قانصو: كلفة حماية الانتصار توازي كلفة تحقيقه واللبنانيون مطالبون بتحمّل مسؤولية تحصين التحرير وحماية النصر
اعتبر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير علي قانصو أنّ عيد المقاومة والتحرير 25 أيار 2000 ، شكّل محطة أساسية في تاريخ الصراع ضدّ العدو، بانتصار مشروع المقاومة نهجاً وخياراً، وسقوط مشروع الاحتلال وأهدافه ورهانات الذين وجدوا في الاحتلال ضالّتهم فتعاونوا معه حدّ الخيانة.
كلام قانصو جاء خلال ترؤّسه الجلسة الأسبوعية لمجلس العمد في الحزب، والتي جرى فيها بحث الأوضاع والمستجدّات.
استهلّ قانصو الجلسة مهنّئاً أبناء شعبنا بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، وموجّهاً التحية إلى صنّاع التحرير، لا سيما الشهداء والجرحى والأسرى وسائر المقاومين الأبطال، الذين بكفاحهم وجهادهم ودمائهم، دحروا الاحتلال الصهيوني، وصاغوا معادلة ردع بوجه استباحة العدو للسيادة الوطنية.
وأكد أنّ المقاومة التي قدّمت الشهداء والتضحيات، تبقى هي المشروع الأنقى والأجدى، وأرباح هذا المشروع فيض كرامة ووقفات عز، ومنسوب لا ينضب من الحرية والسيادة. ودعوتنا لشعبنا في عيد المقاومة والتحرير، أن استثمروا في مشروع المقاومة، معادلة قوة ضدّ كلّ احتلال واستعمار، وبمواجهة كلّ عدوان وإرهاب، وعامل تحصين لوحدتنا وأداة ترفع كلّ حيف عن أمتنا.
ما نراه واجباً، نراه صائباً، والمطلوب أن تلتفّ كلّ القوى في لبنان حول معادلة الجيش والشعب والمقاومة. فهذه المعادلة تحمي لبنان من الخطر «الإسرائيلي» وتحميه من الإرهاب والتطرف، وتحمي أمنه واستقراره ووحدته، وليس في مصلحة أحد، كائناً من كان، التفريط بعناصر قوة لبنان، وواهم كلّ من يعتقد أنّ هناك قوة في العالم قادرة على كسر إرادة المقاومين.
أضاف قانصو: في 25 أيار قبل سبعة عشر عاماً، كان لنا موعد مع التحرير ومع النصر، موعد بعد مسيرة حافلة بالمحطات والإنجازات، من إسقاط أهداف الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982 بصواريخ الكاتيوشا على المستوطنات الصهيونية، إلى عملية «الويمبي» التي شكلت فاتحة تحرير بيروت، إلى العمليات الاستشهادية، إلى وأد مشروع التقسيم وعناصره.
وتابع قانصو: إنّ كلفة حماية الانتصار توازي كلفة تحقيقه، واللبنانيون مطالبون جميعاً بتحمّل مسؤولية تحصين التحرير وحماية الانتصار، من خلال تماسكهم ووحدتهم، والتفافهم حول المعادلة الثلاثية «جيش وشعب ومقاومة»، ولاستكمال عملية تحرير الأجزاء التي لا تزال محتلة من العدو الصهيوني.
ولفت قانصو إلى أنّ المقاومة مستهدفة بكلّ قواها وأحزابها، وهناك سعي أميركي ـ صهيوني تؤيده أنظمة إقليمية وعربية متواطئة ومتخاذلة يرمي إلى القضاء على المقاومة، في لبنان وفلسطين وكلّ المنطقة، وأنّ الحرب الإرهابية المستمرة على سورية منذ سبع سنوات، هي واحدة من الحروب التي تستهدف إضعاف وتفتيت حواضن المقاومة، لكننا بما نملك من مضاء العزيمة وقوة الحق والإرادة، مستمرّون بالمقاومة ضدّ الاحتلال والإرهاب دفاعاً عن حقنا وقضيتنا.
واعتبر قانصو أنّ القمة الأميركية ـ العربية ـ الإسلامية، التي رعاها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولخّص نتائجها «إعلان الرياض»، هي قمة تمديد الحرب ضدّ المقاومة، والتي بدأت تشاركية بين «إسرائيل» ـ وأميركا ـ وما سُمّي عرب الاعتدال منذ العام 2006، ولا تزال مستمرة.
إنّ إعلاناً يقضي بتفعيل الحرب ضدّ المقاومة وحواضنها وداعميها، إنما يستهدف الدفع مجدّداً بمشروع «الشرق الأوسط الجديد» الذي يسعى العدو إلى تحقيقه، وقد كان هدفاً أساسياً من أهداف حرب تموز 2006 لتصفية المقاومة في لبنان، على طريق تصفية المقاومة الفلسطينية.
وأردف قانصو: إنّ هذا الاحتشاد في قمة الرياض، بما انطوى عليه من رسائل ترهيب ضدّ محور المقاومة، ورغبة بالتطبيع مع العدو الصهيوني، يمثل تحدّياً لاستقرار المنطقة كلها، لأنه يعطي «إسرائيل» دفعاً لمواصلة عدوانها ضدّ لبنان ولاستكمال مخططها الاستيطاني التهويدي الذي يشطب حق العودة والتحرير ويؤدّي إلى تصفية المسألة الفلسطينية بالكامل. وهذا يستدعي حشد كلّ الطاقات وتفعيل المقاومة على الصعد كافة لمواجهة هذه التحديات الخطيرة.
وقال رئيس الحزب: من موقعنا في المقاومة، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، نؤكد على ضرورة حماية إنجاز التحرير، والتصدي لمحاولات إفراغه من مضمونه ومعانيه، ولحملات التحريض ضدّ المقاومة وسلاحها وقواها. ونرى أنّ حماية الإنجازات الوطنية التي حققها لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته، تتطلب تحصيناً استثنائياً، خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة، فإذا لم يتمّ التوافق على قانون للانتخابات فإنّ لبنان ذاهب إلى الفراغ والهاوية!
وشدّد قانصو على أنّ أمر إنجاز قانون جديد للانتخابات النيابية في لبنان، نعتبره أولوية وطنية لتحصين التحرير وحماية الاستقرار والسلم الأهلي، ولا نرى صيغة تحقق صحة التمثيل وعدالته، إلا صيغة الدائرة الواحدة والنسبية الكاملة ومن خارج القيد الطائفي، وما عدا ذلك تضييع للوقت والمهل والفرص.
وختم قانصو، مجدّداً التحية لشهداء المقاومة وجرحاها وأسراها وأبطالها كافة، ومؤكداً أنّ المقاومة خيار الشعوب التي تدافع عن أرضها وحقوقها، ونحن نقاوم من أجل التحرير والعودة والكرامة والسيادة، ومقاومة الإرهاب في الشام والعراق، كما مقاومة الاحتلال الصهيوني.