملف الاقتصادي.
تحصين لبنان قوة له والانقسام يضعفه
وتحصين لبنان لنفسه يقتضي تعزيز وحدته الداخلية، فخنادق الانقسام والاختلاف تُضعف لبنان، بينما الحوار يقوّيه والى هذا الحوار ندعو، والخطاب الطائفي الذي راج مؤخراً ربطاً بالكلام على قانون جديد للانتخابات خطاب مقيت يضرّ بأصحابه أولاً ناهيك عن أضراره البالغة على الوحدة الوطنية، وإننا ندعو الى الغقلاع عن هذا الخطاب. البلد اليوم واقف، والبلد اليوم منهك: سياسياً بالخلافات المعروفة، وفي طليعتها الخلاف حول قانون الانتخاب، واقتصادياً بسبب تعثر قطاعات الإنتاج من صناعة وزراعة وسياحة، ومنهك مالياً. يكفي أن يكون حجم الدين العام أكثر من ثمانين مليار دولار وموازنتنا في عجز دائم ليكون وضعنا المالي في أسوأ حالاته، وإننا نرفض معالجة أزمة العجز في الموازنة بفرض ضرائب على الفقراء وذوي الدخل المحدود، كما إننا ندعو إلى إقرار سلسلة الرتب والرواتب باعتبارها حقاً للمعلمين والموظفين، وإننا نقف الى جانب المتقاعدين من الأسلاك العسكرية والأمنية والإدارية من أجل إنصافهم في سلسلة الرتب والرواتب المنتظرة. ولبنان منهك خدماتياً فالكهرباء من خطة الى خطة وعلى كل خطة سجال، ولكن سؤال المواطن واحد: متى يصبح عندنا كهرباء؟ وحال المياه سيئة كحال الكهرباء. فرص العمل محدودة والآلاف من شباب لبنان وخاصة الجامعيون منهم تمتصهم الهجرة، المشاكل الصحية والتعليمية معروفة. مشروع الدولة التي يُفترض أن يكون مرجعية الجميع وملاذهم في ضعف شديد، ينخره الترهل والفساد فيحيله هيكلاً عظمياً هشاً، والسؤال الذي يفرض نفسه: ما العمل للخروج من هذه الدوّامة؟ نقول: جوهر الأزمة ليس في أننا مختلفون على قانون للانتخابات، وليس في أننا غير متفقين على خيارات البلد، ولا على النمط الاقتصادي الذي يجب أن يعتمد… كلها أعراض أو نتائج للأزمة الأم وليست أسباباً لتردّي الوضع في لبنان. الأزمة ـ الأساس نراها في نظامنا السياسي الطائفي. فهذا النظام، من الاستقلال، بل ما قبل الاستقلال، كان ولاّدة للحروب والمنازعات الداخلية، وولاّدة للفساد، والمحاصصات والمحميات الطائفية، ولادة للعصبيات الطائفية والمذهبية، مشوِّهاً للديمقراطية عبر قوانين للانتخابات النيابية على صورة هذا النظام، ولا هدف لها إلا إعادة غنتاج الطبقة السياسية ذاتها، وعقليات الحكم ذاتها. هذا النظام الطائفي هو منشأ كل أزمات البلد منذ ان كان، وسبب هلاكنا على كل المستويات، وكم صدق زعيمنا سعاده حينما قال: «لبنان يهلك بالطائفية ويحيا بالإخاء القومي» ولا ينتظرن احد تحسن الاوضاع والأحوال ما دام هذا النظام الطائفي قائماً. لذلك ندعو الى الدولة المدنية، دولة المواطنة على أنقاض دويلات الطوائف والمذاهب. والمفارقة أن البنود الإصلاحية التي نصّ عليها دستور الطائف. نُحّيت جانباً وأخذت الطبقة السياسية التي تعاقبت على الحكم بالبنود الطائفية ليس إلا. فأين الهيئة الوطنية لتجاوز الطائفية التي نصت عليها المادة 95 من الدستور؟ اين المجلس النيابي من خارج القيد الطائفي الذي نصت عليه المادة 22 من الدستور؟ أين استقلالية القضاء؟ اين الإنماء المتوازن؟ اين اللامركزية الادارية؟…
تطوير النظام بتطبيق مواد الدستور الإصلاحية المعطّلة
ان تطوير النظام السياسي باتجاه لا طائفي يكون بتنفيذ البنود الإصلاحية من الدستور، ومدخل هذا التطوير، أو هذا الاصلاح السياسي يكون بقانون جديد للانتخابات النيابية من خارج القيد الطائفي ويقوم على النسبية ولبنان دائرة انتخابية واحدة. وكل صيغ قوانين الانتخاب التي تعتمد الطائفية هي صيغ تعزز الطائفية في الدولة والمجتمع، وإننا نعلن رفضنا لكل الصيغ الانتخابية الطائفية، كما نعلن رفضنا لكل صيغ النظام المختلط لأنها تشوّه النسبية وتقطع الطريق على إصلاح سياسي حقيقي، فيا أهلنا، يا أحزابنا، يا مثقفينا، يا إعلاميينا، يا هيئاتنا المدنية، ليكن صوتكم عالياً في المطالبة بالنسبية الكاملة، لأنها توحّد اللبنانيين، وتؤمن صحة التمثيل وعدالته، وتفتح الافق أمام مشاركة الطاقات الشابة في الحياة السياسية.
إنجاز قانون الانتخاب أمر وطني بامتياز
إن الإسراع في إنجاز القانون الجديد للانتخابات النيابية وقبل الـ 20 من حزيران أمر وطني بامتياز، ولا يجوز استمرار استهلاك الوقت بالمناقشات العقيمة. فالبديل عن التفاهم على القانون العتيد هو الفراغ، وإذا ما حصل ـ لا سمح الله ـ فإن الفراغ لن يقتصر على المجلس النيابي بل سيطال كل المؤسسات، وسيؤدي الى شلل عام، والى كوارث على المستوى المالي والاقتصادي كما على المستوى الامني، فإيانا ثم إيانا ايصال البلد الى هذا الفراغ، وإيانا ثم إيانا أن نذهب الى التمديد، او الى اعتماد قانون الستين.
في الختام، أرى وحيث تقع عيناي في هذا المكان، أطياف شهدائنا أحمد نعوس، ميخائيل سليمان، فادي الشيخ، محمد غانم، محمود الترك، نصر حموضة، احمد خالد، محمد درويش، خالد الاحمد، خالد إبراهيم، ظافر ابو جاج.
أحد عشر كوكباً أطفأ الظلاميون البرابرة حياتهم ـ قدروا على أجسادهم، أما نفوسهم فقد فرضت حقيقتها على هذا الوجود، ستبقى مجزرة حلبا على مر التاريخ لعنة على مَن ارتكبها، وحرّض عليها وتواطأ مع مجرميها. وأقول لشهدائنا ولعائلاتهم سيبقى حزبكم يلاحق هؤلاء المجرمين وسيقتص لدمائكم الزكية طال الزمان أم قصُر.
وفي الختام وضع قانصو إكليلاً من الزهور على النصب التذكاري لشهداء مجزرة حلبا .