ولايتي: تعاون الجيشَين السوري والعراقي انتصار استراتيجي.. وموسكو ترجّح جولة لـ«أستانة» بداية تموز
أكّد مستشار قائد الثورة الإيرانيّة في الشؤون الدوليّة علي أكبر ولايتي، أنّ التعاون بين الجيشَين السوري والعراقي على الحدود بين البلدين يشكّل انتصاراً استراتيجيّاً لمحور المقاومة في مواجهة الكيان الصهيوني.
وأشار ولايتي في تصريح له على هامش لقائه رئيس مركز الأبحاث في البرلمان السويدي غونار فرس أمس، إلى فشل المخطّط الأميركي في سورية والعراق.
وفي سياق متّصل، قال وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في حديث له مع صحيفة «فيدوموستي»، إنّ «مسألة الدور المستقبلي للرئيس السوري بشار الأسد لن تكون نقطة خلاف بين الدوحة وموسكو»، مشيراً إلى أنّه «وعلى الرغم من المواقف المختلفة بين البلدين، فإنّ الهدف المشترك في سورية، هو إنهاء التصعيد القائم هناك».
وأضاف الوزير القطري، أنّ «الرئيس السوري لن يقف بين روسيا وقطر».
ووفقاً لتصريحات وزير الخارجية القطري، فإنّ على جميع الأطراف أن تتعاون من أجل حلّ النزاع السوري، لأنّ كلّاً من قطر وروسيا في حاجة إلى سورية موحّدة، وليس إلى سورية مقسّمة، وأنّ الأولوية المشتركة هي الاستقرار والأمن في المنطقة.
هذا، ورجّح الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون دول «الشرق الأوسط» وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، أن تنطلق جولة جديدة من اجتماع أستانة حول سورية بداية شهر تموز المقبل.
وأوضح بوغدانوف في حديث لوكالة سبوتنيك الروسية، «أنّه تجري الآن محادثات مع إيران وتركيا لإجراء جولة جديدة من اجتماع أستانة حول سورية بعد شهر رمضان»، مبيّناً أنّ جولة أخرى من المحادثات ستجري في جنيف بعد اجتماع أستانة مباشرة.
يُذكر أنّ بوغدانوف أعلن في وقت سابق أنّه تمّ تحديد الـ20 من حزيران الحالي بشكل أوّلي كموعد للجولة القادمة من اجتماع أستانة حول سورية، بعد أن كان مقرّراً سابقاً في الـ12 والـ13 من حزيران، حيث أكّد مصدر مقرّب من اجتماع أستانة أنّ المشكلة أنّ تركيا تعيق عملية التنسيق تحت ذرائع مختلفة، وهذا يُظهر أنّها ليست جاهزة بعد لعقد اجتماع أستانة في الـ12 من حزيران الحالي.
واستضافت العاصمة الكازاخستانية أستانة أربعة اجتماعات حول الأزمة في سورية، أكّدت في مجملها الالتزام بسيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية وتثبيت وقف الأعمال القتالية، بينما تمّ في الاجتماع الأخير الذي عُقد مطلع الشهر الماضي توقيع المذكّرة الروسية لإنشاء مناطق لتخفيف التوتّر في سورية.
ميدانياً، قال عضو مجلس الشعب السوري عمار الأسد، إنّ تقييم الأوضاع في الرقة يجب أن يكون لأميركا وليس لـ«قوات سورية الديمقراطية»، التي تعوّل عليها واشنطن كورقة لها على الأرض.
وأضاف في تصريحات لـ«سبوتنيك»، أنّ ما يؤكّد ذلك ولو بشكل جزئي هو السماح بمغادرة أكثر من 120 مسلّحاً من «داعش» بأسلحتهم من الرقة باتجاه السخنة، ليشكّلوا خطراً على منطقة «تدمر»، وقد تمّ استهدافهم من جانب الطيران الروسي السوري.
وأضاف النائب الأسد، أنّ هناك تنسيق أميركي على مستوى عال مع «قوات سورية الديمقراطية»، التي تتشكّل بعض قياداتها من الأميركيّين وحلفائهم من البريطانيّين والفرنسيّين ومن بعض دول المنطقة، وما يحدث على الأرض عكس ما يقال في الإعلام، فهناك الكثير من المفاجآت على الأرض، فمنذ ثلاثة أسابيع نزل طيران «التحالف» في الرقة وأخرج عدداً من قادة «داعش» الكبار إلى مناطق غير معلومة، ولا يوجد أدنى شكّ بأنّهم ليسوا سوريّين أو عراقيين أو شيشانيين، هؤلاء هم أمراء «داعش» من الجنسيات الغربية.
إلى ذلك، واصل الجيش السوري تقدّمه على عدّة محاور في البادية باتجاه حقل آرك شمال شرقي مدينة تدمر، وعلى الاتجاه الشمالي الغربي للمحطّة الرابعة بريف حمص الشرقي.
وقالت مصادر عسكرية، إنّ الجيش السوري وصلَ إلى طريق «أثريا الرصافة الرقة» خلال تقدّمه في المنطقة الواقعة بين ريف حلب الجنوبي الشرقي وريف الرقة الغربي، وأحكم سيطرته على قرى «رجم عسكر، بئر إنباج ، ظهر أم باج، جب عزيز، جب الغانم، أبو صوصة، جب أبيض» وعدة مزارع أخرى، بعد اشتباكات مع تنظيم «داعش» أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف مسلّحي التنظيم.
ودمّر سلاح الجو في الجيش السوري بعدّة غارات 3 مقارّ قيادية لتنظيم «داعش» في منطقة «المريقية» شرق مطار دير الزور، وقتل وجرح من كان بداخلها. كما دمّر سلاح الجو 7 آليّات مجهّزة برشاشات ثقيلة للتنظيم قرب مفرق ثردة جنوب المقابر، وقتل وجرح من فيها.
وفي محيط لواء التأمين، استهدف الجيش السوري بقذائف الدبابات مجموعة للتنظيم وقتل 6 من عناصرها.
وفي سياقٍ متّصل، قالت صحيفة «الواشنطن بوست» الأميركية، إنّ المعركة الأعنف في سورية لم تحدث بعد، وقد تكون إدلب هي مسرح أشدّ المعارك ضراوة وأكثرها دمويّة في الحرب السورية.
فثمّة نحو مليون سوري في إدلب، الكثير منهم فرّوا من القتال وعجزوا عن دفع رسوم المهرّبين للانتقال إلى تركيا، كما أنّ إدلب أصبحت أيضاً المعقل النهائي للمتمرّدين السوريّين والقاعدة، وربما تصبح في الأشهر المقبلة التحدّي الأقسى.
وبحسب الصحيفة، فإنّه من المرجّح أن يكون التدافع من أجل مركز التحكّم في محافظة دير الزور من أحد أكثر المعارك ارتباطاً بالتبعات ضدّ الجماعة المتطرّفة في سورية، ممّا يشكّل اختباراً إقليميّاً للرئيس ترامب، حيث تدير إدارته الخطاب ضدّ إيران وتحاول الاستيلاء على دير الزور، متنافسة بذلك مع الدولة السوريّة ومع إيران وقوات أخرى.