كيليتشدار أوغلو: إن كان هناك من ثمن فسأكون أول مَن يدفعه

بدأ الآلاف من أنصار حزب الشعب الجمهوري، أبرز أحزاب المعارضة التركية، أمس مسيرة انطلقت من أنقرة باتجاه اسطنبول للاحتجاج على سجن أحد نوابه في مشهد غير معتاد للتعبير عن الغضب الشعبي ضدّ السلطات.

حكم على أنيس بربر أوغلو الصحافي السابق الذي أصبح نائباً عن حزب الشعب الجمهوري، بالسجن 25 عاماً الأربعاء بعد إدانته بتزويد إحدى الصحف بمعلومات سرية. وقدّم محامو بربر أوغلو استئنافاً ضدّ إدانته لدى محكمة منطقة اسطنبول .

وتتعلق القضية بنشر صحيفة «جمهورييت» لصور مثيرة للجدل عام 2015 تكشف «سعي الاستخبارات التركية نقل الأسلحة عبر الحدود إلى سورية».

وأظهرت مقاطع فيديو «عناصر الشرطة التركية تفتح صناديق مليئة بالأسلحة والذخيرة وضعت في شاحنات»، قالت «جمهورييت» «إنها تابعة لجهاز الاستخبارات الوطنية».

واتهم المدّعون بربر أوغلو، الذي كان صحافياً بارزاً على مدى ثلاثة عقود قبل أن يصبح نائباً في حزيران 2015، «بتسليم المواد إلى رئيس تحرير الصحيفة آنذاك جان دوندار المقيم حالياً في ألمانيا».

وقضت محكمة العام الماضي بسجن دوندار لخمسة أعوام وعشرة أشهر على خلفية القضية.

وهذه المرة الأولى التي يتمّ فيها سجن نائب من حزب الشعب الجمهوري أبرز الأحزاب العلمانية المعارضة وثاني أكبر حزب في البرلمان بعد حزب العدالة والتنمية الحاكم والذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك، أول رئيس للجمهورية التركية.

وقاد التظاهرة رئيس الحزب، كمال كيليتشدار أوغلو، الذي تعرض إلى انتقادات في الماضي لعدم اتخاذه موقفاً قوياً بما فيه الكفاية ضدّ الرئيس رجب طيب أردوغان، رافعاً لافتة كتب عليها «عدالة».

وتعهد كيليتشدار أوغلو «السير مع أنصاره حتى مالتبة، القريبة من اسطنبول حيث يقبع بربر أوغلو في السجن».

وقال كيليتشدار أوغلو «إن كان هناك من ثمن يتعين دفعه سأكون أول من يدفع»، مضيفاً: «سأسير وصولاً إلى اسطنبول ، وسنواصل هذه المسيرة حتى يصبح هناك عدالة في تركيا».

وتبعد اسطنبول مسافة 450 كلم غرب العاصمة. وتفيد تقارير «أنّ كيليتشدار أوغلو يخطط لقطع مسافة 20 كلم كل يوم».

وهتف المحتجون «كتف إلى كتف ضدّ الفاشية» فيما رفع آخرون لافتات كتب عليها «العدالة للنواب المعتقلين».

وتظاهر المئات كذلك في حديقة ماتشكا الواقعة في الجانب الأوروبي من اسطنبول هاتفين «بالمقاومة ننتصر».

وقال أحد المتظاهرين في اسطنبول والذي عرّف عن نفسه باسم «تشيم» «لماذا يتم إعتقال شخص فقط بسبب تقرير إخباري كتبه ؟ يعني ذلك أنّ البعض يخشى الحقيقة التي كشف عنها هذا التقرير».

وتتنامى المخاوف بشأن استخدام الاتهامات المتعلقة بالإرهاب، إما على خلفية تأييد حركة غولن أو المسلحين الأكراد، ضدّ الصحافيين.

كما قضت محكمة الجنايات التركية، أمس، بالسجن بحق 24 شخصاً بينهم 23 بـ«المؤبد»، على خلفية احتجاز السكرتير العام لرئاسة الجمهورية التركية، فخري كاصيرغا، خلال محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف تموز الماضي.

وأصدرت محكمة الجنايات في العاصمة أنقرة في القضية، أحكاماً بالسجن المؤبد المشدّد بحق 18 شخصاً، إلى جانب السجن 12 عاماً. كما أصدرت أحكاماً بالسجن المؤبد على 5 آخرين، مع السجن 10 سنوات على خلفية احتجاز كاصيرغا.

وقضت المحكمة بسجن «محسن كوتسي»، عقيد في قيادة فوج الحرس، بالسجن 12 عاماً، بتهمة «سلب الحرية» في القضية نفسها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى