مليارات المملكة في السلة الأميركية… محمد بن سلمان «ملكاً»
معن حمية
قبل أن يصدر الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أمراً ملكياً بتعيين نجله محمد ولياً للعهد، كانت اتخذت الخطوات المطلوبة كلّها، ونجح في تذليل عقبات كانت تعترض طريق الإبن.
منذ أن أصبح سلمان ملكاً للسعودية في العام 2015، فرض على أخيه غير الشقيق مقرن بن عبد العزيز أن يتنحّى عن منصب ولي العهد، وعيّن محمد بن نايف ولياً للعهد، وبهذه القرارات كسر سلمان قاعدة تداول العرش بين أبناء عبد العزيز، وضمن لنفسه لقب خاتمة الملوك الأخوة، ولنجله بأن يكون فاتحة ملوك الجيل الثالث.
على هذا النحو «الديمقراطي» يتمّ «تداول السلطة» في المملكة السعودية. وكما هو واضح فإنّ محمد بن نايف لم يكن سوى «طعم» وضعه الملك سلمان في صنارة المرحلة الانتقالية حتى يؤول العرش من بعده إلى نجله!
للتذكير، فمنذ أن أصبح سلمان ملكاً على السعودية، صدرت تقارير تتحدّث عن إصابته بمرض «العته الوعائي»، ما يعني أنه غير قادر على إدارة شؤون الحكم، وبعض هذه التقارير ذهبت الى حدّ الجزم بأنّ هناك مَن يدير شؤون المملكة باسمه. وهنا يتبادر السؤال، هل كانت تلك التقارير للتغطية على قرارات الملك وخطواته، أم كان هناك من يقرّر نيابة عنه؟!
إنّ خطوات منسّقة بهذا الشكل، تتخطى بسلاسة عقدتي مقرن بن عبد العزيز ومحمد بن نايف، وتوصل محمد بن سلمان إلى منصب ولي العهد، لا يقوم بها شخص مريض، فإما أن يكون الملك «سلماناً» من أيّ مرض، وإما أن يكون هناك من رتّب الأمور كلّها للوصول الى هذه النتيجة، وإلى قرار الحرب على اليمن، والتصعيد ضدّ دول إقليمية تدعم المقاومة، ومؤخراً حصار قطر التي تعتبر من المحميات الأميركية.
قبل نحو عام، نشر موقع شبكة «NBC» الأميركية تقريراً كتبه كل ّمن روبيرت ويندريم وويليام أم. أركين، وينقل كاتبا التقرير عن ضابط سابق في المخابرات الأميركية من فريق الرئيس باراك أوباما هو بروس ريدل، تأكيده بأنّ زيارة بن سلمان لواشنطن 2016 تمّت بدعوة رسمية، «من أجل التعرّف عن قرب على الشخصية التي ستعتلي على الأرجح، حسب تقديرات المسؤولين الأميركيين، عرش ملك المملكة العربية السعودية في القريب». وينقل التقرير عن ريدل قوله إنّ «صحة الملك سلمان بن عبد العزيز البالغ 80 عاماً من عمره ليست على أحسن ما يرام، فيما يعاني الأمير محمد بن نايف، ولي العهد المفضل أميركياً، من مرض جدّي، وقد لا يعيش طويلاً، الأمر الذي جعله خارج السباق على السلطة»، وعليه يتوصل التقرير إلى اعتبار زيارة محمد بن سلمان للولايات المتحدة «هي في جوهرها زيارة دولة تجري بهدوء».
كما أكد ريدل لكاتبي التقرير أنّ الإدارة الأميركية، وبغضّ النظر عن جميع العثرات المحتملة التي قام بها محمد بن سلمان، اعترفت بأنّ خلافته في نظام الحكم السعودي «قوة قاهرة واقعية جداً»، وأنه من الضروري التعرّف بشكل أحسن على ولي ولي العهد السعودي، لا سيما أنّ الأخير لا يتكلم الإنكليزية. ولهذا السبب نظمت الإدارة الأميركية سلسلة لقاءات بين محمد بن سلمان وعدد من أصحاب السلطة في الولايات المتحدة، ومن بينهم أولاً الرئيس باراك أوباما.
بناء على ما تقدّم، يتضح بأنّ من يضع مليارات السعودية كلّها في السلة الأميركية، وكلّ من ينفذ إملاءات واشنطن بحذافيرها هو الذي ترضى عنه أميركا «ملكاً»!
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي