بغداد: لن نتحالف مع ترامب ضدّ طهران

قال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، إنّ بلده لن ينضمّ إلى السياسة التي تتبنّاها واشنطن ضدّ إيران، مؤكّداً أنّ «العراق يرفض السياسات المعادية لطهران».

وبيّن الجعفري في مقابلة مع صحيفة «abc» الإسبانيّة، خلال مشاركته في المؤتمر الدولي حول ضحايا العنف العرقي والدّيني في منطقة «الشرق الأوسط» الذي احتضنته العاصمة مدريد أمس، أنّ «العراق لن يكون في الجبهة المعادية لإيران، لأنّه يرفض سياسات المحاور في المنطقة».

تصريح وزير الخارجية العراقي جاء ردّاً على سؤال حول سعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتشكيل جبهة جديدة ضدّ إيران، وعمّا إذا كان العراق سيشارك فيها.

وأوضح الجعفري، أنّ إيران لم تهاجم حتى الآن أو تحتلّ شبراً من الأراضي العراقيّة، بينما الجارة الشمالية تركيا توغّلت بقوّاتها العسكريّة 110 كم داخل العراق، وعلى الرغم من ذلك واصلت بغداد علاقاتها مع أنقرة.

وأضاف الجعفري، أنّ العراق دولة متحضّرة ولا تتبع سياسة الأبيض والأسود اتجاه قضايا متعدّدة.

ميدانيّاً، أحرزت القوّات العراقيّة تقدّماً جديداً في آخر مناطق سيطرة «داعش» غرب الموصل، وذلك بعد إطلاقها عمليّة واسعة في أحياء الزنجيلي والصحة الأولى والشفاء.

ووفق مصادر عسكرية، فقد سيطرت تلك القوّات على مدينة الموصل الطبية، فضلاً عن مواقع استراتيجية بالمنطقة.

وكان الجيش العراقي أعلن أول أمس السبت، أنّ قوّاته أطلقت عمليّة واسعة باقتحام المدينة القديمة في الموصل لاستعادة آخر مواقع يسيطر عليها تنظيم «داعش» في الموصل.

وتمكّنت القوّات الأمنيّة العراقيّة من اقتحام ثلاثة أحياء ومستشفى في الساحل الأيمن من مدينة الموصل.

ونقلت «السومرية» عن قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبد الأمير يار الله قوله: «قوّات الجيش اقتحمت حيّ الشفاء والمستشفى الجمهوري في الساحل الأيمن لمدينة الموصل».

وأضاف يار الله: «قوات الشرطة الاتحادية اقتحمت حيّ الزنجيلي، واقتحمت قوّات مكافحة الإرهاب حيّ الصحة الأولى في الساحل الأيمن».

وكان الجيش العراقي قد دعا مؤخّراً سكّان تسع مناطق لا تزال تخضع لتنظيم «داعش» في الموصل، وأبرزها المنطقة القديمة، إلى مغادرتها «فوراً» والتوجّه إلى الممرّات الآمنة.

ووجّهت خليّة الإعلام الحربي التابعة للقوّات العراقية الدعوة إلى أهالي أحياء الزنجيلي والصحة الأولى وباب سنجار والشفاء والفاروق ورأس الكور والميدان وباب الطوب وباب جديد.

وعلى مدى الأيام الماضية، واصلت القوّات حشدها في محيط المنطقة القديمة، لشنّ هجوم واسع لتحريرها من قبضة «داعش»، حيث يتحصّن مسلّحو التنظيم بين آلاف المدنيّين في أزقّة ضيّقة يتعذّر على العربات العسكريّة دخولها.

وفي سياقٍ متّصل، أكّد الجيش العراقي تحريره 3 قرى من قبضة تنظيم «داعش» الإرهابي بالقرب من الحدود مع سورية، بحسب ما أفادت وكالة «شينخوا» الصينية.

ووفقاً للوكالة ذاتها، قامت قوّات الحشد الشعبي مدعومة بغطاء جوّي من قِبل مروحيّات تابعة للجيش العراقي بتحرير قرى رمبوس الغربية ودنانية والقابوسية على بعد 100 كيلو متر شرق مدينة الموصل.

وكانت القوّات المسلّحة العراقيّة أعلنت في وقت سابق عن بدء اقتحام آخر الأحياء السكنيّة المتبقّية تحت سيطرة مسلّحـي تنظيـم «داعش» فـي الشطـر الغربـي مـن الموصل.

وأفادت وسائل إعلام بأنّ سلاح الجوّ العراقي سدّد ضربات جويّة لمواقع التنظيم، ما أسفر عن «مقتل 29 إرهابيّاً وعطب 6 عربات، واحدة منها كانت مفخّخة»، كما أسفر القصف عن حرق صهريج ودرّاجتين ناريّتين وتدمير مخازن عتاد في منطقتَي البعاج والقيروان.

من جهةٍ أخرى، حرّرت قوات الحشد الشعبي ناحية القحطانيّة في قضاء البعاج غرب الموصل وباشرت عمليات التطهير والتفتيش، في حين أحبطت قوّات البيشمركة هجوماً شنّه «داعش» على منطقة الحليوة الواقعة غرب قضاء طوزخرماتو شمال شرقي صلاح الدين.

في السِّياق ذاته، أعلنت قوّات الحشد الشعبي السبت بدء عملية تحرير قرية العدنانية شمال البعّاج بعد محاصرتها بشكل كامل، وأشار مصدر إلى تحرير القوّات العراقيّة قريتَي الرامبوسيّة الغربيّة والشرقيّة بشكلٍ كامل.

وكان نائب قائد الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، أعلن السبت تسليم قرية كوجو الإيزيديّة المحرّرة جنوب سنجار إلى الإيزيديّين.

وأضاف خلال زيارته القرية برفقة قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبد الامير يار الله، أنّ الحشد سيبقى يمدّ لهم يد العون والحماية لمنع تكرار مأساتهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى