أبو خليل: لن نغادر المستنقع الطائفي إلا بقانون انتخاب يحقّق صحة التمثيل
أقامت منفذية صور في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً تأبينياً للمناضل القومي الراحل الرفيق اسماعيل حسين برجي في بلدة الرمادية قضاء صور، حضره منفذ عام صور د. محمود أبو خليل، وأعضاء هيئة المنفذية، مدير مديرية القليلة د. ناصر أبو خليل، وعدد من مسؤولي الوحدات الحزبية.
كما حضر، إلى جانب عائلة الراحل، رئيس لقاء علماء صور ومنطقتها العلامة الشيخ علي ياسين، مدير مكتب مجلس الجنوب في صور فضل الراعي، رؤساء بلديات ومخاتير وأهل البلدة.
وألقى منفذ عام صور د. محمود أبو خليل كلمة الحزب وجاء فيها: يحضر الموت على غفلة.. تغادر الأحرف أبجديتها ويستتر الكلام.. يفنى الجسد وتمثل النفس كالطيف مضمونها الحقيقة والذاكرة لها عنوان ولأننا نمتلك ذاكرة جماعية من الصعب علينا أن ننساك أبا حسين وقد أضناك المرض ولكن لم يُضنِك الانتماء.
أتحدث عنك وأنا المكلوم بفقدانك، يودعك رفقاؤك وتودعك الرمادية وهي البلدة الوادعة المتربعة على عرش من قيم وأكتاف قانا التي حملت ذكرى المسيح وأشلاء أطفالها الرضع.
أبا حسين نودعك وأجنحة الموت تحملك.. لم تكب يوماً وكنت في أعماقك نضراً، لم ترهقك سنوات العمر ولا عدلت عن الصراع وكنت مناضلاً أبداً..
نتذكرك بعصاميتك وصلابة إرادتك وعزة نفسك وصدق إيمانك وانتمائك الذي مكَّنك من الصمود أمام مصاعب الحياة ومُغرياتها.
يا أمة الحق والخير والجمال.. أنت اليوم قبلة الأحرار.. عراق جريح مزنر بحزام نار يخلع ثوب المذلة والمهانة ويرتدي جنده بذلة الثوار ليلاقي على حدوده حُماة الديار، فلا ممرّ ولا مستقرّ لغازٍ أو لذئب متطرف أو تبعي وهّابي قادم بشريعة غاب على أرض الشرائع والمقامات الشريفة.. أرض أحفاد حمورابي ونبوخذ نصر.
أما فلسطين المكتوية بنار الانقسامات، اليأس والوجع وظلم ذوي القربى أشدّ خصومها فلا خيار لها إلا المقاومة لاستعادة ما سلب.. اقرأوا التجارب الماثلة أمامكم فها هي المقاومة في لبنان والتي قلّ نظيرها في بلادنا تستعيد الحقوق من دون منة، ولم تقدم مالها ومستفبل أجيالها لمن يهوى إذلالها بحجة حمايتها؟
وما بال الشام مخضَّبة بالدماء لأنها كانت الصدر الدافئ والحصن الحصين وملاذ كلّ المقاومين على امتداد مساحة الأمة.. هي المنارة والنبراس إن دمعت بكينا وإن ضحكت فرحنا وعيوننا اليوم شاخصة إليها وقلوبنا ملؤها الفخر بإنجازات جيشها والمقاومة التي لنا الفخر أن نكون، كنسور الزوبعة، جزءاً منها.. دمشق لست بعيدة عن وجداننا فالعدو المتربص بك وبنا واحد يقاتلنا في حقنا وأرضنا وديننا وصراعنا معه صراع وجودي لذلك لن تصارعي التنين وحدك فقلوب كلّ الأحرار في العالم معك وأصابع المقاومين على الزناد يمنّون النفس أن يردّوا وديعة الأمة فيهم ألا وهي الدماء التي تجري في عروقهم..
وإلى النافخين في نار الفتن المذهبية والطائفية نقول: نعم لنا في العالم أصدقاء وحلفاء أوفياء يرون كما نرى في تحرير القدس نصراً مُظفَّراً. … ونقول لمن يراهن على العدو أنّ جيش هذا العدو ظهر عاجزاً في مواجهة المقاومة التي سجلت توازن الرعب في نوعية السلاح وإدارته. لذلك لجأ كيان الاغتصاب إلى الخطة البديلة وهي ضرب العمق الاستراتيجي للمقاومة التي كشفت عُري العربان المتآمرين المتخاذلين.
المقاومة، بكلّ أطيافها وتلاوينها، وعت هذه الحقيقة وهي تشكل اليوم قدوة لكلّ الأحرار في أمتنا والدعوة لكلّ الشرفاء في بلادنا والمُغرّر بهم أن يكونوا على مستوى التحدي ويقتدوا بأبطال الجيشين الشامي والعراقي والمقاومين الذين حدّدوا هوية العدو بدلاً من السير في دهاليز ربيع موهوم جلب المآسي والويلات وحول بلادنا إلى أتون نار يحرق الأخضر واليابس.
ستنتفض الشام من تحت الركام وهي أضحت محجّة للمقاومين الساهرين علىحفظ البلاد وأهلها بحسابات الدم وليس بحسابات النفط الأسود كتاريخ وحاضر دواعش العصر الرديء ورعاتهم.
وقال: نحن في لبنان نعاني ما نعانيه بسبب قوانين انتخابية فُصِّلت وتُفصَّل اليوم على مقاسات طائفية ومذهبية وعشائرية، وكأنّ القدر المحتوم أن نتنقّل بين إقطاع وآخر بمسمّيات مختلفة، وما الطائفية والمذهبية إلا المدخل إلى كلّ الاعتلالات الاقتصادية والأمنية والتدخلات الخارجية في شؤون بلدنا الداخلية.. إنّ بلادنا تفنى بالطائفية وتحيا بالإخاء القومي.
لن نغادر هذا المستنقع إلا بسنّ قانون انتخابي يحقّق صحة التمثيل ويمكِّن المواطن من اختيار من يمثل طموحاته ويحفظ مستقبله ومستقبل أطفاله ونضم صوتنا إلى صوت العقل، إلى صوت رئيس السلطة التشريعية مهندس التفاهمات، وإلى صوت سيد المقاومة، بأن لا قانون يحرّر الإرادة إلا قانون يعتمد النسبية والدائرة الواحدة.
وختم أبو خليل: أبا حسين نودعك اليوم ويعزينا أننا نرى في أهل بيتك امتداداً للمناقبية التي تمتعت بها وللأريحية التي عشت في كنفها ردحاً من الزمن فصدق إيمانك جعلك ملتزماً بقسمك فجعلتَ من مبادئ الحزب شعاراً لبيتك.
باسم الحزب السوري القومي الاجتماعي، رئيساً وقيادة وأعضاء، أتقدم من أهلنا ورفقائنا بأسمى آيات العزاء ولتحي بلادنا حرة كريمة والبقاء للأمة.