لافروف ودي ميستورا: لتفعيل محادثات جنيف.. وموسكو تشير إلى محادثات أستانة في 20 الحالي
أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان، أنّ وزير الخارجية سيرغي لافروف ومبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، شدّدا على تفعيل المحادثات بين الأطراف السوريّة في أستانة.
وأكّد بيان وزارة الخارجية الروسية، أنّ لافروف ودي ميستورا «أشارا إلى أهميّة تمتين النتائج الإيجابية التي تمخّضت عن المباحثات السورية – السورية في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة، بما في ذلك التفاهمات حول الدستور».
وأضاف البيان: «المبعوث الخاص دي ميستورا ثمّن عالياً إجراءات روسيا الرامية للحفاظ على الالتزام بوقف العمليات العسكرية في سورية، بما فيها تنفيذ مذكّرة التفاهم حول مناطق تخفيف التوتّر التي وقعت في 4 مايو الماضي. في الوقت ذاته، أشار دي ميستورا إلى أنّ محادثات جنيف وأستانة تكملان بعضهم البعض».
كما تطرّق البيان إلى أنّ الجانبَين أكّدا أهمية الحفاظ على ديناميكية المباحثات بين الأطراف السورية المتنازعة وتطويرها، والحرص على أن تكون شاملة، بالإضافة لإيلاء أهميّة خاصة لمسألة مكافحة الإرهاب.
وكان لافروف دعا جميع اللاعبين الخارجيّين المشاركين في تسوية الأزمة السورية، إلى تنسيق خطواتهم. وجاء ذلك في مستهلّ لقاء لافروف مع المبعوث الأممي، الذي وصل موسكو أمس.
وعبّر الوزير الروسي عن سروره لهذه الفرصة لمواصلة الاتصالات المنتظمة بين روسيا والأمم المتحدة من أجل إيجاد أفضل السُّبل للتقدّم إلى الأمام على مسار التسوية السورية، التي دخلت مرحلة حاسمة، حسب قوله.
واستطرد قائلاً: «أعتقد أنّ المهم في الوقت الراهن هو ضمان انسجام كافة الجهود التي يبذلها اللاعبون داخل وخارج سورية نحو تحقيق نتيجة تضمن سيادة الدولة السورية وحقوق كافة المجموعات الإثنية والطائفية القاطنة هناك، إضافة إلى ضمان أمن المنطقة برمّتها، والحيلولة دون تحوّل سورية إلى مصدر للخطر الإرهابي».
وعبّر عن قناعته بالتكامل بين عمليّتي أستانة وجنيف للتفاوض بين السوريّين، وأكّد أنّ موسكو تعتزّ بالتنسيق بين الدول الراعية لعملية أستانة والفريق الأممي الراعي لمفاوضات جنيف.
بدوره، قال دي ميستورا إنّه من المستحيل إنجاح عملية جنيف من دون الجهود المبذولة في محفل أستانة.
وأقرّ بأنّ عملية تخفيف التوتّر في سورية صعبة للغاية، وثمّن عالياً التعاون مع التحالف الدولي ضدّ «داعش» والدول التي تبذل جهوداً في أستانة.
وفي السّياق، أكّد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أنّ نظام وقف إطلاق النار صامد في جميع مناطق تخفيف التوتّر بسورية.
وأوضح خلال لقائه مع المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا بموسكو، أنّ الخروقات التي يتمّ رصدها من قِبل المعارضة المسلّحة والقوات الحكومية على حدّ سواء، لا تحمل طابعاً كارثياً، ولا تتطلّب تقديم ردّ جدّي عليها من قِبل القوات المعنيّة بالرقابة على نظام وقف إطلاق النار.
بدوره، أشار دي ميستورا إلى وجود فرصة جيدة لتحقيق نتائج ملموسة في المفاوضات السورية في الفترة الراهنة.
إلى ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الخميس، أنّ الموعد المحتمل لانعقاد لقاء أستانة حول سورية قد يكون في 20 حزيران الحالي، بعد أن تمّ تأجيلها من الموعد المفترض في 12-13 من الشهر الحالي.
وقال بوغدانوف للصحافيين: «اقترحنا تأجيل موعد اجتماع أستانة المقبل إلى 20 حزيران، نحن اقترحنا استناداً إلى اتصالاتنا التي أجريناها مع الضامنين الآخرين، تركيا وإيران، وطبعاً بالتنسيق مع شريكنا الكازاخي، التأجيل إلى يوم 20 يونيو».
وكانت المتحدّثة الرسميّة بِاسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قالت الخميس إنّ تاريخ انعقاد محادثات أستانة حول سورية قيد الدراسة بمجرّد أن يتمّ الاتفاق على تواريخ محدّدة وصيغة المشاركين، سيتمكنّون من التأكيد.
كلام زاخاروفا جاء خلال مؤتمر صحافي تعليقاً على أنباء نُشرت حول تأجيل المحادثات.
ويأتي الكلام الروسي بعد إعلان الخارجية الكازاخستانية عن تأجيل اللقاء حول سورية في أستانة الذي كان مقرّراً الأسبوع المقبل، مؤكّدةً استمرار مشاورات الدول الضامنة بشأن تطبيق اتفاقات الجولة السابقة.
وأوضح المتحدّث بِاسم الخارجية الكازاخستانية أنور جايناكوف، أنّ روسيا وتركيا وإيران أبلغت أستانة أنّ خبراء هذه الدول سيستمرّون في عقد لقاءات عمل في عواصمهم في الأيام والأسابيع المقبلة، للتنسيق في المسائل المتعلّقة بتطبيق الاتفاقات الخاصّة بإنشاء أربع مناطق لتخفيف التوتر في سورية، إضافة إلى مسائل أخرى لتعزيز وقف إطلاق النار.
وكان من المنتظر أن تجري الجولة الجديدة للمباحثات في الـ12 والـ133 من الشهر الحالي، بعد أن توصّل المتشاورون في الجولة السابقة مطلع شهر أيار الماضي إلى اتفاق حول إعلان مناطق تخفيف التوتّر في سورية.
ويربط مراقبون بين تأجيل الجلسة المذكورة، والأزمة الخليجية بين السعودية والإمارات ودول أخرى، وقطر من جهة أخرى.
ميدانياً، شنّ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة عدواناً جديداً على مواقع عسكريّة سورية، وأعلن متحدّث عسكري أميركي أمس، أنّ الولايات المتحدة أسقطت طائرة مسلّحة من دون طيار تابعة للقوات الحكومية السورية كانت تهاجم قوات موالية للتحالف الدولي في سورية.
وقال المتحدّث ريان ديلون، إنّ هذه هي المرة الأولى التي تهاجم فيها القوّات السورية قوّات للتحالف، مشيراً إلى أنّ الطائرة تمّ تدميرها بعد أن أطلقت النار على قوّات للتحالف كانت تقوم بدوريّات خارج منطقة تخفيف النزاع في جنوب سورية.
وأكّد ديلون عدم وقوع خسائر في صفوف قوّات التحالف، مشيراً إلى أنّ الولايات المتحدة سبق وأن وجّهت ضربة أخرى أمس ضدّ شاحنات بيك آب محمّلة بأسلحة كانت قد تحرّكت ضدّ مقاتلين مدعومين من الولايات المتحدة بالقرب من بلدة التنف.
على صعيدٍ آخر، سيطرت هيئة تحرير الشام التي تقودها «جبهة النصرة» الإرهابية على مقارّ فيلق الشام الإرهابيّة في ريف حماة الشمالي وعدّة مقارّ في ريف إدلب الجنوبي، وأنذرته بإخلاء مقارّه في إدلب، في حين اختار الأخير المواجهة وعدم الاكتراث بتهديدات الهيئة، في حين أصيب السعودي عبدالله المحيسني جرّاء إطلاق النار على سيارته قرب بلدة كفرومة جنوب إدلب.
وذكر ناشطون، أنّ هيئة تحرير الشام تمكّنت من الاستيلاء على كافة مقارّ فيلق الشام في ريف حماة الشمالي من دون اشتباك، واستولت على كامل السلاح والذخيرة واعتقلت عناصره، بالإضافة إلى سيطرتها على مقرّ مركزية حماة التابع للفيلق في قرية ركايا جنوب إدلب، و على 3 مقارّ في قريتي النقير ومدايا.
وأشار الناشطون إلى أنّ الهيئة أمهلت الفيلق مدة زمنيّة لم يتمّ الإعلان عنها لإخلاء كافة المقارّ في محافظة إدلب وتسليمها للهيئة، وذلك بالتزامن مع حشود للطرفين في محافظة إدلب بعد أن أعلن فيلق الشام قرار المواجهة وعدم الالتفات إلى تهديد الهيئة، وفق مصادر معارضة.
وأفادت مصادر محلّية بوقوع اشتباكات بين عناصر تابعين للفيلق وهيئة تحرير الشام في بلدة كفروما جنوب إدلب، حيث أصيب السعودي عبدالله المحيسني بطلقات رصاص على سيارته خلال محاولته الوصول إلى المنطقة لإيقاف الاشتباك بين الطرفين، مضيفةً أنّ المحيسني أُصيب في قدميه عند مروره ما يعرف بحاجز الـ 55 على مدخل كفرومة التابع لحركة أحرار الشام، حيث قام عناصر الحاجز بإطلاق الرصاص على السيارة التي يوجد بداخلها المحيسني مع قادة لفيلق الشام، منهم أبو أسيد فيلق لحلّ الخلاف في ريف حماة.
ودعا ناشطون أحرار الشام إلى مساندة فيلق الشام التي تسعى «النصرة» إلى إزالته بالكامل، محذّرينها من مصير مشابه في حال لم تتّخذ موقفاً واضحاً من بغي «النصرة» على الفصائل للانفراد بالنفوذ والقرار في المنطقة.