راغدة محمود باحثة تعمل على تبسيط قواعد اللغة العربية
محمد خالد الخضر
تجد الباحثة راغدة محمود في الدراسات اللغوية وتبسيط قواعد النحو للناطقين بالضادّ حاجة ملحّة في الظرف الراهن، حيث تشهد الساحة الثقافية تزايد عدد مَن يكتبون الأدب من دون أن يلتزم كثيرون منهم بقواعد اللغة.
وتقول محمود في حديث صحافيّ: أعتقد أن الحرب التي تشنّ على بلدنا والظروف المعيشية المتقلبة والمِحن، جعلت معظم المثقفين والباحثين يتجهون إلى الشعر والقصة والرواية والنقد كتعبير عن خوالج النفس. وبعد متابعتي هؤلاء، واظبت في ميادين قواعد اللغة العربية التي تلوث يومياً باللحن والدخيل من دون خجل أو وجل.
وينظر معظم مدرّسي اللغة العربية والطلاب إلى النحو والإعراب بحسب محمود كقواعد جامدة وضعت منذ عهد الأجداد ولا يمكن تحديثها. معتبرة أن أي مدرس يستطيع بنظرة جمالية مبدعة تحويل هذه اللغة إلى فنّ أدبي جميل التذوق يجذب السامع ويبسّط المعلومة ويرسّخها في أذهانِ المتلقي.
وتقول محمود: ابتكرت طريقتي الخاصة في إيصالِ المعلومات المتعلقة بقواعد الإعراب عبر طرحها بطريقة المشهد المسرحي لأنني أجد في المسرح الحل الأمثل للارتقاء بالقضايا التربوية والتعليمية والثقافية حيث عملت على أنسنة المنصوبات والحروف والجموع والأفعال والأسماء وغيرها والتي تخوض حواراً مع الطلاب وتجيب عن أسئلتهم.
وتتحدّث محمود عن تراجع في البحث الأدبي، لا سيما النقص في الإصدارات التي تهتمّ بهذا المجال. كما تشير إلى أن الحرب على سورية كشفت بعض من يدعون الثقافة الذين باعوا أقلامهم للأعداء مقابل بعض الامتيازات والأموال على حساب أرواح الأبرياء.
وتنصح محمود في ختام حديثها كل من يريد العمل في إعداد البحوث والدراسات أن يستكمل أدواته ويجمع أكبر قدر من المعلومات حول موضوع البحث والتحلي بالصبر والتحمّل وبذل الجهد وعدم اليأس.
يشار إلى أن راغدة محمود حاصلة على إجازة في اللغة العربية من جامعة «تشرين»، تعمل مدرّسة لمادة اللغة العربية في مدارس طرطوس الحكومية ونالت شهادات تقديرية من دول عربية ومنتديات أدبية لجهودها في ميادين البحث وتشجيع الحركة الثقافية الأدبية وتمكين اللغة العربية. وأنشأت منذ سنوات «نادي أحبّاء اللغة العربية» بهدف ترميم بعض ثغرات المناهج التربوية وتبسيطها، وصدر لها مؤخّراً كتاب «على مسرح الإعراب».
«سانا»