كيم جونغ يوافق على نشر منظومة بوكغوكسونغ ـ 2 وبكل فخر الصاروخ دقيق جداً..
أكدت بيونغ يانغ أمس، أنها أجرت تجربة «ناجحة» بإطلاق صاروخ متوسط المدى، رغم العقوبات المفروضة من الأمم المتحدة عليها، وذلك في خطوة جديدة على طريق صنع صاروخ عابر للقارات وقادر على إصابة أهداف أميركية.
وأشرف الزعيم كيم جونغ أون بنفسه الأحد على تجربة إطلاق صاروخ «بوكغوكسونغ- 2»، وأكد أنه «بات جاهزاً للاستخدام».
وأثار إطلاق الصاروخ من جديد إدانات دولية، وانتقدت واشنطن وسيول وطوكيو عملية الإطلاق الجديدة، مطالبة بعقد اجتماع طارئ لمجلس الامن الدولي اليوم.
وتختصر هذه التكنولوجيا إلى حدّ كبير الفترة التي يمكن التدخل خلالها لمنع إطلاق الصاروخ. ويتعين على واشنطن الإسراع كثيراً في اتخاذ قرار حول هذا الأمر. وحتى الآن، يستخدم الوقود السائل للصواريخ التي تطلقها بيونغ يانغ، ما يعني فترة تزويد أطول.
وتُحرز كوريا الشمالية التي أجرت عشر عمليات إطلاق صواريخ منذ بداية السنة، تقدماًً كبيراً على صعيد جهودها لصنع صاروخ بالستي عابر للقارات وقادر على حمل شحنة نووية إلى القارة الأميركية.
وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ ذلك «لن يحصل».
وأوضحت الوكالة الكورية الشمالية أنّ الصاروخ «بوكغوكسونغ- 2» يعمل بالوقود الصلب الذي يتيح اشتعالاً فورياً.
ونقلت الوكالة عن الزعيم الكوري الشمالي قوله «بكل فخر» إنّ الصاروخ «دقيق جداً». وذكرت أنه «وافق على نشر منظومة الأسلحة هذه».
وفي صور نشرتها صحيفة «رودونغ سينمون» الناطقة باسم الحزب الحاكم، يظهر كيم جونغ أون محاطاً بمساعديه وهو يبتسم ويصفّق لعرض انطلاق الصاروخ.
كما نشرت الصحيفة صوراً للأرض أكدت أنّ «الصاروخ التقطها من الجو». وهي أول صور من هذا النوع تنشرها كوريا الشمالية.
واعتبر كيم جونغ أون أنّ «الأرض جميلة». وأمر بإنتاج كميات من هذه الصواريخ «بسرعة لتسليح القوة الاستراتيجية للجيش الشعبي الكوري».
وقالت رئاسة أركان الجيش الكوري الجنوبي «إنّ الصاروخ اجتاز 500 كلم قبل أن يسقط في بحر اليابان».
وأوضحت وكالة الأنباء الكورية الشمالية «أنّ الشمال استخدم التقنية المعروفة باسم الإطلاق البارد، أيّ إطلاق الصاروخ بغاز مضغوط قبل أن يشتعل محركه في الجو. وهذه التقنية آمنة وتسهّل إخفاء موقع الإطلاق».
وأجريت عملية الإطلاق بعد أسبوع على إطلاق بيونغ يانغ صاروخاً بالستياً متوسط المدى من نوع «هواسونغ-12»، قطع 700 كيلومتر. وكانت كوريا الشمالية أكدت أنّ هذا الصاروخ قادر على حمل رأس نووية.
ويقول المحللون إنّ مدى هذا الصاروخ غير مسبوق، ويبلغ 4500 كلم، مما يعرّض نظرياً للخطر القواعد الأميركية في جزيرة غوام في المحيط الهادئ.
ويمكن أن تستخدم كوريا الشمالية الصاروخ هواسونغ قاعدة لتطوير الصاروخ العابر للقارات.
ومن المحتمل أن تكون تجربة الصاروخ «بوكغوكسونغ- 2 الأخيرة، كما قال كيم دونغ يوب، المتخصص بالصواريخ في معهد دراسات الشرق الاقصى في جامعة كيونغنام.
وأضاف أنّ «كل ذلك سيقود في نهاية المطاف إلى صنع الصاروخ العابر للقارات الذي يعمل بالوقود الصلب». وحتى لو تم الإدلاء بتصريحات حادة بين بيونغ يانغ وواشنطن، فإنّ الولايات المتحدة تميل على ما يبدو حتى الآن إلى العقوبات والضغوط الدولية، وتعوّل على الصين، الحليف الأساسي لبيونغ يانغ للمساعدة في لجم الاندفاعات النووية لجارتها.
ودعت بكين مرة جديدة أمس جميع الأطراف إلى «الحوار» لتجنب «الاستفزازات».
أما الرئيس الكوري الجنوبي الجديد مون جاي إن فاتخذ موقفاً أكثر تصالحاً مع كوريا الشمالية من الحكومة السابقة المحافظة، لكنه أدلى بردّ فعل غاضب على التجربتين الأخيرتين.
ووصفت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية الإطلاق بأنه عمل «غير مسؤول» «يقلص آمال الحكومة الجديدة والمجموعة الدولية» بنزع السلاح النووي الكوري الشمالي.