ماي تُعلن الدفعة الأولى من مجلس وزرائها
أعلنت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي الدفعة الأولى من أسماء مجلس وزرائها الجديد، وفي خطوة لتعزيز سلطاتها عينت صديقها التاريخي وحليفها الموثوق داميان غرين نائباً لها، وستواصل مشاوراتها مع الحزب الوحدوي الديموقراطي الإيرلندي الشمالي لاستكمال التشكيلة الوزارية.
وحسب ما أعلن إلى الآن من أعضاء مجلس الوزراء الجديد، فقد احتفظ الوزراء الكبار في الحكومة السابقة، خصوصاً حقائب السيادة بمناصبهم، عدا الإطاحة بوزيرة العدل ليز تروس كوزيرة للعدل وحلّ محلها ديفيد ليدينغتون، وتمّ تعيينها وزيرة دولة للخزانة مع عدم حضور جلسات مجلس الوزراء.
وإلى ذلك، قال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أمس «إنّ وجهات نظر الحكومة بشأن مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي لم تتغيّر بعد فشل رئيسة الوزراء تيريزا ماي في الفوز بأغلبية صريحة في الانتخابات العامة».
وقال فالون لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي : «أعتقد أن وجهة نظرنا في ما يتعلق بالخروج من الاتحاد لم تتغيّر نريد شراكة مع أوروبا، نريد اتفاقاً يحقق لنا أكبر حضور في السوق الموحّدة والتوصل إلى اتفاق بشأن الهجرة ومواصلة التعاون الأمني مع أوروبا».
وأضاف أنه يعتقد أنّ هناك أغلبية في البرلمان تدعم هذه الخطة للخروج من الاتحاد. وتابع القول: «الجميع يريد التوصل في نهاية المطاف إلى اتفاق يحترم ما صوّت له الشعب البريطاني العام الماضي».
على صعيد آخر، أثار مشروع اتفاق حكومي بين حزب المحافظين بزعامة تيريزا ماي والحزب الديمقراطي الوحدوي الإيرلندي الشمالي، أمس قلق دبلن التي تخشى أن يؤثر ذلك على عملية السلام في إيرلندا.
وقال متحدّث باسم رئيس وزراء إيرلندا أيندا كيني «إنّ دبلن عبّر خلال اتصال هاتفي مع ماي، المنهكة بهزيمتها الانتخابية الخميس، عن قلقه إزاء مشروع التحالف بين حزب المحافظين والحزب المحافظ جداً الإيرلندي المؤيد لبريكست».
وحذّر كيني الذي سيترك مكانه لخلفه الأسبوع المقبل، من أنه «لا ينبغي أن يؤثر أي أمر على اتفاق الجمعة العظيمة» الذي أنهى في 1998 ثلاثين عاماً من أعمال العنف في إيرلندا الشمالية.
ويثير مشروع التحالف بين حزب المحافظين والحزب الديموقراطي الوحدوي الإيرلندي الشمالي الكثير من الانتقادات، خصوصاً بسبب المواقف المحافظة اجتماعياً للحزب الإيرلندي المعارض بقوة لزواج المثليين والإجهاض. ولأنّ مثل هذا الاتفاق يمسّ من حياد الحكومة البريطانية في إيرلندا الشمالية المنطقة التي تشهد توتراً شديداً بعد 20 عاماً من انتهاء «الاضطرابات» فيها.
وقالت أرلين فوستر رئيسة الحزب الايرلندي الشمالي أمس، «إنه من المقرّر أن تلتقي ماي غداً في لندن».
وأضيفت تحفّظات دبلن إلى مشاكل ماي التي تتعرّض لضغط شديد. ووصفها وزير محافظ سابق بأنها «احترقت سياسياً»، مضيفاً «السؤال الوحيد الباقي هو معرفة كم من الوقت ستمضي في رواق الموت».
وانضمّ الوزير السابق جورج أوزبورن ومنافس ماي الذي بات اليوم رئيس تحرير يومية «ذي أيفنينغ ستاندار»، إلى لائحة طويلة من الأشخاص الذين يرون أنّ «تيريزا ماي باتت في وضع لا تُحسَد عليه منذ الهزيمة المهينة الخميس في الانتخابات التشريعية المبكرة».
ورأت الصحافة البريطانية أمس، «أنه سيكون من الصعب على ماي الاستمرار في منصبها لأكثر من بضعة أشهر». وأكدت «صنداي تايمز» أنّ بوريس جونسون يستعدّ لخلافتها. غير أنّ وزير الخارجية نفى ذلك، وقال إنه «مئة بالمئة خلف تيريزا ماي».
ومتذرّعة بالحاجة إلى «الاستقرار» إزاء ظرف بريكست، رفضت ماي الاستقالة وأكدت عزمها على البدء «كما هو مقرّر في مفاوضات بريكست في غضون أسبوعين»، وذلك أثناء محادثة هاتفية مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
وغداً يجتمع البرلمان الجديد أولاً في وستمينستر قبل حفل افتتاح رسمي لدورته في 19 حزيران، وهو التاريخ المقرّر أيضاً لبدء مفاوضات بريكست.