ماي تواصل السعي لضمان غالبية مطلقة في البرلمان
قالت وزارة شؤون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في بريطانيا والمفوضية الأوروبية في بيان مشترك أمس، «إنّ وزير شؤون الانسحاب البريطاني ديفيد ديفيز وكبير مفاوضي التكتّل ميشيل بارنييه سيبدآن مفاوضات الانسحاب البريطاني من الاتحاد يوم الاثنين».
وقال البيان «وزير الدولة البريطاني لشؤون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي ديفيد ديفيز وكبير مفاوضي المفوضية الأوروبية ميشيل بارنييه اتفقا أمس على تفعيل مفاوضات البند 50 يوم الاثنين 19 حزيران».
وقال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي «إنّ المحادثات ستعقد في بروكسل».
على صعيد آخر، اقتربت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس من التوصل إلى اتفاق مع الحزب الديمقراطي الوحدوي الإيرلندي الشمالي لضمان أغلبية داخل مجلس العموم يعوّض فقدانها الأكثرية في الانتخابات الأخيرة، ويجعلها في موقع أفضل للانطلاق في مفاوضات بريكست.
وقال مسؤول كبير في حزب المحافظين أمس، «إنه لم يتمّ وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق، إلا أنّ الطرفين توصلا إلى أرضية توافق مشتركة كبيرة حول العديد من المسائل الأساسية»، معرباً عن «ثقته بحصول الحكومة على الثقة».
وأعلن رئيس مجلس العموم أندريا ليدسوم أمس، «أنّ المجلس سينعقد في الحادي والعشرين من حزيران الحالي أي بتأخير يومين عن الموعد الذي كان مقرّراً».
وقال ناطق باسم الحزب الوحدوي، الأربعاء «إنّ المفاوضات الجارية منذ أيام عدة متواصلة لكن أعتقد أنّ ما يحصل في لندن اليوم سيترك أثراً على الأرجح»، مشيراً إلى الحريق الكبير داخل برج سكني في غرب البلاد.
وكانت المفاوضات بين المحافظين والحزب الإيرلندي الشمالي بدأت قبل أيام عدّة، إلا أنّ الحريق الضخم الذي أوقع 17 قتيلاً في قلب لندن أبعد الاهتمام قليلاً عن هذه المفاوضات.
وبسبب هذا الحريق ألغى وزير المالية فيليب هاموند خطاباً كان من المقرّر أن يلقيه مساء أمس، وكانت الأوساط الاقتصادية تتوقّع أن يلقي بعض الأضواء خلاله على نيات الحكومة في ما يخصّ مفاوضات بريكست.
ومع أنّ المفاوضات بين المحافظين والحزب الديمقراطي الوحدوي الإيرلندي الشمالي تتقدّم فإنّ هذا الاتفاق يثير الكثير من القلق لأنه يتمّ مع حزب شديد المحافظة يعارض زواج المثليين والإجهاض.
ولم يعُد لدى ماي الكثير من الوقت للتوصل إلى اتفاق يضمن لها الثقة والأكثرية في مجلس العموم، خاصة أنّ مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي ستنطلق الاثنين أي بعد نحو عام على الاستفتاء حول هذا الخروج الذي جرى في الثالث والعشرين من حزيران 2016.
وفي محاولة لطمأنة المسؤولين الأوروبيين أكدت ماي «أنه سيتم الإبقاء على روزنامة المفاوضات كما هي وأنّ محادثات الخروج ستنطلق الأسبوع المقبل».
وعقد أمس اجتماع في مقرّ رئاسة الحكومة مع الأحزاب الخمسة الأساسية في إيرلندا الشمالية، تمّ التطرق خلاله إلى مسألة الاتفاق حول دعم حكومة ماي.
وحذّرت المسؤولة الكبيرة في حزب شين فين القومي الكاثوليكي ميشيل أونيل من «أي تحالف ينسف اتفاق الجمعة العظيمة الذي وضع حداً عام 1998 لنحو ثلاثين عاماً من العنف في هذه المنطقة».
ذلك أنّ التحالف بين الحزب الديمقراطي الوحدوي الإيرلندي الشمالي والحكومة يطرح مشكلة حياد الحكومة البريطانية في إيرلندا الشمالية.
وقال سايمون أوشروود من جامعة سوري «الخوف هو في أن تواصل إيرلندا الشمالية سلوك الطريق الخطأ ما سيؤثر على عملية السلام».
وعلى تيريزا ماي أيضاً الاتفاق مع زعيمة الحزب الإيرلندي الشمالي أرلين فوستر حول طبيعة بريكست الذي يريدان العمل للوصول إليه.
فقد دعت تيريزا ماي إلى بريكست «متشدّد» يتضمّن أيضاً الخروج من السوق الموحّدة، في حين أنّ الحزب الديمقراطي الوحدوي الإيرلندي الشمالي يريد تجنب عودة الحدود الفعلية مع إيرلندا الشمالية العضو في الاتحاد الأوروبي.
ونقلت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية عن مصادر من الحزب الوحدوي «أنّ الاتفاق أنجز بنسبة 95 ».
ومن دون الدخول في التفاصيل أوضح المسؤول في حزب المحافظين أنّ طريقة الخروج من الاتحاد الأوروبي هي من المواضيع الواردة في «الأرضية المشتركة» بين الحزبين.
وبعد النكسة التي مُنيت بها خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة ارتفعت دعوات تطالب تيريزا ماي بإبداء مزيد من الانفتاح في محادثاتها حول بريكست.