وزارة الثقافة السورية تمنح زحلاوي والحنّاوي ويوسف جائزة الدولة التقديرية

رشا محفوض ـ شذى حمّود

أعلنت وزارة الثقافة أمس، نتائج جائزة الدولة التقديرية لعام 2017، حيث ذهبت في مجال النقد والدراسات والترجمة للأب الياس زحلاوي، وفي مجال الفنون للفنّانة القديرة ميادة الحنّاوي، وفي مجال الأدب للأديب حسن م. يوسف.

وفي تصريح صحافيّ، قال الأب الياس زحلاوي: هذا التقدير أقول عنه ثلاث كلمات: الأولى هي شكر لمن خصّني في نطاق الترجمة والبحث بمثل هذا التقدير الذي أجيّره إلى كلّ المترجمين والباحثين السوريين.

والكلمة الثانية هي تأكيد أنني لم أفعل سوى واجبي كمواطن سوريّ، لا سيما أنّ سورية تواجه حرباً كونية كانت ترمي إلى إزالتها من الوجود ماضياً وحاضراً ومستقبلاً. وهي ذات كلّ إنسان سوري، بل هي ذات العالم العربي كله ووجوده مرهون بوجودها.

وتابع الأب زحلاوي: كلمتي الثالثة هي دعوة ملحّة وصارخة من أجل المسارعة إلى إنشاء مراكز بحوث في سورية تشمل جميع قطاعات الوجود السوري، تعمل بصدق وجرأة وحرّية تامة ومتابعة في تقصٍّ صادق لجميع مناحي الحياة وفي استنهاض جميع الكفاءات من دون استثناء، ما تبقى منها فوق أرض الوطن وما غادرها. معرباً عن أمله في ألا يكون هذا التكريم نهاية المطاف للمكرّمين وأن يواصلوا العطاء لأنه صيرورة وطن اسمه سورية.

يشار إلى أنّ الأب إلياس زحلاوي ولد في دمشق عام 1932 وتعلّم فيها دروسه الابتدائية، ثمّ تابع دراسته الإعدادية والثانوية في القدس في فلسطين، ورياق في لبنان. ودرس الفلسفة واللاهوت في القدس ورُسم كاهناً في دمشق عام 1959، ودرس في مدارس دمشق الخاصة والحكومية وقاد جوقة الكاتدرائية حتى عام 1966. وأنشأ عام 1968 أسرة الرعية الجامعية وأسّس مع المخرج الراحل سمير سلمون فرقة «هواة المسرح العشرون» التي قدّمت عدداً من المسرحيات العربية والأجنبية.

وكتب عام 1971 مسرحية «المدينة المصلوبة» عن الصراع العربي ـ «الإسرائيلي». وعُيّن عام 1977 كاهناً في كنيسة سيدة دمشق فأسّس جوقة الفرح من خمسة وخمسين طفلاً، وهي تضمّ اليوم أكثر من 600 منشد وموسيقيّ، وزارت الجوقة فرنسا وهولندا وألمانيا وبلجيكا وأستراليا والولايات المتحدة وقدّمت أمسيات دينية مشتركة مع فرقة «حمزة شكور». وأسّس زحلاوي عدداً من الجمعيات الخيرية المختلطة ازداد نشاطها بعد الحرب على سورية. ودرس زحلاوي اللغة اللاتينية والترجمة بين 1973 و1978 واللغة الفرنسية وتاريخ المسرح بين 1977 و1978 في المعهد العالي للفنون المسرحية، وله 23 كتاباً موضوعاً ومترجماً، بينها ثلاث مسرحيات واثنان بالفرنسية. كما ترجم الكتاب المعرفيّ الموسوعيّ وتاريخ المسرح في خمسة أجزاء، وسيصدر له قريباً كتاب يتضمّن بعض حياته وتجربته.

وفي تصريح مماثل، أعربت الفنانة ميادة الحنّاوي عن سعادتها بهذه الجائزة، لا سيما أنّها كُرّمت على أرض وطنها سورية الحبيبة، التي قدّمت مئات الشهداء في الحرب التي تخوضها ضدّ الإرهاب لتبقى عزيزة وصامدة.

وأكدت مطربة الجيل أنّها فخورة لكونها تُكرَّم مع قامات سورية كبيرة كالأب الياس زحلاوي والأديب حسن م. يوسف. متمنية عودة الأمن والأمان إلى ربوع سورية وأن تبقى شامخة بوجود أبنائها المخلصين.

الفنانة ميادة الحنّاوي من مواليد مدينة حلب، لُقّبت بمطربة الجيل وصُنّفت في الصفّ الأول بين المطربات العربيات، حيث غنّت في صغرها وتبنّاها فنّياً الموسيقار محمد عبد الوهاب. كما تعاملت مع كبار الملحّنين في مصر على رأسهم محمد الموجي ومحمد سلطان وحلمي بكر وصلاح الشرنوبي، في حين كانت انطلاقتها الكبرى مع الموسيقار بليغ حمدي.

وغنّت الحنّاوي مع بليغ حمدي أروع أغانيها الطربية منها «أنا بعشقك» و«الحبّ إللي كان» و«أنا اعمل إيه» و«سيدي أنا» وغيرها من أروع الأغاني التي حقّقت لها انتشاراً كبيراً في العالم العربي وبين الجاليات العربية في أميركا وأوروبا.

وللحنّاوي عدد من الأغاني الوطنية بدءاً من «جبهة المجد» و«يا شام» و«يسلم ترابك يا شام» التي تعاملت خلالها مع كبار الشعراء والملحّنين في سورية والعالم العربي.

وفي تصريح مماثل، قال الأديب حسن م. يوسف: أهمية هذه الجائزة تنبع من أنها قادمة من سورية ومن دمشق المدينة التي تجدّد نفسها كلّ يوم. وهي إشارة من جهة راعية للثقافة إلى أنني لم أضيّع عمري هباءً وأنّ ما قدّمتُه جدير بالالتفات.

وأضاف: أنا ممتنّ لوطني أولاً وللجنة الجائزة ثانياً ولوزارة الثقافة، وأعتقد أنّ هذا التقدير جدير به من هو أكثر منّي. وأعبّر عن امتناني لمن تذكّروني في هذا الزمن الصعب.

يشار إلى أنّ الكاتب حسن م. يوسف من مواليد قرية الدالية في ريف اللاذقية عام 1948، عمل كمحرّر ثقافي رئيس وكاتب عمود ساخر في جريدة «تشرين». يكتب حالياً في جريدة «الوطن» السورية وشارك في لجان تحكيم عدد من المهرجانات الفنية والمسابقات الأدبية. وكتب سيناريوات عدد من الأعمال الدرامية واستطلاعات وتحقيقات صحافية عن عمان والعراق ومصر وسورية والصين والهند وهنغاريا وقرغيزيا وفنلندا وأميركا. كما تُرجمت بعض قصصه إلى الفرنسية والإنكليزية والصينية والإسبانية والروسية، وكُتبت عنها أطروحات جامعية.

وأجرى يوسف حوارات مع عدد كبير من أبرز الوجوه الثقافية العربية والعالمية أمثال: فانيسا ريدغريف، سعيد حورانية، ميرنال سين، عاصم الباشا، عبد الرحمن منيف، نيقولاي خايتوف، مريام ماكيبا، دريد لحّام، عادل قرشولي، جنكيز إيتماتوف، زياد الرحباني، ثيو أنجيلوبوليس، وخوسيه ميغيل بويرتا.

وصُنّف عام 2014 من مجلة «أريبيان بزنس» كواحد من أكثر مئة شخصية عربية مؤثّرة في العالم عن فئة المفكّرين. وشارك في عددٍ من المعارض السنوية لجمعية التصوير الضوئي في دمشق. كما ترجم عدداً من القصص والمقالات والدراسات من الإنكليزية إلى العربية.

بموجب الجائزة، يحصل الفائز على مبلغ قدره مليون ليرة سورية وميدالية ذهبية مع براءتها، وسيتم الاحتفال بالفائزين في موعد يُحدّد لاحقاً.

وكانت وزارة الثقافة قد منحت جائزة الدولة التقديرية لعام 2016 للكاتبة ناديا خوست في مجال الآداب، والفنانة سلمى المصري في مجال الفنون، والأديب محمد حسن قجه في مجال النقد والدراسات والترجمة.

«سانا»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى