نحن، أنا
بلال شرارة
من المهمّ جداً أن يصبح لدينا نحن العرب مخزون هائل من السلاح مع الانتباه إلى رفض الشرط «الإسرائيلي» الدائم، وهو عدم تزويد السلاح بذخائر هجومية يمكن أن تهدّد «إسرائيل» حدث ذلك عندما اشترت المملكة العربية السعودية ذات يوم طائرات حربية واستقدمت طائرات أواكس لمراقبة الأجواء .
ومن المهمّ جداً إنشاء قوة احتياط عسكرية عربية قوامها 34000 جندي .
ولكن الأهمّ هو أين الجواب على أسئلة: سيتحوّل السلاح والعتاد والقوات بأيّ اتجاه؟ ومَا هو الإرهاب الذي يهدّد الأمن القومي للعرب والمسلمين؟ ومَن هم الطّفّار الذين يستهدفهم هذا التحشيد للقوى؟
مصر ترى أنه لا بدّ من تحديد الإرهاب وصولاً إلى الإرهاب الرسمي منه، حتى ولو كانت قطر أو أي دولة وتسمية الإخوان المسلمين . والانتباه الى الخطر الذي تمثله الجبهة الليبية على نفسها وجوارها. وتريد مصر أن توجه عناية الجميع الى خطر الإرهاب الذي يسكن في سيناء على كنز من السلاح السابق مخلفات الجيش المصري في حرب عام 1967 وما استقدمه الإرهاب من السلاح الليبي الحديث وما حصل عليه من السلاح الحديث العابر لحدود الأقطار العربية والإسلامية وحدود القارات.
– 2 –
طبعاً هذا الصوت، ولو أنّ مصر هي التي طرحت في قمة شرم الشيخ تشكيل قوة عربية مسموعة هذا الصوت لم يكن مسموعاً، لذلك فإنّ الناتو العربي سيكون جيشاً من المرتزقة داعش رسمي وليس جيشاً رسمياً وستكون مهمة هذا الجيش ليس تحرير فلسطين. فالحديث عن فلسطين له شأن آخر، إذ إنّ حلّ هذه القضية يتوقف على الذوق والمصالح «الإسرائيلية» ونجاح قمة شرم الشيخ المقبلة في إرساء مشروع مقبول فلسطينياً عربياً و»إسرائيلياً» برعاية أميركية .
طيّب، نحن في النظام العربي في طليعتنا الرئيس محمود عباس لا نمون على الشارع الفلسطيني لا الآن، ولا غداً، ولا على الأسرى، ولا على الأولاد الذين يراشقون بالحجارة ويطعنون جنود الاحتلال ويدهسون التجمّعات «الإسرائيلية»، ولا نستطيع وضع نهاية للحلم الفلسطيني واختصاره على دولة بحدود 1967 أو بحدود الأراضي المقرّرة لإقامة السلطة الفلسطينية ناقص حلم يعقوب الاستيطاني.
وفي «إسرائيل» لا يستطيع لا «الليكود» ولا «حزب العمل» ولا أيّ حزب ثالث أن يتجاوز على المشروع الأيديولوجي أو السياسي لـ إسرائيل» وأن يتنازل. ونحن إذ نرى كيف تنازل بيغن عن سيناء نرى أنه لم يستقرّ لنا قرار فيها وقد تركتها «إسرائيل» مرتعاً للمافيا وتجار الأسلحة والمخدّرات وقد أصبح لهم اسم الآن أكناف بيت المقدس الموالي لداعش .
– 3 –
أنا، نحن لا نقتنع بأنّ لـ الناتو العربي قضية جديدة، وليس من السهل له نقل البندقية العربية الإسلامية من كتف الى كتف، من محور فلسطين إلى محور يمثل تناقضاً رئيساً جديداً.
كنت أنا، نحن نعتقد أنّ صرف كلّ ذلك المبلغ على السلاح والتسلح كافٍ لإنعاش الاقتصاد، وكافِ لو وزّع فردياً على منح كلّ مواطن عربي ألف دولار أميركي 380 مليار دولار على 389.373.000 مواطن عربي، حسب آخر إحصاء للعام 2015 لتعداد السكان في العالم العربي .
كنت أنا، نحن نعتقد أنّ الجيش اللبناني سينال حصته من السلاح الموعود لمواجهة الإرهاب على حدودنا الشرقية والشمالية وحدود مجتمعنا، وأننا في لبنان سننال حصتنا من الأموال لاستيعاب المهجرين من الأشقاء السوريين.
كنت أعتقد انّ مثل هذه الأموال لو دفعت لشركات أميركية كافية لإنارة العالم العربي وإنشاء شبكة تواصل برية وسكك حديدية ومشروعات إنتاج تستوعب الأيادي العاملة وأيضاً آلاف الأميركيين العاطلين عن العمل.
المشكلة لا تحلّ بتمويل أميركا عبر احتكارات السلاح، بل تعتقد أنّ الحلّ هو في الشركات العاملة في مجال التنمية.
– 4 –
أنا، نحن نقول تعالوا أعيدوا إعمار بلادنا وهي صارت خرباً كثيرة، وأشكال مدن مهدومة ومقتولة، وساعتئذ تعود لترميم العلاقات بين الاخوة الأعداء وبناء الثقة مع الجوار الإقليمي، ولا نعتقد من جهة أخرى أنّ الولايات المتحدة تمانع في قبض الأموال خارج سوق السلاح التقليدي الذي قتل عندنا من المحيط الى الخليج أكثر من قنبلة نووية والحبل على الجرار…