كشف المستور في الخلاف السعودي القطري
عبد الحكيم مرزوق
تصاعدت حدة الخلاف بين قطر والمملكة السعودية بشكل غير مسبوق خلال الأسبوع الماضي إلى حدّ وصل إلى قطع العلاقات وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية حيث لم يتوقف الأمر على المملكة السعودية فقط، بل تجاوزه الى البحرين والإمارات حيث قطعتا العلاقات الدبلوماسية مع مشيخة قطر، وترافق هذا القرار مع إغلاق الحدود المشتركة وطالت هذه الإجراءات أيضاً ديبلوماسيّي ورعايا مشيخة قطر في تلك الدول، وكذلك فإنّ هذه الدول استدعت رعاياها من قطر ولحقت بهم مصر التي اتخذت قرارات مشابهة.
هذا التصعيد غير المسبوق لا يبدو أنه جاء على خلفية الموقف الذي اتخذته قطر من إيران ومن حركات المقاومة الوطنية وتحديداً حماس وحزب الله، بل انّ المسألة تبدو مبنية على خلفيات سابقة تتعلق بالخلاف على النفوذ على زعامة العصابات الإرهابية التي ترعاها المملكة السعودية ومشيخة قطر، والسبب الذي كان معلناً لم يكن سوى سبب ظاهري معلن لكن هناك الكثير من الخفايا والأسرار غير المعلنة بين المملكة العربية السعودية وقطر.
مجريات الأحداث وقراءتها في السنوات السابقة من الحرب الكونية على سورية تظهر أنّ مشيخة قطر هي التي كانت وما زالت تدعم العصابات الإرهابية في سورية بالمال والسلاح، وهي التي كانت في الواجهة وقامت بالكثير من الأعمال والتصرفات الدنيئة خلال الحرب على سورية، وخاصة الإجراءات والتحركات السياسية منذ سنوات عديدة، وكانت هي محراك الشرّ في المنطقة، حيث أدارت الحرب على سورية عبر منحيين الأول عبر الجامعة العربية وعبر أمينها العام السابق نبيل اللا عربي الذي اشترت مواقفه عبر الرشاوى، كما ضغطت على معظم الدول في الجامعة العربية وأخذت الكثير من القرارات ومن أهمّها تجميد عضوية سورية وبشكل غير مسبوق في تاريخ الجامعة العربية، حيث تم تجميد دولة مؤسسة وهامة إضافة إلى حرف الجامعة العربية عن مسارها من خلال اتخاذ العديد من القرارات المتحيّزة للضغط على القيادة السورية والضغط عليها، ولكنها مع كلّ الأفعال المشينة التي قامت بها لم تفلح في مسعاها عبر الوسائل الدبلوماسية والمواقف المخزية التي اتخذتها في الجامعة العربية وعملت أيضاً على دعم الجماعات الإرهابية والعصابات التي تقاتل الجيش السوري لإسقاط الدولة السورية، وبعد أن فشلت إمارة قطر عبر أميرها السيّئ الذكر حمد آل ثاني وعبر رئيس حكومته ووزير خارجيته آنذاك حمد بن جاسم تمّ إبعادهما من قبل الإدارة الأميركية وتسليم تميم بن حمد مقاليد إمارة قطر، وتسلمت بعد ذلك المملكة السعودية الحرب على سورية بعد أن كانت تعمل في الظلّ.
ومع تسلّم مملكة الرمال إدارة الدفة في الحرب على سورية أصيبت بالكثير من الهزائم العسكرية والديبلوماسية، ولم تستطع الأموال الكثيرة التي أنفقتها في دعم الإرهاب في سورية وفتح معركة جديدة في اليمن وارتكاب المجازر البشعة يومياً هناك أن تحقق أية نتائج على أرض الواقع بسبب صمود الشعب السوري وصمود الجيش السوري والدعم الذي جاءه من الأصدقاء والحلفاء الروس والإيرانيين ومقاتلي حزب الله الذين قاتلوا مع الجيش السوري وحققوا الكثير من الانتصارات في أكثر المواقع والمناطق الساخنة.
تلك الهزائم التي أصابت العصابات الإرهابية أفقدت مملكة آل سعود صوابها والدول التي تديرها وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، ولذلك استماتت في الدفاع عن عرش المملكة فأغدقت مئات المليارات التي كانت عبارة عن صفقات قبض ثمنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب غبر صفقات عديدة وقعها مع المملكة العربية السعودية أثناء زيارته الأخيرة كي يبقي على مملكة آل سعود المهدّدة بالزوال.
خلاف آل سعود ومشيخة قطر يشبه خلاف اللصوص على المغانم، وهذه المغانم هي مناطق النفوذ التي كانت سبب الخلاف الذي تأجّج وكشف العورات والمستور…؟!
marzok.ab gmail.com