هذا هو التنظيم وهذه هي حقيقته
مها الشعّار
إذا سلّطنا الضوء على سياسة الوسيلة التي تتبعها قنوات «mbc»، نجد أن هناك أمراً مريباً من عرضها الحصري لمسلسل «غرابيب سود». فلو أخذنا المضمون بشكل عام نجد أنّ هذا العمل يفضح جرائم هذا التنظيم. ولكن واقع الأمر مختلف تماماً. ففي الحلقة الأولى مُرّر مشهد صغير مروراً سريعاً كان العنوان الصحيح والهدف الواضح لهذا العرض، حيث قام أحدهم بعرض الغلاف الجديد لمجلة يصدرها التنظيم، ومضمونه يتحدث عن العدل والمساواة. ليستنكر الآخر قائلاً إنّ السلاح القويّ لديهم هو الرعب، ولتكن العناوين التالية على هذا المبدأ.
نعم، هذه سياسة «داعش»، وما عرض إلى الآن من أحداث ما هو إلا خدمة لهذه السياسة. فأفعال «داعش باتت» معروفة لكن ثوثيقها بالصور الحيّة عملية تثبيت وتأكيد لها.
على صفحات التواصل الاجتماعي كانت الآراء مختلفة. منهم من كان مع العرض، وتحدّث بعض المتابعين عن حالة الرعب والخوف التي يشعرون بها من مشاهدة الحلقات. والبعض اكتفوا بمقاطعته بعد مشاهدة حلقاته الأولى.
أسيل عمران ممثلة مشاركة صرّحت بأنها قد أصيبت بحالة من الاكتئاب لأنّ أجواء العمل والملابس والحوارت تبعث على الكآبة. وأضافت: «أنا لن أشاهد هذا العرض حالياً. هذا حال الكلّ، وهذا ما يريده داعش».
وفي مسار آخر سلط هذا العمل الضوء على بعض الأفراد الذين التحقوا بالتنظيم موضحاً أنّ منهم من هو مقتنع بالفكر «الداعشي»، والغالبية هم مأمورون جاءت بهم الظروف، وما يفعلونه من إجرام هو خوف من ظلم التنظيم وهمجيته، في عملية استعطاف لهؤلاء المجرمين.
«غرابيب سود» هو دعم للتنظيم الارهابي وليس فضحاً له. والتهديدات التي تلقتها «mbc» وأُعلِن عنها، هي بمثابة تشهير وتعظيم للقناة لا أكثر. «داعش» هذا التنظيم الارهابي الذي تستّر خلف قناع القوة ما هو إلا عصابة تموّلها مملكة آل سعود، وكان الأجدر تسليط الضوء على ضعف مجرمي هذا التنظيم لا الترهيب. وحقيقة التنظيم يرويها أحد أبطال الجيش السوري الباسل الذي قال إنهم جبناء جداً فوالله لو تشاهدونهم كيف يتباكون كالأطفال ويرتجفون أمامنا حتى الرصاصة خسارة فيهم. فَتَحْتَ أقدامنا كانوا يسقطون جثثاً هامدة. هذا هو التنظيم وهذه هي حقيقته.