خير الله: الحركة السورية القومية الاجتماعية ليست مجرّد حركة سياسية بل زعيمها رائد فلسفيّ
أقامت «ثانوية لبنان الوطنية» في الهرمل، حفل توقيع كتاب «جراح وطن 2017»، للأمينة والمربّية والشاعرة القومية أسما مكارم كنعان، وذلك في قاعة المكتبة العامة في مدينة الهرمل.
حضر الحفل إلى جانب عميد الثقافة والفنون الجميلة في الحزب السوري القومي الاجتماعي الدكتور خليل خير الله وعدد من المسؤولين، ممثّل المجلس الشيعي الأعلى الشيخ علي مظلوم، المسؤول التنظيمي في حركة أمل مصطفى الفوعاني، مسؤول الشؤون البلدية والاختيارية في حركة أمل ـ إقليم البقاع الدكتور عباس مرتضى، وعدد من ممثّلي أحزاب المنطقة، ومدراء مدارس وأساتذة ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات.
ألقيت في الحفل كلمات عدّة، حيث تحدّث بِاسم الثانوية مديرها علي مرتضى، وبِاسم بلدية الشربين عضو مجلسها البلدي نيازي ناصر الدين، ورئيس شؤون المخاتير السابق في وزارة الداخلية مدحت زعيتر. وكانت وقفة شعرية مع الشاعرين علي الحاج حسن وعلي ناصر الدين، وتناولت الكلمات والقصائد مسيرة المحتفى بها، الأدبية والشعرية، وحسّها الوطني الذي لازمها منذ بدأت مسيرتها مع الكلمة والأدب.
مرتضى
من جهته، ألقى مسؤول مكتب الشؤون البلدية والاختيارية في حركة أمل في منطقة البقاع عباس مرتضى كلمة نوّه فيها بمسيرة المربّية والشاعرة أسما كنعان الأدبية والثقافية والشعرية، وإصدار كتابها الأخير بعنوان «جراح وطن». حيث أشار قائلاً: إننا نعرب عن شديد فخرنا لتكريم هامة أدبية كبيرة هنا في أرض الشهامة الممنوعة من الحلم، في هرمل الكرامة التي أثبتت حرصها على الوطن قبل أن تتّضح معالمه، وقاتلت السلطنة وانتفضت ضدّ الاستعمار وأشعلت ثورات بحجم منطقة بكاملها، وقارعت الاحتلال واحتضنت أبناءها الشهداء في عرين شامخ، وحتى يومنا هذا ما زالت تواجه وجعها وحرمانها ببأس عمره مئات السنين، وإنّ قلّ المقدّرون لتاريخها وأصالتها وكثُر الظالمون لها.
وتابع: أنتم يا أبناء الهرمل تثبتون يوماً بعد يوم أنكم أبناء الحياة لا بل صنّاعها، تواجهون اليأس بالبأس وتحْيون الحلم بالعلم، وترهقون الحرمان بالعنفوان. وأقلّ ما يقال بكم إنكم تواجهون قدر الليل المظلم في الوطن، وتجسّدون أنكم شعب أراد الحياة وسيستجيب لكم القدر، وبهمّتكم آن لليلنا أن ينجلي. من هنا لا بدّ أن نشدّد على ما أطلقه السيد موسى الصدر قبل 40 سنة، أن نساهم في إعطاء المناخ الملائم لنموّ كفاءات المرأة، وذلك لخدمة المجتمع والإنسان. وخير مثال على قدرات المرأة من اجتمعنا في حضرة فكرها اليوم.
وختم مرتضى بالإشارة إلى أنّ القرار قد اتُّخذ بِافتتاح فرع الجامعة اللبنانية في بعلبك ـ الهرمل بعد متابعة حثيثة للملفّين من قيادة حركة أمل بشخص رئيسها رئيس مجلس النواب نبيه برّي.
خير الله
ثمّ كانت كلمة لعميد الثقافة في الحزب الدكتور خليل خير الله جاء فيها: هذا «جراح وطن» للشاعرة أسما مكارم كنعان وأقولها منذ البداية، إنّك نجحتِ سيدتي، نجحتِ بأن جعلتني أبحر في جراح وطن لا تنتهي جراحه، تغور بي حيناً إلى قاعٍ من العدم، وتطفو بي أحياناً على حدّين من لهب.
قرأتك شعراً ونثراً، مرهفة وجدتكِ، حسّاسة، رقيقة كنسمة، عميقة الغور على عفوية وصدق في الإحساس، وحين يتعملق على يديك الخيال، يعلو قمم لبنان، يضمّد جراحها بالعزّ ويعيد إحياءها بنبض الزمان.
وتابع: تتمحور قصائد «جراح وطن» حول مأساة لبنان، أيام الخناجر اللئيمة والسيوف السوداء. أيام ضاعت براءة جيل بكامله في فوضى الاقتتال والتسابق على إرضاء عدوّ البلاد. حتى إذا أفقنا لحظة وجدنا دنيانا خراباً وفي قوافل جراحنا ألف ناب.
وأضاف: هي جراح بعضها ذلّ وبعضها شموخ وإباء، جراح طالت كلّ الوطن الصغير حتى كدت أستأذن الشاعرة الحبيبة وأسمّي ديوانها «وطن الجراح»! لكن الجراح سيدتي الشاعرة تمتدّ اليوم على مساحة وطننا الكبير كلّه، وكما حصل في لبنان، يحصل اليوم في سوريانا كلّها، من مشرق شمسها إلى مغربها، من عراقها إلى شامها بلبنانه وأردنه وفلسطينه، معادلة واحدة لعدوّ واحد… مدىً من الألم والدمع والجراح، مدىً من الصراع والاصطراع، لكأنّه ملحمة نشيدها الموت والحياة، وقوافيها الغناء أو البقاء.
وبالعودة إلى الشعر والأدب، فإنّ الحركة السورية القومية الاجتماعية ليست مجرّد حركة سياسية، وأنّ زعيمها سعاده، ليس مجرّد قائد سياسيّ، بل رائد في فكر فلسفيّ ثقافيّ علميّ، ما انفكّت مفاهيمه جديدة. نعود إلى كتابه «الصراع الفكري في الأدب السوري» حيث النظرة الجديدة إلى الأدب، وتجديد الأدب وتصويب الاتجاه، فنجده يقول: «الشاعر في عرفي هو الذي يعنى بإبراز اسمي، وأجمل ما في كلّ حيّز من فكر أو شعور أو مادة، وأزيد هنا أنّي أرى من أهم خصائص الشعر، إبراز الشعور والعاطفة والإحساس في كلّ فكر أو في كلّ قضية تشمل عناصر الفكر، وإعطاء الشعور والإحساس والعواطف صوراً مجازية أو خيالية عناصرها القوة والجمال والسموّ مع عدم مفارقة الحقيقة والغرض الإنساني».
وهكذا، مع سعاده، نجد الدعوة إلى أدب الحياة، نجد التعاليم الجديدة والنظرة الجديدة إلى الحياة التي هي سبب النهضة في أدب الحياة. ولا يرتقي الأدب إلّا بارتقاء هذه النظرة، حين يبدع الأديب والشاعر والفنان القوميون في إبراز أجمل الصور وأسمى التعابير بأروع الأساليب في كلّ ما يحرّك عناصر النفس القومية وعواطفها وأفكارها.
وغنيّ عن البيان، أنّ صوراً جميلة لأفكار سقيمة تزيد مقدار الضعف والسقم، كعجوز تستعين على الدهر بفاقع الأصباغ. وإنّ أفكاراً عظيمة تلوّنها يد شاعر وفنان قدير، وتلبس صوراً وتعابير بديعة، تحفظها الأمّة في سجلّ المواهب المتميزة والإبداع، وتجعلها من أدب الحياة… ودون هذا المفهوم في الأدب والفن، قديم يطحن قديماً وصور تسكن المرايا المتكسّرة…
قراءات شعرية وتوقيع الكتاب
واختُتم الحفل بكلمة شكر من الشاعرة كنعان وتلاوة قراءات شعرية لها، تلاها توقيع كتابها «جراح وطن» للحضور والتقاط الصور التذكارية.