مسارنا عزّ وكرامة ومساراتهم ملطّخة بالذلّ والعار
د. شفيق أنطون
مساران متضادّان… مسار المقاومة الذي صنع التحرير والنصر والعز والكرامة. وبهذا المسار المعبّر عن حقنا وقيمنا وحضارتنا نحن مؤمنون ولن نحيد عنه قيد أنملة..
ومسار آخر نقيض، هو مسار الاستسلام الذي لطخ أصحابه بالذلّ والعار. فالدول العربية والخليجية ممثلةً بالسعودية لم تعد تجد مانعاً من التطبيع المعلن مع العدو «الإسرائيلي»، كما يستطيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن ينتقل من مطار الرياض الى مطار بن غوريون، من دون أية إجراءات بهذا الخصوص!
السعودية بوكالتها عن عرب التطبيع، تذهب الى ما هو أخطر من «كامب دايفيد» و «أوسلو» و «وادي عربة»، هي تريد التطبيع الكامل بشكل سافر، وبالتالي لم يعد من شيء مبطّن في ظلّ الاتصال واللقاء الذي بات مكشوفاً بين «عرب الاعتدال» وكيان العدو.
ما حصل في قمم ومؤتمرات الرياض يعيد إلى الأذهان المؤامرات التي حيكت ضدّ أمتنا وشعبنا منذ ما قبل النكبة في العام 1948 وصولاً إلى النكسة في العام 1967، قبل أن يتمكّن محور المقاومة من كسر عقلية التخاذل العربي والاستسلام، وهذه الصدمة التي تلقاها محور الشرّ الصهيو أميركي، دفعه إلى ابتكار استراتيجية جديدة تنتقل من مفهوم التدخل العسكري المباشر، كما حصل في العراق عام 2003، إلى تدخل غير مباشر عبر المجموعات الإرهابية المتطرفة تحت شعار «الربيع العربي». وبالتالي بات التطرّف هو سلاح واشنطن وتل أبيب الجديد في مواجهة مشروع المقاومة…! ولعلّ ما يحصل في الشام والعراق خير دليل على ذلك.
ما شهدناه في قمة الرياض يؤكد خضوع عرب التطبيع للمشيئة الأميركية، ولإملاءات سيد البيت الأبيض وغرفه السوداء وبالتنسيق التامّ والكامل مع الكيان الصهيوني.
الخضوع لأميركا تطبيع مع «إسرائيل»، والنتيجة انخراط عرب التطبيع والتخاذل في أيّ حرب تشنّ ضدّ قوة المقاومة ودولها، كترجمة عملية لمقرّرات مؤتمر الرياض التآمري، الذي مهّد لذلك من خلال وصم المقاومة بالإرهاب ومساواتها بداعش والنصرة وباقي التنظيمات الإرهابية المدعومة أميركياً والمموّلة خليجياً.
في المقابل وإزاء ما يواجه بلادنا وشعبنا من مخاطر، فإنّ الكلمة الفصل هي لقوى المقاومة وحواضنها، فترصّ الصفوف وتُشحذ العزائم ليكون الردّ كما في السابق أفعل وأقوى، لأنه في قاموس المقاومة لم يعُد هناك من حيّز للهزائم، فنحن مقاومة تنتصر والانتصارات تجعل فلسطين على مرمى طلقة مقاوم…