ماذا بعد تحرير مدينة مسكنة؟
حميدي العبدالله
حرّر الجيش السوري مدينة مسكنة آخر أكبر مدينة تقع في الريف الشرقي لمحافظة حلب حيث كان يسيطر تنظيم داعش. وتحرير مسكنة الذي استوجب تحرير الكثير من البلدات الواقعة في محيطها قاد إلى تحرير محافظة حلب بالكامل، المدينة والريف، من أيّ وجود أو سيطرة عسكرية لتنظيم داعش على أيّ بقعة من بقاع المحافظة.
لكن السؤال الأهمّ أين ستتجه القوات السورية بعد إنهاء وجود الداعش، وفي ظلّ استمرار وقف القتال على الجبهات الغربية الجنوبية لمحافظة حلب، حيث يتوقع أن يقود لقاء أستانة 5 المقرّر في 12 الحالي إلى تثبيت وقف إطلاق النار في المناطق التي تسمّى مناطق خفض التصعيد؟
واضح أنّ هناك ثلاثة محاور لتحرك وحدات الجيش العربي السوري والقوات الرديفة والحلفاء بعد تحرير مسكنة ومحيطها.
المحور الأول، يتجه شرقاً على الطريق الذي يربط حلب بمحافظة الرقة، ولكن من الاتجاه الجنوبي الغربي للمحافظة، حيث لا يزال تنظيم داعش يسيطر على هذه المنطقة، ولقطع الطريق على تحركات داعش من الرقة إلى دير الزور والعكس أيضاً، إضافةً إلى الحؤول دون انسحاب تنظيم داعش نحو الريف الشرقي لمحافظتي حماه وحمص، حيث تحدّثت التقارير عن صفقات أبرمت بين التحالف الأميركي وتنظيم داعش، تسهل انتقال قوات هذا التنظيم من الرقة إلى هذه المناطق.
المحور الثاني، تطهير المناطق الواقعة شرقي طريق أثريا خناصر التي كانت القواعد التي انطلقت منها كلّ هجمات تنظيم داعش لقطع هذا الشريان الحيوي، والتي كبّدت الجيش السوري خسائر كبيرة، وقد حقق تحرك الجيش السوري على هذا المحور خلال الساعات الماضية تقدّماً كبيراً وحرّر مناطق واسعة.
المحور الثالث، مؤازرة القوات التي تتقدّم الآن على جميع محاور البادية، بدءاً من مثلث ظاظا واستراحة الشحيمي وبمحاذاة الحدود الأردنية السورية وصولاً إلى التنف، ومروراً بالتحرك على محور آراك السخنة باتجاه محافظة دير الزور، وانتهاءً بالهجوم الذي بدأه الجيش السوري وحلفاؤه في الريف الشرقي لمحافظتي حمص وحماه.
من نافل القول إنّ المحاور الثلاثة تقود إلى تحقيق هدفين أساسيّين للعمليات، الهدف الأول، فك الحصار عن مدينة دير الزور ووقف معاناة سكانها الفظيعة، والهدف الثاني الوصول إلى الحدود العراقية.