رئيس الجمهورية: أمامنا الكثير مما يجب تحقيقه
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن الجرائم التي وقعت، ومنها جريمة مقتل الشاب روي حاموش، لن تمر من دون عقاب، مجدداً التشديد على أن أقسى العقوبات سوف تتخذ بحق الفاعلين و«نحن مصمّمون على فرضها».
وأبلغ عون أفراد عائلة الضحية حاموش الذين استقبلهم في قصر بعبدا، وقدّم لهم التعازي، أن المصيبة التي حلت بهم أدمت قلبه وقلوب جميع اللبنانيين إلا أن حزن العائلة يبقى الأقسى، إذ ليس من السهولة تقبل فقدان شاب في مقتبل العمر ضحية عمل إجرامي مرفوض.
أضاف: «لقد وقعت في الفترة الأخيرة جرائم عدة في لبنان، وإن شاء الله نسرّع في البت بها، وهذه على وجه الخصوص، فيتم اتخاذ العقوبات اللازمة كي تكون عبرة تفرض نفسها على الجميع في أسرع وقت ممكن».
وتمنى عون لعائلة المغدور الصبر والثبات. وقال: «عزاؤنا بإيماننا، ولولا الايمان، لا يمكن للإنسان ان يتحمّل الالم الذي يصيبه عند فقدان مَن يحب».
وشكر والد روي جوزف حاموش الاهتمام الذي أبداه الرئيس عون حيال المأساة التي أصابت العائلة، فيما أكدت والدة الضحية السيدة ريما حاموش أن الأمل في الرئيس عون للاقتصاص من المجرمين والقتلة كبير جداً، و«لولا هذا الأمل لكنا هاجرنا منذ زمن هذا البلد، أملنا ورجاؤنا كبيران جداً. ونعلم أن ابننا شاب ذو قلب طيب وأخلاق حسنة، وكمؤمنين نرى أن ربنا لا يريده أن يبقى مع الشر المستفحل على الأرض، لذا رفعه طاهراً إلى السماء، وهذا ما يزيد من عزائنا».
أضافت: «نشكركم فخامة الرئيس ونشكر الأجهزة الأمنية التي ألقت القبض على المجرمين في اليوم نفسه الذي وقعت فيه الجريمة. وهذا إنجاز مهم جداً وبداية أمل للبنان، وإن شاء الله تتمكنوا من متابعة ما بدأتم به ويحاسَب القتلة، خصوصاً أن القاتل معروف بسجله الإجرامي وقد صدرت في حقه مذكرات توقيف عدة، ولم يكن من المسموح أن يخرج من السجن ويعيش في شكل طبيعي بين الناس».
وتسلّم رئيس الجمهورية «الريشة الذهبية النسخة الماسية» المميّزة، التي تمنحها مطابع الكريم التابعة لجمعية المرسلين اللبنانيين، لكبارٍ يسهمون في إعلاء الفكر اللبناني وصورة لبنان الحضارية. وأقيم للمناسبة احتفال في قصر بعبدا، حضره الرئيس العام لجمعيّة المرسَلين اللبنانيين الموارنة الأب مالك ابو طانوس، الرئيس الفخري للجنة «الريشة الذهبّية»، ورئيس اللجنة مدير عام مطابع الكريم الأب شربل مهنا، وأعضاء اللجنة، ومجلس المدبّرين ورؤساء أديار الجمعية ورئيس اتحاد بلديات كسروان – الفتوح رئيس بلدية جونية الشيخ جوان حبيش ورئيس بلدية كفرذبيان الدكتور بسام سلامة، وأفراد عائلة مطابع الكريم، وحشد من المفكرين.
قال رئيس الجمهورية بالمناسبة «أمامنا الكثير بعد ممّا يجب تحقيقه، وهو الأصعب. علينا بناء الوطن وبناء الإنسان في الوطن. نحن في حاجة الآن الى بناء الانسان وإعطائه ثقافة متقدمة وتضامناً لبناء الوطن، وهذا هو الاصعب، خاصة واننا نعيش في اجواء كلّها فساد. وهو أمر يذكّرني بكلام الانجيل: «… إذا فسُد الملح، فبماذا يُملّح؟». فـ»لقد قلّ الملح ويجب انتاجه من جديد».
وفي قصر بعبدا، رئيس اتحاد الأندية اللبنانية السورية – الأميركية برئاسة البر جوهري، والذي ضم عدداً كبيراً من الأميركيين المتحدّرين من أصل لبناني من مختلف الأعمار، أتوا إلى لبنان في رحلة للتعرّف إلى معالمه السياحية والأثرية وزيارة أقرباء لهم.
وتحدّث رئيس الجمهورية عن الوضع الراهن في لبنان والمنطقة، محدداً موقف لبنان من التطورات التي تحصل، وقال: «آمل أن تكونوا صوتنا في المجتمع الأميركي ولا تنسَوْا جذوركم في لبنان الذي ينتظركم ويرحّب بكم ساعة تشاؤون».