قطر ترحّل قادة حماس وسورية تعاني الحروب من أجل فلسطين

معن حمية

منذ العام 2011، تواجه سورية أخطر الحروب الكونية، تشنّها ضدّها دولٌ كبيرة وصغيرة، ومجموعات إرهابية متعدّدة الجنسيات متوحّدة في غريزة الإجرام. وفي هذه الحرب تفنّن الإرهاب في أساليب قتل السوريين وتدمير البنيان.

هذه الحرب الكونية على سورية، التي اشتعلت بأيادي الغرائزيين حقراء السِّلمية… أدعياء الحرية، هدفها منذ الأساس، إسقاط سورية موقعاً ودوراً، لأنها تحتضن المقاومة نهجاً وخياراً، وتدعم جهاراً المقاومة في فلسطين ولبنان.

الولايات المتحدة الأميركية و»إسرائيل»، خططتا لهذه الحرب على سورية، مباشرة بعد اجتياح العراق في العام 2003، وقد أرسلت واشنطن في العام نفسه وزير خارجيتها كولن باول إلى دمشق حاملاً معه إملاءات تقضي بإقفال مكاتب الفصائل الفلسطينية وإلزام قياداتها مغادرة العاصمة السورية.

جاء كولن باول إلى دمشق، وأميركا وحلفاؤها قد أحرقوا العراق بشراً وحجراً بطائراتهم وصواريخهم وقذائفهم. لكن رغم هذا المشهد الإرعابي الإجرامي، ووسط انهيارات شهدها العالم، قالت دمشق «لا». وأبلغ الرئيس بشار الأسد الوزير الأميركي الموقف، وفحواه أنّ سورية لا تخضع لإملاءات أحد، وأنّ مكاتب الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة حماس ستبقى مفتوحة، وأنّ الفلسطينيين لن يغادروا دمشق إلا إلى فلسطين، ونقطة على السطر.

الأميركيون وحلفاؤهم وضمنهم «إسرائيل»، المنتشون بغزو العراق، وبغياب قوى دولية قادرة على كبح الجماح الأميركي بعدما تفكك «الاتحاد السوفياتي»، كانوا يعتقدون أنّ فرصتهم دنت لتصفية المسألة الفلسطينية، وأنّ سورية وسط الانهيارات الكبرى على الساحات الدولية والإقليمية ستنفذ الإملاءات الأميركية فتقفل مكاتب الفصائل وتطرد قادتها وتتخلّى عن دعم المقاومة الفلسطينية!

لكن ما حصل كان العكس، الـ «لا» السورية كانت حاسمة وجازمة، لذلك تسارعت وتيرة الضغوط على سورية، من خلال إقرار الكونغرس الأميركي «قانون محاسبة سورية» أواخر العام 2003، وصدور القرار 1559 في أيلول العام 2004، ومن ثم اغتيال رئيس حكومة لبنان الأسبق رفيق الحريري…

كلّ ذلك جاء في سياق التمهيد للحرب على سورية، إلا أنّ قرار القيادة السورية بخروج القوات السورية من لبنان، فوّت الفرصة على أميركا وحلفائها، وكذلك خروج السوريين بالملايين يداً واحدة في الساحات والشوارع كلّها، بكرامة وعزّ يرفضون ويندّدون بالضغوط والحملات والتهديدات العدائية التي تستهدف بلدهم سورية.

التذكير بما سبق، لا بدّ منه، بعدما تمّ الكشف عن قرار اتخذته مشيخة قطر يقضي بترحيل قياديين في حركة حماس عن أراضيها، علماً أنّ أحداً لم يزرها ولم يطلب منها ذلك. ولأنّ وجود هؤلاء القياديين في قطر حصل أساساً لاعتبارات معروفة!

الفرق بين سورية وبين قطر وسائر العرب المتأسرلين، أنّ سورية تتحمّل أعباء الحروب كلّها من أجل فلسطين، أما قطر والسعودية وسائر المتأسرلين فباعوا فلسطين بثلاثة من الفضة لليهود…

عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى