بوتين: ندافع عن دولة المؤسّسات في سورية وحكومتها لم تستخدم الأسلحة الكيميائيّة

أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ بلاده تسعى للمحافظة على مؤسّسات الدولة السورية وتسوية الأزمة في سورية بالطرق السياسية.

وأوضح بوتين خلال كلمة ألقاها أمس في الجلسة العامةّ لمنتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، أنّ روسيا تدافع عن سورية دولة ومؤسّسات، ولا تريد أن يكون هناك وضع مشابه لما يجري في الصومال وليبيا وأفغانستان، وقال: «نحن نريد الحفاظ على الدولة السوريّة.. وعلى أساس حلّ الأزمة في سورية سوف نتّجه إلى التسوية السياسية، لكن يجب ألّا ننسى أنّه لولا التدخّل الخارجي لم يتفاقم الوضع إلى هذه الدرجة».

وبشأن الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائيّة في سورية، قال بوتين: «إنّنا مقتنعون اليوم بأنّ الحكومة السورية لم تستخدم هذه الأسلحة، وهذه المعلومات زائفة وكاذبة»، مشيراً إلى أنّ «أحداً استخدم هذه الأسلحة» لاتهام الحكومة السورية، وأنّ ذلك سيصبّ في مصلحة الذين قد خطّطوا لكلّ هذه الأعمال الاستفزازية.

وأوضح بوتين، أنّ موسكو اقترحت إجراء تحقيق فوريّ في المطار الذي زعم أنّه استُخدم لشنّ هجوم كيميائي في سورية بعد وقوعه.

وأكّد بوتين، أنّ الأجهزة الاستخباراتية الروسية تلقّت معلومات حول أنّ إرهابيّين يريدون تكرار هذا السيناريو المتعلّق بهجوم كيميائي في عدد من المناطق السورية، موضحاً أنّ نشر هذه المعلومات أدّى إلى الحيلولة دون وقوع هذه الهجمات.

وجدّد بوتين تأكيد بلاده على ضرورة فصل ما تُسمّى «المعارضة المعتدلة» عن مواقع تابعة لسيطرة التنظيمات الإرهابيّة.

ميدانيّاً، قُتل ما يُقارب 17 مسلّحاً على الأقل، في كمين ناسف للجيش السوري على الطريق الواصل بين بلدة كفر شمس وبلدة عقربا بريف درعا الشمالي.

وبحسب تنسيقيات المسلّحين، فقد استهدف الجيش السوري بكمين ناسف ثانٍ مجموعة أخرى من المسلّحين، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مسلّحين وعدد من الجرحى على الطريق الواصل بين بلدتَيْ الغارية الشرقية والصورة. وعُرف من بين القتلى أحمد عبد العوض الحريري قائد كتيبة وعلي يوسف المقبل الحريري رئيس مخفر بلدة .

واعترفت تنسيقيّات المسلّحين بسقوط القتلى في «تشريكة» مكوّنة من عدّة عبوات ناسفة، كان الجيش السوري قد زرعها على طريق مرور الفصائل الإرهابيّة على الطريق الواصل بين بلدة كفر شمس وبلدة عقربا في ريف درعا الشمالي، حيث انفجرت «التشريكة» لدى مرور سيارات تابعة تابعة للفصائل المسلّحة، وتبعه استهداف بصاروخ مركّز على منطقة الكمين، ما أدّى إلى مقتل جميع العناصر الذين كانوا في السيارات.

وبحسب مصدر إعلامي في مدينة درعا، عُرف من القتلى الرائد المنشقّ أحمد الحسين والملقب بـ«أبو عبيدة»، حمد الزرقاوي، جهاد أياد الشعير، عبد الله السواح، محمد ياسين النصار، تمام باسم الغوثاني، علاء ضياء البرتقالي، محمد رمضان، غسان الغفاري، قاسم محمد العر، جبران أحمد مهاوش، إبراهيم عماد الحمدا. وجميعهم يتبعون لما يُسمّى بـ«الجيش الحر».

وجاء الكمين في وقت يستقدم فيه الجيش السوري قوّات عسكرية إضافيّة إلى ريف درعا، تمهيداً للبدء بعمل عسكري واسع يهدف إلى الوصول للحدود مع درعا وإغلاق المنافذ الحدوديّة التي تُعد ممرّاً أساسيّاً للفصائل المسلّحة المدعومة من غرفة «الموك» الاستخبارية في الأردن، إضافة إلى استكمال العمليات العسكريّة التي بدأها الجيش باتجاه البادية الشمالية من جهة السويداء ضدّ تنظيم «داعش»، الذي يتّخذ مع «جبهة النصرة» الإرهابية من أراضي أردنيّة محاذية قاعدة تدريبية لمقاتليه، ومركزاً استراتيجياً لاستقدام الدعم اللوجستي في ريف درعا وريف دمشق الشرقي والجنوبي.

وكان الجيش السوري أعلن تمكّنه من صدّ محاولات قام بها مسلّحو «داعش» للتسلّل إلى حيّ الحويقة ومناطق أخرى في مدينة دير الزور، يأتي ذلك مع استهداف سلاح الجو مواقع للتنظيم بريف المدينة.

وكان أعلن، أول أمس، أنّه تمكّن من تصفية العشرات من مسلّحي تنظيم «داعش» في كلّ من دير الزور وريف حمص والبادية السوريّة وريف سلميّة.

ونقلت وكالة «سانا» السوريّة الرسمية للأنباء عن مصدر عسكري، قوله إنّ أكثر من 50 عنصراً في «داعش» قُتلوا في رمايات جويّة ومدفعيّة ورشاشات للجيش السوري على مقارّ وتحرّكات للتنظيم، عند معبر نهر الفرات وبالقرب من منطقة مشفى القلب المفتوح في دير الزور ومحيطها.

وذكر المصدر العسكري، أنّ القوّات الحكوميّة قتلت أعداداً كبيرة من مسلّحي «داعش» في البادية، مشيراً إلى أنّ العمليّات أدّت إلى «مقتل العديد من إرهابيّي التنظيم التكفيري، وتدمير عدد من الآليّات والعربات المزوّدة بمدافع ورشاشات».

وبيّن المصدر، أنّ «وحدات من الجيش أوقعت عدداً من إرهابيّي تنظيم «داعش» قتلى ومصابين خلال رمايات ناريّة دقيقة على تجمّعاتهم في قرية أرك شمال شرقي تدمر، وفي قريتي هبرة الغربية والنعيمة بريف حمص الشرقي».

كما واصلت القوّات الحكومية عملياتها العسكرية، التي بدأتها صباح أمس الأربعاء، لطرد مسلّحي تنظيم «داعش» من ريف سلميّة الشرقي بتوجيه ضربات جويّة ومدفعيّة مكثّفة على جميع مواقع انتشارهم وتحرّكاتهم.

وذكر المصدر في حديث لـ«سانا»، أنّ وحدات من الجيش شنّت هجمات على مواقع مسلّحي «داعش» شرق مدينة سلميّة.

إلى ذلك، قال المتحدّث بِاسم الجيش الأميركي ريان ديلون، إنّ بلاده عزّزت من تواجد قوّاتها بمحيط بلدة التنف في البادية السوريّة جنوب شرقي سورية.

وأشار ديلون إلى أنّ تلك القوّات باتت مستعدّة لمواجهة أيّ تهديد من قِبل القوات الرديفة للجيش السوري الموجودة في منطقة عدم الاشتباك.

وكان التحالف الدولي المناهض لـ«داعش»، بقيادة الولايات المتحدة، اعترف أنّ ما لا يقلّ عن 484 مدنيّاً قُتلوا جرّاء ضرباته على سورية والعراق، منذ انطلاق الحملة العسكرية ضدّ التنظيم.

وجاء في تقرير خاص صدر عن التحالف يوم أمس: «حتى هذه اللحظة يمكننا، بناء على المعلومات الواردة، تأكيد مقتل 484 مدنيّاً على الأقل بضربات التحالف منذ بدء العملية».

وأوضح التحالف أنّه تلقّى بشكلٍ عام 440 تقريراً عن حالات مقتل المدنيّين في سورية والعراق، بسبب عمليّاته منذ آب من العام 2014 وحتى نيسان من العام 2017، مضيفاً أنّ 118 منها تمّ تصنيفها كموثوق بها، فيما لا يزال 38 تقريراً آخر قيد الدراسة.

وأشار البيان إلى أنّ معظم هذه التقارير تخصّ الأحداث في مدينة الموصل في العراق، ومدن الرقة والطبقة والبوكمال في سورية، خلال الفترة بين شهرَي آذار ونيسان من العام 2017.

كما أعلن التحالف، أنّ العدد الإجمالي لضرباته الجويّة على سورية والعراق منذ بدء الحملة ضدّ «داعش» وحتى نيسان الماضي، يبلغ 21035 غارة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى