أنا وأنت
في يقظتي والغفوة يقفز الرعب فجأة داخل فؤادي. اليوم انتظرتك طويلاً. وزرعت المكان بحثاً ما بين شرفة، نافذة وعتبة الدار. كمقبض الباب باردة أنا وداخلي احتراق الترقب. جهزت القهوة مرّةً كما تحبها وحولها عقد من ياسمين الشام. حملت هاتفي لأسمع صوتك، فرنّت في خاطري أقسى الافكار: «هو لم يعد يردّ على هاتفه أبداً»! إذن، لأرسم بين صورك المتّشحة بالسواد على حائطك الافتراضي أجمل الأشعار. وأدعوك الى المشترك بيننا من الأحلام.
انتهى اليوم وجرّ معه عشرات السنوات، القهوة مرّة تماماً كأيامي. زحف الشيب رويداً رويداً فاحتل مكانة زهر الشام. وهربت من المكان أسراب الضياء.. فقاقيع الأوهام ضيّعت عمري أمامي. ليس أشدّ كذباً على المرء إلا نفسه، ما أصعب الحقيقة، ما أصعب الكلام. يا ليتني أقوى على الاعتراف. ليتني أعترف أنه غاب.
رانية الصوص