لحود: قانون الانتخاب يحدّد مسار ومصير الوطن

اعتبر الرئيس العماد اميل لحود أمام زواره أن «لبنان يمر حالياً في فترة دقيقة ومصيرية من تاريخه، إذ إن إقرار قانون للانتخاب سيحدد مسار ومصير الوطن في المرحلة المقبلة».

وشدد لحود، بحسب مكتبه الإعلامي «أن قانون الانتخاب هو منبع السلطات، ولذلك نعبر عن خشيتنا تجاه ما يتم التداول فيه اليوم في شأن هذا القانون، ما يتطلّب قراءة دقيقة وهادئة لأن قانون الانتخاب أعمق من الفوز بمقعد إضافي في هذه الدائرة أو تلك، إذ هو الحجر الأساس لبناء وطن غير طائفي يحصل فيه جميع أبنائه على حقوقهم في التمثيل وفي المشاركة في صناعة القرار الوطني ويدفع بالأحزاب إلى التخلي عن لونها الطائفي واعتماد خطاب وطني جامع».

وأضاف: «يجعل الخطاب الطائفي المتكاثر في الفترة الأخيرة من لبنان ساحة ضعيفة وغير محصّنة أمام المؤامرات التي يمكن أن تستهدفه، خصوصاً من «إسرائيل» التي لم ينجح لبنان في مواجهتها والانتصار عليها إلا حين كان لبنان الرسمي ثابتاً في مواقفه ومنسجماً مع الروح الوطنية الحقيقية ومنفتحاً على محيطه، ويطبق الانصهار الوطني في الممارسة وليس في الشعارات».

وقال لحود: «لقد نجحنا في أصعب الظروف في توحيد الجيش وعززنا المؤسسات، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية، وحققنا إنجاز التحرير في العام 2000، وبقي إنجاز قانون انتخاب حالت الظروف التي كانت سائدة حينها دون تحقيقه، علماً أننا راسلنا في العام 2005 المجلس النيابي لتغيير قانون الانتخاب إلا أن الطبقة السياسية رفضت الأمر حينها».

ورأى لحود أن «الفرصة متاحة اليوم أمام العهد لتطبيق قانون النسبية، ولكن مع دوائر كبيرة إذا كانت الدائرة الواحدة غير متاحة، فقانون الانتخاب هو قضية وطن ولا يجب أن تقف في طريقه مصالح شخصية أو انتخابية ولا عراقيل متصلة بالمهل، خصوصاً أن التمديدين السابقين جاءا من دون أسباب موجبة».

وشدّد على أن «النسبية في دائرة واحدة أو خمس دوائر تؤمن الانصهار الفعلي الذي يحتاج إليه لبنان في هذه المرحلة، وتقضي على الخطاب الطائفي الذي سيجد، في ظل القانون المتداول، أرضاً خصبة لكي ينمو ويدخل لبنان في نفق الأزمات المتتالية الآتية من الخارج أو الناشئة في الداخل».

وختم لحود: «اعتادت الطبقة السياسية في لبنان على إضاعة الفرص، إما عمداً أو عن سوء تقدير أو حتى عن قلة شعور وطني، فحبذا لو تتلقف الفرصة المتاحة أمامها اليوم وإلا عبثاً نحلم بلبنان الواحد الذي سيبقى شعاراً يرفَع ولن يكون يوماً فعلاً يمارَس».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى