صقر أبو فخر… والجرأة المتّقدة
سليمان بختي
منذ عهد وهو يشتغل وينتبه للتفاصيل ويندفع للحقّ. ويحرص على ما ينجز محافظاً على قناعاته. ولذلك له المتن والهامش وكلا الموضعين يلحقان بالموهبة والشغف، ولذلك ينفرد بما يكتب وما يقول.
إشكاليّ هو ولديه شغف بالرموز الإشكالية في ثقافتنا، وأصدر مجموعة حوارات مطوّلة في كُتب، ومنها حوارات مع أدونيس وكمال الصليبي وصادق جلاد العظم وأنيس النقاش وغيرهم. وكتب «ملاحظات نقدية حول الثقافة» و«الدين والدهماء والدم»، و«استعصاء الحداثة عند العرب» و«أعيان الشام وإعاقة العلمانية في سورية».
عمل في الصحافة اللبنانية والفلسطينية وهو خبير في الشؤون الفلسطينية وصاحب تجربة نضالية، وهو مختار الفلسطينين في لبنان. ويمكن القول إنه لم تُصدَر مجلة فلسطينية أو لم يؤسَّس مركز دراسات أو أبحاث أو تخطيط إلا وشارك فيه صقر أبو فخر، وخصوصاً «الموسوعة الفلسطينية» التي كادت أن تكلّف أنيس صايغ رحمه الله وصقر أبو فخر حياتهما.
ما التقيته مرّة إلا في والبال مشروع وفي الحقيبة بحث أو كتاب، أو أنّه منهمك في التحضير لمؤتمر أو اجتماع.
يمتلك صقر أبو فخر ناصية الدقة في التحليل وصلابة التماسك فيه، مع جرأة متّقدة مستندة إلى تجربة شخصية وقراءات متنوّعة في التاريخ والتراث والفلسفة والنقد والأدب. أتيت ومعك كلامك عن «جدلية الهوية والمحو ـ من مرج دابق إلى وعد بلفور». ولعلّ أخطر ما يواجهنا الآن هو فقدان الهوية.
ذات مرّة كتب أنطون سعاده: «إن أهمّ عامل في فقان السيادة هو فقدان الوجدان القومي»، فهل فقدنا سيادتنا على بلادنا ومقدراتها ومصيرها عندما فقدنا وجداننا القومي؟ لعل الأسئلة الملحّة اليوم: كيف نعيد السيادة؟ كيف نبني الوجدان القومي؟ وكيف نعيد بناء الهوية؟ أسئلة نحاول جميعاً مقاربتها وتظهيرها. ولعلّها تفسح لنا الأفق صوب بذور جديدة ورؤية جديدة لوقائع مضطربة من تاريخنا.
ناشر وكاتب
القيت في تقديم الباحث صقر أبو فخر بمحاضرة بعنوان « جدلية الهوية والمحو من مرج دابق الى وعد بلفور». في دار الندوة « وبدعوة من مؤسسة سعاده للثقافة».