فصل تآمري جديد لتصفية المسألة الفلسطينية
معن حمية
أن يعلن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو على مسمع أعضاء حكومته، عن ضرورة تفكيك وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، وأنه بحث هذا الأمر مع سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي، فهذا تطوّر خطير، يكشف الأسباب الرئيسة الني جعلت وكالة الغوث «الأونروا» تقلّص خدماتها وتقديماتها بصورة كبيرة خلال السنوات الماضية، ما يشي بأنّ هناك مخططاً معداً للتوطين يطيح حق عودة الفلسطينيين إلى أرضهم وقراهم وبيوتهم.
وحين يصبح الحديث يدور عن توطين الفلسطينيّين في غير بلد، ويصبح حق العودة المثبت في قرار أممي في مهبّ الريح، معنى هذا أنّ هناك دولاً في المنطقة شريكة في هذا المخطط الجهنّمي. وهذا ما تعبّر عنه المواقف الصهيونية التي تتحدّث عن علاقات «إسرائيلية» وثيقة مع دول عربية، ما يعطي إشارات واضحة بأنّ علاقات التطبيع قطعت أشواطاً ووصلت حدّ الاتفاق على التوطين وإلغاء حق العودة.
وما يشي بأنّ هناك علاقات معزّزة بين «إسرائيل» وبعض الدول العربية، تصريحات أدلى بها وزير الحرب الصهيوني أفيغدور ليبرمان قبل يومين يؤكد فيها علاقات وطيدة مع دول عربية، وأعقبه وزير الاستخبارات إسرائيل كاتس الذي أكد بأنّ هناك مصالح أمنية واستخبارية مع المحور الذي تقوده السعودية.
وهنا يبرز السؤال الكبير، هل أنّ ما يحصل من خلافات متصاعدة بين دول الخليج هو توطئة لما دبّر في ليل؟
وإذا كان المحور الذي تقوده السعودية تربطه صلات أمنية واستخبارية مع «إسرائيل»، فماذا عن قطر وهي الأقدم في علاقاتها مع العدو بواسطة الممثليات التجارية؟!
أميركا التي تضطلع بدور رئيس في الوصول لفرض التوطين في بلدان اللجوء، وإلغاء حق عودة الفلسطينيين، هي التي تحمي سياسة الاستيطان والتهويد، وتغرق المنطقة بالخلافات البينية حتى بين حلفائها الأقربين، بما يضغط على جهات فلسطينية للتسليم بما خطط له، وهو سياق ظهر في مواقف قوى فلسطينية أساسية!
وعليه لا بدّ من مواجهة ما يُرسم لتصفية المسألة الفلسطينية…
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي