قائد الجيش للعسكريّين: للبقاء على أتمّ الاستعداد لمواجهة المخطّطات «الإسرائيلية» ومواصلة الحرب على الإرهاب
يحتفل لبنان الرسمي والشعبي اليوم بعيد المقاومة والتحرير، وأبرز الاحتفالات سيكون في الهرمل حيث سيطلّ فيه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بكلمة تتناول التطوّرات في لبنان والمنطقة ويحدّد مواقف الحزب منها.
وقد أُنجزت في الهرمل جميع الترتيبات والتحضيرات للاحتفال، وقد ارتفعت لافتات الترحيب وأعلام المقاومة في كلّ مداخل وساحات الهرمل وصولاً إلى ملعب التضامن، حيث يُقام الاحتفال ووُضعت الكراسي للضيوف وشاشة عملاقة ومواقف تتّسع لعدد كبير من السيارات، فيما اتُّخذت كافة الإجراءت الكفيلة بإنجاح الاحتفال.
أمر اليوم
وللمناسبة وجّه قائد الجيش العماد جوزاف عون أمر اليوم إلى العسكريّين، وجاء فيه:
«يحلّ عيد المقاومة والتحرير هذا العام، وعيون اللبنانيّين مشدودة إليكم حيث أنتم على حدود الوطن، تدافعون عن أرضكم وأهلكم في وجه العدوّ «الإسرائيلي» والإرهاب، وتحفظون أمانة شعبكم الذي انتصر على هذا العدوّ بعد أن لقّنه دروساً لا تُنسى في البطولة والتضحية والاستشهاد. وفي هذه المناسبة الوطنيّة، نحيّي بإكبار وإجلال، أرواح شهدائنا الذين بصموا بدمائهم الزكيّة صفحات مشرقة من تاريخ الوطن، وجعلوا من أنفسهم وقوداً لمشعل الحرية والكرامة الوطنية».
أضاف: «لقد كنتم على قدر التحدّيات التي مرّ بها الوطن، فلا العدوّ «الإسرائيلي» بتهديداته اليوميّة استطاع إضعاف عزيمتكم، ولا اعتداءات المجموعات الإرهابية وخلاياها في الداخل استطاعت النَّيل من تصميمكم على مواجهتها وشلّ قدراتها من خلال عمليات نوعيّة استباقيّة استهدفت رؤوسها المدبّرة، وأنا على ثقة تامّة بأنّكم ستواجهون بالإرادة نفسها أيّ تحدٍّ آخر، مستلهمين من واجب الدفاع عن الوطن، والحفاظ على السِّلم الأهلي، وصون الوحدة الوطنيّة، ومواكبة الاستحقاقات الدستورية المقبلة، العنوان الأسمى لمهمّاتكم المرتقبة».
وتابع: «لذا أدعوكم إلى البقاء على أتمّ الاستعداد لمواجهة ما يبيّته العدوّ «الإسرائيلي» من مخطّطات تستهدف أرضنا وشعبنا وثرواتنا الطبيعيّة، مع الحرص الدائم على التزام القرار 1701 ومندرجاته، بالتعاون الوثيق مع القوّات الدوليّة. كما أدعوكم مع توسّع انتشاركم على الحدود الشرقيّة إلى مزيد من اليقظة والجهوزيّة لمواصلة الحرب على الإرهاب، والعمل على استئصال هذا الخطر نهائياً من جسم الوطن، ونحن على ذلك لمصمّمون وقادرون».
وقال: «كان من المؤسف أن نحتفل بهذا العيد، فيما لا يزال جرح رفاقكم العسكريّين المخطوفين ينزف في جسم المؤسسة والوطن، لكنّ وعدي لهم ولذويهم وللّبنانيين جميعاً، أن يعمل الجيش وبكلّ السُّبل المتاحة، للوقوف على مصيرهم وإعادتهم إلى أحضان عائلاتهم ومؤسّستهم».
وختم: «في الذكرى السابعة عشرة للمقاومة والتحرير، يتطلّع اللبنانيّون إليكم حُماةً لهذا الإنجاز التاريخي المعمّد بدماء الشهداء والجرحى. شعبكم معكم والحقّ إلى جانبكم، فكونوا كما عهدتكم، سياجاً لحدود الوطن، وضماناً لأمنه واستقراره، وحرّاساً لإرثه العريق».
وأُقيم قبل ظهر أمس بمناسبة الذكرى السابعة عشرة للمقاومة والتحرير، احتفال عسكريّ رمزيّ في باحة وزارة الدفاع الوطني في اليرزة، حضره رئيس الأركان اللواء الركن حاتم ملاك ممثّلاً قائد الجيش، وقادة الأجهزة والوحدات التابعة للقيادة وضبّاطها، والموظّفون المدنيّون، حيث جرت مراسم رفع العلم وتلاوة «أمر اليوم» وعرض عسكري شارك فيه عدد من الوحدات المتمركزة في مبنى القيادة.
وفي الإطار نفسه، أُقيمت احتفالات في قيادات المناطق والمعاهد والكلّيات والمدارس، والقوّات الجويّة والبحريّة، وسائر الوحدات الكبرى، تخلّلتها تلاوة «أمر اليوم» وعروض عسكريّة رمزيّة.
إبراهيم
بدوره، توجّه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بالمعايدة للعسكريّين، وخاطبهم قائلاً:
«يطلّ علينا عيد المقاومة والتحرير هذا العام في وقت بدأ فيه لبنان مسيرة الاستقرار السياسي بُعيْد انتخاب رئيس للجمهوريّة وتشكيل حكومة جديدة، إلّا أن هذه المسيرة، التي ينتظر الجميع أن تُتوّج بقانون انتخابيّ جديد يحفظ حقوق اللبنانيّين جميعاً، هذه المسيرة لن تحيدنا يوماً عن عملنا الدؤوب في مواجهة خطر العدوّين «الإسرائيلي» والتكفيري على حدّ سواء».
أضاف: «أحيّي ما حقّقتموه وما زلتم تحقّقونه من أمن وأمان على أرض الوطن في وجه العدو «الإسرائيلي» الذي يخرق سيادتنا كلّ يوم، وفي وجه العدو التكفيري الذي يفتك بمحيطنا المشتعل».
وتابع: «إنّ لبنان اليوم ينعم باستقرار أمنيّ داخليّ بفضل جهودكم طيلة السنوات الماضية التي حافظت على إنجاز التحرير والانتصار على العدو «الإسرائيلي» المتربّص بثرواتنا عبر الكشف عن شبكات عملاء له على مختلف الأراضي اللبنانيّة.
لم تتخلّوا يوماً عن تلبية النداء وبذل التضحيات في وجه كلّ من العدوَّين «الإسرائيلي» والتكفيري، اللذين هما وجهان لعملة واحدة. تضحياتكم التي حقّقتم من خلالها إنجازات كبيرة شكّلت صمّام أمان، ليس فقط لأخوتكم المقيمين على أرض الوطن، بل أيضاً لدى أبنائنا المهاجرين في مختلف الأقطار».
وختم: «أدعوكم في هذه المناسبة إلى اليقظة الدائمة والمثابرة في بذل جهودكم التي نفتخر بها. ونحن نعاهد اللبنانيين أن نبقى الدرع المنيع في وجه الأخطار المحدقة بوطننا، والحفاظ على إنجاز التحرير وصدّ أيّ اعتداء محتمل على السيادة الوطنيّة انطلاقاً من حقّنا المشروع في المقاومة طالما بقيَ أعداؤنا متربّصين بوطننا».
تحيّات وتهاني
وهنأ عضو «كتلة التنمية والتحرير» النائب ياسين جابر اللبنانيّين والجنوبيّين لمناسبة عيد المقاومة والتحرير، وقال في تصريح: «في مثل هذا اليوم من العام 2000 بزغ فجر التحرير على لبنان، وأشرقت شمس الحرية على الجنوب وسطعت بأنوارها المشرقة على كافّة الربوع اللبنانيّة ليعود جزء كبير من جنوبنا اللبناني إلى حضن الوطن بعد احتلال دام ما يُقارب ربع قرن، تحرّر الجنوب بفضل السواعد البطوليّة للجيش والشعب والمقاومة الذين التحموا في خندق المواجهة وقدّموا الشهداء والتضحيات الجِّسام على مذبح التحرير».
واعتبر أنّ «المطلوب أن نحافظ على التحرير وأن نصونه، وأن يبقى هذا اليوم تاريخاً مجيداً من لبنان. وفي هذه المناسبة، ألف تحية لجيشنا الباسل ولمقاومتنا الأبيّة اللذين يقاتلان اليوم إرهاباً واحداً وعدوَّين هما العدو «الإسرائيلي» والتكفيري لحماية الحدود الجنوبيّة والشرقيّة والشماليّة اللبنانية، ولحفظ إنجاز التحرير وصون المقاومة التي تبقى حاجة وطنيّة لبنانيّة في ظلّ التهديدات والأطماع «الإسرائيليّة» ضدّ لبنان».
كذلك، حيّا رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، في تصريح، «يوم المقاومة والتحرير»، معتبراً أنّ «لهذه الذكرى عبرة سنويّة عن انتصار المقاومة على الأسطورة المعروفة بالجيش الذي لا يُقهر».
وقال: «في عيد المقاومة والتحرير، الذي كُرّس عيداً وطنيّاً في 25 أيار من كلّ عام، تعاودنا ذكرى التضحيات الكبيرة التي قدّمتها المقاومة لاقتلاع الاحتلال «الإسرائيلي» من أرضنا بعدما جثم على تراب الجنوب الغالي أكثر من ثلث قرن، لم تفلح خلاله القرارات الدوليّة في إخراجه طوعاً والتزاماً بالمواثيق. ولأنّ المقاومة حرّرت الأرض حتى أطراف شبعا وكفرشوبا، وتصدّت لحرب «إسرائيليّة» ضروس عام 2006، ولقّنت العدو درساً لا يُنسى في القدرة على قهر الطغيان والجبروت مهما جلجل السلاح المتطوّر، فإنّ لهذه الذكرى عبرة سنويّة ما زالت تتردّد أصداؤها في الأرجاء العربيّة عن انتصار المقاومة على «إسرائيل» في تاريخ حافل بالحروب العربيّة الخاسرة».
أضاف: «لقد جاءت المقاومة لتؤكّد أنّ ما من حقّ يُستمات من أجله إلّا استجاب له القدر مهما غلت تضحيات النفس والروح في سبيله، وهي ما تزال تذكر الجيش «الإسرائيلي» بنكسة جنوده وسلاحه في مواجهتها، والعجز عن تحقيق أيّ مكسب سياسيّ أو هدف من لبنان، وبأنّها ستظلّ بمآثرها الوطنيّة مهمازاً له في أيّ مغامرة جديدة يمكن أن يتجرّأ ويقدم عليها برغم قناعتنا بأنّه باتَ يخشى على البقيّة الباقية من أسطورة معروفة بأنّه جيش لا يُقهر. فهنيئاً للبنان بذكرى نصره على الاحتلال «الإسرائيلي»، وتحيّة إلى قائد هذه المقاومة السيد حسن نصر الله الذي كان الملهم والملهب الأول لإنجازاتها».
واعتبر الأمين العام لـ«حركة النضال اللبناني العربي» النائب السابق فيصل الداود، في بيان، «أنّ يوم 25 أيار 2000، هو العيد الحقيقي للاستقلال في لبنان، بفضل مقاومته للاحتلال «الإسرائيلي» لأرضه على مدى ربع قرن، خرج منها ذليلاً منهزماً مع عملائه من ميليشيا أنطوان لحد وقبله سعد حدّاد، ومن يماثلهم بالعمالة، وباتوا في مزبلة التاريخ».
أضاف: «لقد صنعت المقاومة الوطنيّة والإسلامية مجد لبنان، ورفعت علمه عالياً، وباتت هي الرمز والعنوان للتحرّر والتحرير في العالم، وأصبحت بشهدائها على مستوى قادتها وأفرادها، قصصاً تُروى في العالم عن أبطال نفّذوا عمليات، وخاضوا معارك، وصمدوا بوجه أعتى جيش في العالم، فاندحر من لبنان عبر توجيه الضربات المؤلمة له، فخرج من العاصمة بيروت وضواحيها في أيلول 1982، ليتولّى هروبه من مناطق أخرى، إلى أن كان الفرار الكبير في ليل وصبح 25 أيار، الذي تحوّل إلى فخر للبنان وذلّ للعدو الإسرائيلي».
وأعلن أنّ «سلاح المقاومة لن يُنزع، ولن ينكّس، ولن تتمكّن لا «إسرائيل» ولا أميركا من إسقاط المقاومة أو أفول عصرها، لأنّها الوحيدة التي صنعت مجد الأمّة».
كذلك، هنّأ رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، بِاسمه وبِاسم المجلس البلدي في مدينة صيدا، اللبنانيّين عموماً والصيداويّين والجنوبيّين خصوصاً، بعيد المقاومة والتحرير.
وأكّد في بيان: «أنّ 25 أيار 2000 سيظلّ يوماً عظيماً راسخاً في أذهاننا جميعاً».
ونظّم مجلس بعلبك الثقافي لقاءً مع رئيس بلديّة بعلبك العميد حسين اللقيس في قاعة الضيافة في مسجد المصطفى في بعلبك، لمناسبة عيد المقاومة والتحرير، حضره حشد من الفاعليّات الثقافيّة والاجتماعيّة والفكريّة والأدبيّة والتربويّة.
ورأى اللقيس، أنّ «دور النخب والمثقفين العرب في هذه المرحلة تتجلّى بما يلي: رفع المستوى الثقافي عند الشباب العربي بالنشاطات والمبادرات، توعية الشباب حول قيمة التراث العربي والتمسّك بالهويّة العربيّة، مقاومة كلّ أشكال التعصّب والتطرّف الديني، توعية الشباب حول المخاطرالتي تهدّد أمّتنا ومستقبلنا من الكيان الصهيوني وسياسة الغرب العدائيّة، العمل على تمتين أواصر الوحدة العربيّة والإسلامية، العمل على إبراز قضية فلسطين وإبقائها حيّة، مقاومة السياسات الغربيّة العدائيّة وعدم استعداء الشعوب في الدول الغربية، تشجيع ودعم مراكز الدراسات والأبحاث العلميّة، الاستفادة من الطاقات الفكريّة والعلميّة، مقاومة الإعلام المشبوه، مكافحة انتشار المخدّرات، مكافحة عمليّات تشويه صورة القيادات العربيّة البارزة ومقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني».