شمخاني: سورية لن تسمح بتواجد أميركا على أراضيها.. ومجموعة السبع تدعو للتعاون مع روسيا لحلّ الأزمة
قال علي شمخاني أمين سرّ المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إنّ «الحكومة السورية لن تسمح لأميركا بالتواجد على أراضيها».
وأضاف شمخاني في مقابلة مع صحيفة «كومرسانت» الروسية، أنّ «التحالف الحقيقي لمحاربة الإرهاب هو تحالف إيران وروسيا وسورية والعراق»، مشيراً إلى أنّ «إنتاج الإرهاب لا يتوقّف في السعودية».
وأوضح شمخاني، أنّ «إيران تحارب الإرهاب منذ 40 عاماً، وقدّمت الآلاف على هذا الطريق، في حين أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب زار في أول سفر خارجي له دولة هي مصنع إنتاج الإرهاب»، وفق ما قال.
كذلك رأى أنّ «المجتمع الدولي لا يأخذ اتهامات ترامب لإيران بدعمها الإرهاب وزعزعة استقرار الشرق الأوسط على محمل الجدّ».
وأكّد شمخاني، أنّ «بلاده جديّة في محاربة الإرهاب وإقرار السلام والاستقرار»، مضيفاً أنّه «إذا ما طلب منها تقديم جهد مضاعف، فهي مستعدّة لدراسة إرسال عسكريّين لضمان الأمن في مناطق خفض التوتّر في سورية».
أمين سرّ المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني رأى أيضاً، أنّ «الفكر الوهّابي وأموال النفط والحكم المتوارث أوجد في السعوديّة شباباً متطرّفين غير قادرين على زعزعة الأوضاع في الرياض، لكنّهم لا يمانعون من توجيه هذا الأمر إلى سورية واليمن والعراق»، مؤكّداً أنّ «الإرهابيّين في سورية والعراق هم أداة لتنفيذ السياسات الأميركيّة في المنطقة»، وفق ما قال.
وفي السِّياق، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنّ الدول السبع الصناعيّة يجب أن تنخرط بدرجة أكبر في الأزمة السوريّة.
وكانت مجموعة الدول السبع الصناعيّة الولايات المتحدة الأميركية، بريطانيا، إيطاليا، ألمانيا، فرنسا، كندا واليابان ، أعربت عن استعدادها للعمل مع روسيا للتوصّل إلى حلّ سياسي للأزمة في سورية.
وجاء في البيان الختامي لقمّة مجموعة الدول السبع التي انعقدت أمس بمدينة تاورمينا في جزيرة صقلية الإيطالية، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، «نعتقد أنّ هناك فرصة لإنهاء هذه الأزمة المأساوية، ولن نألو جهداً لذلك»، مشدّداً على التمسّك بـ«العمليّة السياسية تحت إشراف الأمم المتحدة».
وفي وقت سابق اليوم، أكّد وزير الخارجية الإيطالى أنجيلينو ألفانو في تصريح لوكالة «تاس»، أنّ «الدول السبع الكبرى أقرّت بضرورة الحوار مع موسكو، والتعاون المشترك معها في صياغة الحلول اللازمة لفضّ الأزمات الدولية ومواجهة التحديات المعاصرة وفي مقدّمتها الإرهاب».
يُذكر أنّ بلدان مجموعة الدول الثماني الكبرى أعلنت عام 2014 إبعاد روسيا عن هذا النادي غير الرسمي، وذلك على خلفيّة الأزمة الأوكرانية وتدهور علاقات موسكو مع الغرب، ونتيجة لذلك تحوّلت المجموعة إلى السبع الكبرى.
ووقّع قادة الدول السبع الصناعية، الجمعة، وثيقة لمكافحة الإرهاب والتطرّف المسلّح على مستوى أعلى.
ميدانيّاً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ سلاح الجو قتل أكثر من مئة وعشرين مسلّحاً من داعش كانوا في طريقِهم من الرقة إلى تدمر.
وذلك بعد فتح «قوات سورية الديموقراطية» طريقاً آمناً لمسلّحي التنظيم للخروج من الرقّة وفق اتفاق، وأكّدت الوزارة أنّها ستتصدّى بحزم لأيّ محاولات من قِبل المسلّحين للتحرّك نحو تدمر.
وفي سياق متّصل، أعلن الجيش السوري استعادته بالتعاون مع القوّات الرديفة، الأمن والاستقرار إلى عدّة قرى وإحكامه السيطرة على مواقع جديدة بريف حلب الشرقي، بعد أن كبّد «داعش» خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد.
وأكّد مصدر عسكري، أنّ «وحدات من الجيش أعادت الأمن إلى قرى في ريف حلب الشرقي، كما فرضت سيطرتها على مطار الجراح»، مشيراً إلى أنّ القوّات كبّدت التنظيم خسائر بالأرواح قُدّرت بـ 3 آلاف مسلّح بين قتيل ومصاب.
وفي سياقٍ متّصل، سيطر الجيش السوري وحلفاؤه على منطقةَ العليانية جنوب خنيفيس في ريف حمص الشرقي.
في موازاة ذلك، يواصل الجيش وحلفاؤه عمليّتهم الواسعة من ريف حمص حتى القلمون الشرقي، حيث تمكّنوا من عزل مسلّحي جيش الإسلام وتحرير كامل ريف حمص الجنوبي. ويأتي ذلك بعد التقاء القوات المتقدّمة من جهة البصيرة في ريف حمص بالقوات المتقدّمة من جهة السبع بيار في ريف دمشق.
وكان الجيش السوري والحلفاء قد حقّقوا تقدّماً مهمّاً في محور عمليات تدمر في ريف حمص الشرقي والجنوبي، وتمكّنوا من تحرير كامل ريف حمص الجنوبي بعد التقاء القوات المتقدّمة من جهة البصيرة في ريف حمص، بالقوات المتقدّمة من جهة السبع بيار بريف دمشق.
وبعد هذا التقدّم، يكون الجيش السوري قد قطع آمال مسلّحي القلمون الشرقي بوصل بادية الشام وبادية حمص ومنطقة القلمون الشرقي بعضها ببعض، ويكون قد أبعد خطر «داعش» عن مطار السين.
وبهدف السيطرة على الصحراء الشرقيّة في سورية وتحريرها من مسلّحي «داعش»، بدأ الجيش السوري وحلفاؤه منذ أيام عمليات «الفجر».
أمّا في محافظة دير الزور، فقد اشتبكت وحدة من الجيش، خلال العمليات العسكرية المتواصلة لاجتثاث الإرهاب من المدينة، مع مجموعة من مسلّحي تنظيم «داعش» وأوقعت كامل أفرادها قتلى ودمّرت أسلحتهم غرب تلّة الصنوف في المدينة.
وأفاد مصدر عسكري بأنّ الجيش الحكومي دمّر نفقاً بطول 60 متراً في حيّ الموظفين، كان المسلّحون يستخدمونه، وعدداً من أوكار وآليّات «داعش»، وسيارة تحمل مدفعاً عيار 57 مم في منطقة الثردة.
إلى ذلك، نفّذت وحدات عسكريّة عمليّة نوعيّة ضدّ تحرّك لمجموعة من المسلّحين في ريف السويداء الشمالي الشرقي، وأفاد مصدر عسكري بأنّ «الضربات المحكمة على المجموعة المسلّحة، أسفرت عن إحكام السيطرة على الطريق الواصل بين بلدتي رجم الدولة وصبرة عليا بريف السويداء الشمالي الشرقي».
وأضاف المصدر، أنّ «الضربات أسفرت عن مقتل 6 إرهابيّين، وتدمير 3 دراجات ناريّة وكميّة من الأسلحة والذخيرة كانت بحوزة المسلّحين».