لماذا انسحبت القوات الأميركية والبريطانية من طرق «التنف»؟
قال المتحدث الرسمي باسم الحشد الشعبي أحمد الأسدي «إنّ عبور القوات العراقية لحدود دول أخرى يحتاج لموافقة مجلس النواب».
وأضاف الأسدي «إنّ الحديث عن الدخول لدول أخرى في ظل الحرب على داعش بعيد عن الواقع»، موضحاً أنّ «الحشد يلتزم بجميع التوجيهات والأوامر الصادرة من القائد العام للقوات المسلحة».
وكان الحشد الشعبي قد نجح بالوصول إلى الحدود العراقية السورية منذ أيام، حيث أعلن أمين عام منظمة بدر هادي العامري «أنه لن يُسمح للقوات الأميركية أن تسيطر على هذه الحدود».
كما أشار نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في الساعات الماضية إلى أنّ «عمليات الحشد مستمرّة حتى تطهير الشريط الحدودي مع سورية».
وفي السياق نفسه، أعلنت قوات «بدر» أنهم «استطاعوا مع الجيش السوري التقدم باتجاه معبر التنف، بالتزامن مع انسحاب أغلب القوات الأميركية والبريطانية الداعمة لمسلحي ما يسمى أسود الشرقية وجيش الثورة من قواعدها العسكرية في المنطقة».
وقالت «بدر» إنّ «القواعد الأميركية والبريطانية في منطقتي حميمة وسكري بريف حمص الشرقي، هي عبارة عن عدد من الكرفانات العسكرية التي كانت تستخدمها غرف عمليات ومحاطة بسواتر ترابية، بالإضافة لوجود أبراج مراقبة وعدد من الآليات العسكرية».
وأكدت «بدر» أنّ «القوات الأميركية انسحبت إلى العراق سالكة معبر التنف، بينما انسحب البريطانيون نحو الأراضي الأردنية»، منوهة بـ«اختفاء الدوريات المتحركة على كامل الشريط الحدودي بين العراق وسورية».
ويأتي كلام «بدر» بعد أيام من إعلان واشنطن عن «استهدافها رتلاً يضمّ قوات حليفة للجيش السوري كان هدفها دعم ومؤازرة القوات السورية في هجومها على محور التنف في البادية السورية».
ويعدُّ «التنف» المعبر الحدودي الأهم بين سورية والعراق، وقد سيطرت عليه جماعات مسلحة ربيع العام الماضي، بعد أن انتزعتها من يد تنظيم داعش.
إلى ذلك، أعلن قائد قوات الشرطة الاتحادية، الفريق رائد شاكر جودت، أمس، أنّ تنظيم «داعش» الإرهابي، خسر ما نسبته 80 بالمئة من عناصره الانتحاريين أو ما يطلق عليهم بـ«الإنغماسيين».
وذكر الفريق جودت، «أنّ قواته استولت على عشرات السيارات المفخخة جاهزة التلغيم والتدريع، وأنّ داعش يفتقد حالياً للعناصر الانتحارية بسبب تصفية أعداد كبيرة منهم في الأسابيع الماضية وتشظي التنظيم الى خلايا متفرقة يسودها الإرباك».
وفي سياق متصل، صرّح مصدر أمني عراقي، أمس، «بأنّ عدد ضحايا تفجير هيت غربي الأنبار ارتفع إلى 48 بين شهيد وجريح».
على صعيد آخر، أصدر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مجموعة أوامر جديدة لقيادة عمليات بغداد للمساهمة في الحفاظ على الأمن في العاصمة.
جاء ذلك خلال زيارته مقر قيادة عمليات بغداد واجتماعه بقادتها، حيث تمّ الإطلاع على الخطط الأمنية في العاصمة بغداد بعد التفجيرات الإرهابية التي استهدفت المواطنين في الكرادة ودائرة التقاعد.
وشدّد العبادي على «أهميّة إحباط مخططات العدو الذي يتلقى الهزائم على يد القوات العراقية في جبهات القتال ويحاول زعزعة أمن المواطنين».
وأكد العبادي: «ضرورة الاقتصاص من كلّ من يريد أن يعبث بأرواح الأبرياء وعدم السماح له بتنفيذ مخططاته، خصوصاً وأنّ العراق يطوي آخر صفحاته السوداء»، بحسب بيان مكتب العبادي.
وكان العبادي قال الاثنين الماضي، خلال الإفطار مع مقاتلي جهاز مكافحة الإرهاب في الموصل «إنّ إعلان النصر في هذه المدينة على مسلحي تنظيم داعش، سيكون قريباً جداً».
ويحاول عناصر تنظيم «داعش»، عرقلة تقدم القوات العراقية في الموصل، بشنّ هجمات خاطفة على مراكز أمنية ومواقع عسكرية، بعد أن أعلن رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية، حيدر العبادي يوم 17 تشرين الأول 2016، «ساعة الصفر» لتحرير محافظة نينوى شمال العراق من تنظيم «داعش» الإرهابي.
وتلى ذلك إعلان العبادي، في 19 شباط 2017، انطلاق عملية تحرير الجانب الأيمن من مدينة الموصل، بعد أن تمّ تحرير الجانب الأيسر منها مع نهاية كانون الثاني الماضي.